- Atti ✦
♦♦♦ شخص مسالم ♦♦♦ - الحالة : حي
المعرفة : 634
| مششَإركأتيَ > : 272
| تإريخَ آلتسسجييلَ > : 02/01/2023
جزاء سنمّار
الثلاثاء 22 أغسطس - 5:51:54
رجل مبدع فريد في زمانه، يحب عمله بشدة و يحرص على تميزه فيه لدرجة لا توصف، لكن أحاطت به الريبة، و التخوف و الغيرة، فلقي حتفه فصار مثلاً يضرب بمن يرد على الإحسان بالإساءة، حتى قيل: "جزاؤه جزاء سنمّار" فإليكم قصة المهندس سنمّار.
يروى أنّ ملك الحيرة النعمان كان مزهواً بسلطانه، مفتخراً بمملكته، و كان يباهي بها أمام ملوك العرب و الفرس، فأراد ذات يوم أن يشيد على أرضه قصراً عتيداً مجيداً، يصل صداه إلى أقاصي الأمم، فاقترحوا عليه مهندساً من الروم يدعى "سنمّار"، و قد عُرف بإتقانه الشديد في تصميمه و حرفته في الزخرفة و البناء، و كان له ذلك.
و أرسل النعمان في طلب سنمّار فحضر لمقابلته، فقال له: أرسلت في طلبك لتبني لي قصراً لم ترَ الناس له مثيلاً في مملكتي، و سأكافئك مكافأة عظيمة.
فأجابه سنمّار: يشرّفني أن يطلب مني الملك بناء قصره، و سأبني لك يا مولاي قصراً ما رأى الناس مثله من قبل، لكن ذلك سيكلّفك الكثير، و سأحتاج إلى ألف من البنّائين المهرة.
قال له النعمان: اطلب ما تشاء، و ستجده بين يديك في لحظات، المهم أن تنتهي من بناء القصر في أقصر وقت ممكن.
مكث سنمّار أياماً و شهوراً و هو يعد رسوم القصر، ثم اختار موقعاً ممتازاً على ضفاف أحد الأنهار، و بدأ في بنائه، و استمر يعمل ليلاً نهاراً عدّة سنوات بلا راحة، إلى أن انتهى البنّاؤون من البناء.
و بعد أن انتهى سنمّار من بناء القصر و انبهر به الملك، أخذه في جولة بأرجائه و صعدا إلى قمته، عندها أعجب الملك أشد الإعجاب من عظمة هذا الصرح الشاهق، فسأل سنمّار: هلّ هناك قصر مثل هذا؟ فأجابه سنمّار: لا يا مولاي. ثمّ سأله النعمان: و هلّ هناك بنّاء غيرك يستطيع أن يبني قصراً مثله؟ فأجابه سنمّار: لا يا مولاي.
فتوجس الملك الريبة و الخوف، و أحاطت به الوساوس و الظنون، و حدثته نفسه بأنّ سنمّار كما بنى له هذا القصر الباهي، فسيبني غيره أو أفضل منه لملك آخر، فما كان من الملك إلا أن دفعه من قمة القصر فأرداه قتيلاً.
ذلك كان جزاء سنمّار، فبالرغم من كون نيته سليمة صافية لا تحمل أيّ شر، إلا أنّ مهارته اللامتناهية في عمله كانت سبباً في نهايته، و أضف إلى ذلك غيرة الملك التي أعمت عينيه عن كلّ روّية و تفكير، فكان جزاء سنمّار يضرب في كلّ من يحسن من عمله، فيلقى شراً.
فكم من سنمّار في واقعنا يجازى شراً بعد أن يبذل كلّ ما يملك من ضروب الخير و الإحسان.
يروى أنّ ملك الحيرة النعمان كان مزهواً بسلطانه، مفتخراً بمملكته، و كان يباهي بها أمام ملوك العرب و الفرس، فأراد ذات يوم أن يشيد على أرضه قصراً عتيداً مجيداً، يصل صداه إلى أقاصي الأمم، فاقترحوا عليه مهندساً من الروم يدعى "سنمّار"، و قد عُرف بإتقانه الشديد في تصميمه و حرفته في الزخرفة و البناء، و كان له ذلك.
و أرسل النعمان في طلب سنمّار فحضر لمقابلته، فقال له: أرسلت في طلبك لتبني لي قصراً لم ترَ الناس له مثيلاً في مملكتي، و سأكافئك مكافأة عظيمة.
فأجابه سنمّار: يشرّفني أن يطلب مني الملك بناء قصره، و سأبني لك يا مولاي قصراً ما رأى الناس مثله من قبل، لكن ذلك سيكلّفك الكثير، و سأحتاج إلى ألف من البنّائين المهرة.
قال له النعمان: اطلب ما تشاء، و ستجده بين يديك في لحظات، المهم أن تنتهي من بناء القصر في أقصر وقت ممكن.
مكث سنمّار أياماً و شهوراً و هو يعد رسوم القصر، ثم اختار موقعاً ممتازاً على ضفاف أحد الأنهار، و بدأ في بنائه، و استمر يعمل ليلاً نهاراً عدّة سنوات بلا راحة، إلى أن انتهى البنّاؤون من البناء.
و بعد أن انتهى سنمّار من بناء القصر و انبهر به الملك، أخذه في جولة بأرجائه و صعدا إلى قمته، عندها أعجب الملك أشد الإعجاب من عظمة هذا الصرح الشاهق، فسأل سنمّار: هلّ هناك قصر مثل هذا؟ فأجابه سنمّار: لا يا مولاي. ثمّ سأله النعمان: و هلّ هناك بنّاء غيرك يستطيع أن يبني قصراً مثله؟ فأجابه سنمّار: لا يا مولاي.
فتوجس الملك الريبة و الخوف، و أحاطت به الوساوس و الظنون، و حدثته نفسه بأنّ سنمّار كما بنى له هذا القصر الباهي، فسيبني غيره أو أفضل منه لملك آخر، فما كان من الملك إلا أن دفعه من قمة القصر فأرداه قتيلاً.
ذلك كان جزاء سنمّار، فبالرغم من كون نيته سليمة صافية لا تحمل أيّ شر، إلا أنّ مهارته اللامتناهية في عمله كانت سبباً في نهايته، و أضف إلى ذلك غيرة الملك التي أعمت عينيه عن كلّ روّية و تفكير، فكان جزاء سنمّار يضرب في كلّ من يحسن من عمله، فيلقى شراً.
فكم من سنمّار في واقعنا يجازى شراً بعد أن يبذل كلّ ما يملك من ضروب الخير و الإحسان.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدىسحابة الكلمات الدلالية |
جميع ما ينشر بالمنتدى يعبر عن رأي كاتبه فقط وإدارة المنتدى تُخلي مسؤوليتها من ذلك تماماً