من المعروف أنّ الكتابة المسمارية هي نظام الكتابة الوحيد الذي يمكن إرجاعه إلى أصله الأول في عصور ما قبل التاريخ قبل حوالي عشرة آلاف عام. لكن نظام الكتابة البدائية المكتشف حديثاً أقدم من ذلك بكثير.
فقد أظهرت نتائج دراسة علمية جديدة أنّ الإنسان البدائي استخدم شكلاً من أشكال الكتابة البدائية المبكرة خلال العصر الجليدي الأخير، و قبل أقدم كتابة بدائية معروفة اليوم بأكثر من 10 ألاف عام.  
و تنتشر تلك الرسوم التي نحتها الإنسان البدائي على جدران عدد من الكهوف المنتشرة في عدد من المناطق بالقارة الأوروبية قبل 20 ألف عام و تحتوي على علامات استخدمها لتوثيق معلومات مهمة حول محيطه.
و قد استخدم الإنسان البدائي هذه الكهوف خلال العصر الجليدي للاحتماء من الصقيع. و على جدرانها رسم الصيادون و جامعو الثمار القدماء رسوماً للحيوانات، بما في ذلك الخيول البريّة و الغزلان و الماشية و الماموث.
و إلى جانب تلك الرسوم، عُثِر على علامات هي عبارة عن تسلسل من الخطوط و النقاط و الأشكال الأخرى، و إنّ تلك العبارات هي عبارة عن نظام "كتابة بدائية" لتسجيل دورات التكاثر الحيواني و غيرها من المعلومات حول الحيوانات البريّة.
و يسبق هذا النظام أنظمة الكتابة البدائية المعروفة القائمة على الرموز، التي ظهرت خلال العصر الحجري الحديث في الشرق الأدنى قبل 10 آلاف سنة.
و يؤكد الباحثون أنّ "نظام الكتابة البدائية" هذا هو نظام كتابة رمزية يسبق النظام المتطور الذي يعتمد على الأبجدية، و هو نظام الكتابة الوحيد الذي يمكن إرجاعه إلى أصله الأول في عصور ما قبل التاريخ قبل حوالي 10 آلاف عام، ممّا يعني أنّ نظام الكتابة البدائية المكتشف حديثاً على الرسوم _التي نحتها الإنسان على جدران الكهوف خلال العصر الجليدي_ هو أقدم من ذلك بكثير.
و يأمل الباحثون أن يؤدي فك رموز المزيد من جوانب نظام الكتابة الأولية المكتشف إلى تمكينهم من فهم جميع المعلومات التي دونها الإنسان القديم خلال العصر الجليدي الأخير