التساهل في ظهور العورة يدل على
مخالفة الفطرة والدين والأخلاق وضعف الحياء .
جاء تعريف العورة على لسان أهل العلم أنها عورة نظر التي يلزم سترها عن أعين الناظرين، وجاءت الشريعة الإسلامية بغض البصر عن العورات وعدم كشفها لقول الله –عز وجل-: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ”. (سورة النــور30-31)، وقد قال ؤسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “يا علي لا تتبع النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية”، فلا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة، ومن يتساهل في ظهور العورة وعدم غض البصر عنها يدل ذلك على ضعف حيائه وضعف إيمانه، وقد يؤدي ذلك إلى إتباع خطوات الشيطان والوقوع في انتهاك الأعراض، وما يترتب عليه من أمور تسئ بالدين والمجتمع، والجدير بالذكر أن كل شر يحدث في مجتمعنا في الغالب يكون سببه مخالفة الشريعة في ستر العورات والتساهل فيها.
ويجب على كل عاقل مميز ستر عورته في جميع الأحوال من الناظرين العاقلين، حتى من الطفل المميز أو من المجنون، سواء كان المحارم أم لا، وسواء كان الناظر رجلاً أو امرأة، ويحرم أيضًا النظر إلى عورة الغير حتى لو كان مجنوناً أو طفلا مميزاً، كما يجب ستر العورة خارج الصلاة ولو كانت في الخلوة، إلا لحاجة كالوضوء والإغتسال، وقال أهل العلم: “يجوز كشف العورة في الخلوة لأدنى غرض، ولا يشترط حصول الحاجة، قال: ومن الأغراض كشف العورة للتبريد، وصيانة الثوب من الأدناس والغبار عند كنس البيت وغيره، وإنما وجب الستر في الخلوة لإطلاق الأمر بالستر، ولأن الله تعالى أحق أن يستحيا منه”.
أنواع التساهل في ستر العورة
- التساهل في إظهار الرجل منطفة الفخذ.
- التساهل في ستر العورات في الشواطئ والشوارع.
- إنتاج أفلام فيها نساء كاشفة لعورتها أو لجزء من العورة.
- مخالفة شرع الله في لباس الألعاب الرياضية.
- الاختلاط.
- التساهل في لباس الفتيات اللاتي لم يبلغن.
التساهل في إظهار الرجل منطفة الفخذ: ظنًا منه بأن العورة للنساء فقط وليس للرجال، فقد تراهم يجلسون في المجالس ويرفع أحدهم رجله فيظهر فخذه، وإذا نبهته قال لك: الرجل ليس له عورة، ولكن الدليل قول رسولنا –صلى الله عليه وسلم-: “غط فخذك فإن الفخذ عورة”.
التساهل في ستر العورات في الشواطئ والشوارع: فإن من يظهر عورته بهذه المايوهات والملابس القصيرة على شواطئ البحر وفي المسابح وغيرها قد خالفوا شرع الله بإظهار عورتهم.
إنتاج أفلام فيها نساء كاشفة لعورتها أو لجزء من العورة: إنتاج وتسويق الأفلام التي تظهر فيها النساء كاشفة لعورتها أو لجزء من العورة أو بدون حجاب شرعي فيه مخالفة لشرع الله –عز وجل-، وأيضًا إنتاج الإعلانات التجارية للترويج للبضائع والتي تحتوي على صور نساء كاشفة عن عورتها أو جزء من عورتها، وطباعة المجلات التي تحتوي على أغلفة بها صور لنساء إشهارًا بجمالها وزينتها ومكياجها.
مخالفة شرع الله في لباس الألعاب الرياضية: هناك بعض الرجال الذين يخالفون شرع الله في ستر العورات في الألعاب الرياضية وخصوصًا رياضة كمال الأجسام وكشفوا فيها من العورات من الفخذ وغيره.
الاختلاط: إن الاختلاط في البيت بين النساء والرجال الأجانب عنهم فيه مخالفة لشرع الله.
التساهل في لباس الفتيات اللاتي لم يبلغن: التساهل في إظهار الأولاد والبنات القريبين من سن البلوغ بثياب قصيرة أمام الضيوف وأمام الأجانب.[1]
حكم ظهور العورة
كشف العورة وتَعمّد النظر إليها من المحرمات الشديدة في الشريعة الإسلامية .
شُرع الإسلام بستر العورات للرجال والنساء وأكدّ على ضرورها سترها وتحريم التساهل في ظهورها أهمية غضّ البصر عنها، لقول الله –تعالى-: “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن”، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة” رواه مسلم، وقال لعلي -رضي الله عنه-: “لا تنظر إلى فخذ حيّ ولا ميّت” رواه أبو داود وهو حديث صحيح.
وكل ما لا يجوز النظر إليه من العورة لا يجوز لمسه، حتى من وراء حائل، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسألة مصافحة النساء: “إني لا أصافح النساء” رواه مالك وأحمد وهو حديث صحيح، وقال –صلى الله عليه وسلم-: “لأن يُطعن في رأس أحدكم بمِخْيَط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له” رواه الطبراني وهو حديث صحيح، وقال الإمام النووي –رحمه الله-: “وحيث حَرُم النظر حَرُم المسّ بطريق الأَوْلى، لأنه أبلغ لذّة”.[2]
وتعددت الأدلة في الشريعة الإسلامية على ستر العورة للرجل وللمرأة، على سبيل المثال قول الله تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ” (سورة الأعراف31)، وهذه الآية نزلت بعد أن كان الجاهلية يطوفون عراة ظنًا منهم أن هذه الملابس التي لديهم قد عصوا الله فيها فأنزل الله –عز وجل- هذه الآية الكريمة، وقد نعي فعلهم هذا في آية أخرى فقال: “وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ” (سورة الأعراف 28).
أما الدليل في سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- في ستر العورات فالأحاديث الواردة فيها بستر العورة كثيرة، ومن ذلك ما جاء في الحديث الصحيح عن الصحابي الجليل، قال: “يا نبي الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قلت: فإذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها، قلت: يا رسول الله فإذا كان أحدنا خالياً؟ قال: فالله أحق أن يستحيا منه من الناس، الله أحق من الناس بالاستحياء، أن يستحيا منه سبحانه، الله أحق أن يستحيا منه سبحانه”، كما أن رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم- لما رأى رجل من الصحابة قد كشف فخذه قال: “غط فخذك فإن الفخذ عورة”، وأمر الرجل بتغطية وستر منطقة الفخذ حتى عن الرجال.
وفي حالة إذا كان الرجل وحده فهل يجوز له أن يكشف عورته؟ فأجاب العلماء: “إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كقضاء الحاجة، أو حلق شعر العانة مثلا، أو الاغتسال، أو جماع الزوجة، فلا حرج في ذلك”، أما إذا كان ليس هناك حاجة لذلك فإن قول الرسول –صلى الله عليه وسلم- للرجل لما سأله: “إذا كان أحدنا خالياً، قال: فالله أحق أن يستحيا منه”، وقال أهل العلم: “أنه لا يكشف الإنسان عورة نفسه إذا لم تدع الحاجة إلى ذلك، وبعضهم أوجب ذلك وغلظ فيه”.[1]
فوائد ستر العورة
- يساعد العاصي على تقويم نفسه والتوبة النصوح إلى الله، والعكس صحيح؛ إذا تعرض للتساهل في ستر العورة فهذا يكون عونًا للشيطان عليه، ودفعه إلى مزيد من المعاصي والذنوب.
- القضاء على الفحشاء في المجتمع وعدم العون عليها، وذلك من خلال تغطية الأعضاء الخاصة التي تثير الغرائز والشهوات.
- الحفاظ على العفة وحياء الإنسان.
- يؤدي التساهل في ظهور العورات إلى إتباع خطوات الشيطان وإنتهاك الأعراض.[3]