شقاء الصغار في عالم الكبار

صلوا على النبي المصطفى

︵⁺⏜︵︵⏜︵ ⑅

 ⃝⧙ ????????????????????????????.

سلامٌ على عهد الطّفولة إنّه

أشد سرور القلب طفلٌ إذا حبا

ويا بسمةَ الأطفال أي قصيدة

توفِّي جلال الطّهر وردًا ومشربا

فيا ربّ بارك بسمة الطّفل كي نرى

على وجهه الرّيان أهلًا ومرحبًا

عالم الطفل هو عالم يجب أن يكون خالي من هموم الكبار و مسؤولياتهم و مشاكلهم التي لا تنتهي ، لأن الطفل الصغير يحتاج إلى اللعب و المرح و النمو في بيئة تسمح له بإستكشاف الحياة و شيئا فشيئا عندما يكبر يبدأ في معرفة حقيقتها و الإستعداد لمواجهتها و مواجهة المشاكل التي تأتي بها.

لكن الكثير من الأطفال المساكين في هذا العالم لا يتمتعون بحقهم في العيش كأطفال ، بسبب الظروف و الأشخاص الذين يعيشون معهم يخسرون طفولتهم البريئة و يعيشون مثل الكبار بكل تلك المشاكل و المتاعب و المسؤوليات الصعبة عليهم ليكون الشقاء عنوان طفولتهم الجريحة بسكين الظلم و الجهل.

هنا حيث تنقلب الموازين بالطبع سينتج عنه خلل كبير في توازن المجتمع ، لنرى بأنه لا يوجد عدل في قلوب الناس الذين همهم فقط مصلحتهم حتى لو كانت على حساب الأطفال المساكين.

بعد أن رأيت الكثير من الإنمي الذي كان فيه الأطفال مظلومين قررت أن أكتب عنهم ، و موضوع فكرتي اليوم بالتحديد هو "عمل الأطفال". فعلا إنها مأساة كبيرة عندما ترى طفل صغير يعمل في أعمال شاقة و متعبة حتى يعيش و يساعد عائلته على العيش.

هو كان من المفروض أن هذه مسؤولية الكبار أن يهتموا بالصغار و يعملون لأجلهم لكن في كثير من الحالات تنقلب الأدوار و الطفل المسكين يتم إخراجه من عالم الصغير البرئ إلى عالم الكبار المزعج و يبدأ في عيش حياة صعبة لا تناسب عمره و خبرته التي اكتسبها في هذه الحياة.

و بعدها نرى معاناة الأطفال الذين يبدأون في حمل مصاعب الحياة على أكتافهم الصغيرة و هذا يجعلنا نشعر بالحزن و الألم عليهم ، و يجعلنا نشعر بالغضب على من أوصلهم إلى هذه الحالة.

︵⁺⏜︵︵⏜︵ ⑅

و في الأنمي كان يوجد الكثير من الشخصيات من الأطفال الذين أجبروا على العمل و تحمل كل المصاعب و كانت حياتهم فيها الكثير من المعاناة و الألم و سنبدأ بالمثال الأول.

هذا الإنمي هو معروف جدا و يعتبر من إنميات طفولتنا و اعتقد أن الجميع قد تأثر بالقصة الموجودة فيه بسبب كمية الألم و الحزن الموجودة فيها. فهذا الأنمي الذي يعرف بإسم عهد الأصدقاء و الذي رأينا فيه معاناة الأطفال في عدم تمتعهم بطفولتهم و دخولهم عالم الشغل المتعب في سن صغيرة. يحكي هذا الإنمي عن بعض الأطفال الذين ابتعدو عن عائلاتهم بسبب الفقر و الحاجة ليذهبوا إلى العمل في المدينة و يبدأوون في عيش حياتهم الجديدة التي لن تكون سهلة.

و هنا في مدينة "ميلانو" التي إجتمع فيها روميو و الكثير من الأطفال الآخرين للعمل في تنظيف المداخن و هو العمل الذي يبدأ في فصل الخريف و يستمر حتى الربيع لأن المداخن تستخدم في الفصول الباردة ، و هكذا بدأت رحلة هؤلاء الأطفال الصغار في عالم الكبار المليء بالتعب و الشقاء و خصوصا أن عملهم في تنظيف المداخن كان صعبا جدا و خطيرا أيضا لأنهم يجب أن يتسلقوا إلى الأعلى دائما و يصعدوا إلى سطوح المنازل حتى ينظفوا المداخن.

الأطفال في عهد الأصدقاء كانت قصتهم مؤلمة لأنهم فقراء و محتاجين تم استغلالهم و أخذهم من عائلاتهم مقابل المال حتى يعملوا ، كانوا أطفال قادمين من الأرياف و لم يكن لديهم هناك مدارس يتعلموا بها كل ما كان لديهم هو اللعب و المرح مع عائلاتهم و مساعدتهم لكن حتى هذه حرموا منها كما حرموا من الدراسة و التعلم.

بعد أن ذهبوا إلى المدينة نسى الأطفال كيف يلعبون لأن وقتهم أصبح كله عمل و فوق كل هذا كان يجب أن يتحملوا ظروف العمل القاسية و يتحملوا الأشخاص الذين يعملون معهم ، فهنالك أشخاص ظالمين و لديهم قسوة شديدة جعلت الأطفال يعانون كثيرا مثل ألفريدو المسكين الذي كان يعاني مع الرجل الذي يعمل معه. و هنالك أيضا الخطر الذي كان يرافقهم أثناء عملهم لأنهم يعملون في أماكن عالية و رأينا روميو كيف سقط و انكسرت رجله بسبب هذا.

لقد عانى الأطفال كثيرا في هذا الإنمي و عاشوا حياة صعبة لم تكن تناسب عمرهم و تحملوا مسؤوليات الكبار على أكتافهم الصغيرة.

هنالك إنمي طفولة آخر شاهدناه جميعا على سبيستون أيضا و هو إنمي قديم اسمه سالي ، هذا الإنمي أيضا مثل الإنمي السابق فيه الكثير من الألم و الحزن بعد أن رأينا المعاناة التي عاشتها سالي في عالم الكبار الذي لا يرحم و كيف تحولت بين ليلة و ضحاها من أميرة معززة مكرمة إلى خادمة مهانة و مظلومة بعد أن مات والدها و فقد كل ثروته التي كانت مصدر اهتمام الآخرين بها لكن عندما فقدتها فقدت كل شيء جيد معها.

الطفلة سالي المسكينة كانت تعاني كثيرا من قسوة المعلمة مينشن و من تنمر و أذية لافينا لها هي و بقية اصحابها لكن هؤلاء نقول عنهم صغار و لا نلومهم ، لكن الكبار مثل الآنسة مينشن و بقية الأشخاص الذي تسببوا في معاناة الطفلة سالي لا عذر لهم في كل ما قاموا به لهذه الطفلة و كيف جعلوها تعاني و تتألم كثيرا رغم أنه لا ذنب لها و لم ترتكب أي خطأ. لكن البشر هكذا قلوبهم من حجر لا ترحم حتى الصغار الذين لا يعرفون شيئا عن هذه الحياة.

الطفلة الصغيرة سالي بعد أن فقدت والدها و أمواله رمتها صاحبة المدرسة التي تدرس فيها و منعتها من إكمال الدراسة ووضعتها تعمل في المطبخ حيث كانت سالي تتعب كثيرا و تقوم بأعمال لا تناسب عمرها فهي كانت صغيرة و ضعيفة الجسد و هم كانوا يطلبون منها أن تقوم بأعمال صعبة و تحمل الأغراض الثقيلة و تظل تعمل كثيرا و لساعات طويلة دون راحة و بعدها ترتاح في غرفة متعفنة و باردة جدا.

كنا صغارا و نرى فتاة صغيرة مثلنا تعاني هكذا و لم نفهم لماذا الكبار في سالي يعاملونها هكذا و هي لم تفعل شيئا لهم و كانت طيبة و لطيفة كثيرا ، حينها كنا صغارا و لم تكن نفهم أن المال هو الذي يحدد مكانة الناس و ليس أخلاقهم و كبرنا و عرفنا هذه الحقيقة و فهمنا لماذا سالي كانت تعاني و اخذت منها طفولتها البريئة من دراسة و لعب و استمتاع و تم تعذيبها عن طريق العمل الشاق و الظلم الذي أجبرت على تحمله من طرف الكثير ممن حولها من الكبار.

الكبار سيؤون بالفعل و هم سبب تعاسة الصغار.

الختام بيكون من إنمي قوي جدا في التعبير عن هذه الفكرة و أيضا هو من إنميات الطفولة الذي شاهدناه و تأثرنا به كثيرا عندما كنا أطفالا صغارا و هو إنمي ريمي. نعم إنها ريمي تلك الفتاة الصغيرة التي كانت تعيش بهدوء في الريف مع عائلتها التي كانت تحبها كثيرا ، لم تكن ريمي فتاة غنية تذهب إلى المدرسة و تلبس لباس فاخر و تاكل الطعام الفاخر لكنها كانت سعيدة جدا مع أمها و اختها رغم الفقر و ضيق الحال و صعوبته عليهم لكنها على الأقل كانت تعيش كطفلة في حضن أمها.

لكن مع الأسف حتى هذه الحياة البسيطة تم حرمانها منها بعد أن تم بيعها من طرف والدها لحل مشاكله المالية لأنها لم تكن ابنتهم الحقيقية لتجد الفتاة الصغيرة نفسها مع رجل غريب جوال يدور في أنحاء البلاد ليقدم عروضه مع حيواناته ، و الآن أصبحت ريمي تعمل معه بعيدا عن عالم الأطفال الممتع لكنها كانت محظوظة بما فيه الكفاية ليكون العم فيتاليس طيبا و يعاملها بشكل جيد رغم المعاناة و المشقة في عملهم و في ظلم الناس لهم.

ريمي المسكينة فقدت العم فيتاليس و هنا بدأت معاناتها الحقيقة لأنها بدأت تعمل عند رجل شرير جدا و قاسي معها ، لم تكن هي فقط بل الكثير من الأطفال غيرها كانوا يعملون عند هذا الرجل السيء و يتحملونه لأنهم يتامى و لا مكان لديهم ليعيشوا فيه أو يذهبوا إليه. كان هذا الرجل الشرير يجبرهم على السرقة و العمل في الأعمال الشاقة مهما كان الجو ساخنا أو ممطرا او مثلجا لم يكن يهتم بهم إطلاقا و كل ما كان يهمه هو المال الذي يقدمونه له في نهاية كل يوم.

المعاناة لم تكن في العمل الشاق فقط و حرمان هؤلاء الصغار من عيش حياتهم الطفولية و حرمانهم من أبسط حقوقهم بل كانت أيضا في معاملة هذا الوحش لهم فقد علمهم السرقة و التصرفات السيئة و فوقها كان يضربهم بقسوة اذا لم يحضروا لهم المال الذي يريدونه و يحرمهم من الطعام و يبقيهم جائعين ، كانت حياتهم تعيسة و عاشوا فيها الكثير من المعاناة و الشقاء الذي كان أكبر من عمرهم و تحملوا أعمال شاقة و سيئة لا تناسب ابدا عمرهم الصغير. رؤية شقاء ريمي و أصدقائها من الأطفال في هذه القصة مؤلمة كثيرا و أصابتني بالحزن و لم أفهم لماذا البشر بهذه القسوة و لم يسلم منهم الصغار.

︵⁺⏜︵︵⏜︵ ⑅

#TheBlackKnights