ازدهرت التجارة في البلاد الإسلامية نتيجة لـِ:
- تميز موقع شبه الجزيرة العربية.
- اتساع رقعة البلاد الإسلامية وتعزيز الأمن بداخلها.
- كثرة مصادر الثروات ومصادر الأموال.
- تعدد الصناعات في أغلب البلاد الإسلامية.
- تنوع أنواع المحاصيل الزراعية.
تميز موقع شبه الجزيرة العربية: يتمتع موقع شبه الجزيرة العربية بأهمية استراتيجية كبيرة، جعلته أحد أسباب ازدهار التجارة في البلاد الإسلامية، لإنها كانت المكان الذي كانت تمر من خلاله القوافل التجارية، وذلك لإنه يربط بين ثلاث قارات آسيا، إفريقيا وأوروبا.
اتساع رقعة البلاد الإسلامية وتعزيز الأمن بداخلها: أدت الفتوحات الإسلامية، لاتساع رقعة الدول الإسلامية، وزيادة مساحة الأراضي التي تقبع تحت حكم الإسلام، ومن أبرز عوامل ازدهار التجارة في العصر الإسلامي هو الحرص على فرض الأمن بداخل البلاد، وهذا يؤمن القوافل والصفقات التجارية، التي ربطت بين دول العالم الإسلامي وبقية العالم، عنصر الأمان كان عاملاً رئيسياً وراء تطور التجارة في العصر الإسلامي، لشعور التجار بالأمان تحت الحكم الإسلامي.
كثرة مصادر الثروات ومصادر الأموال: نتيجة للتقدم في المجالات الأخرى مثل الصناعة والزراعة، أدى ذلك للتقدم الكبير في المجال التجاري، جراء تعدد مصادر الأموال وزيادة الثروات في بلاد العالم الإسلامي.
تعدد الصناعات في أغلب البلاد الإسلامية: انتشرت الكثير من أنواع الصناعات في العصر الإسلامي، وهي السبب وراء ازدهار المجال التجاري في البلدان الإسلامية، ومن أشهر هذه الصناعات، صناعة المنسوجات، الخزف الزجاج والصناعات المعدنية والكيميائية.
تنوع أنواع المحاصيل الزراعية: أدي اختلاف الأحوال المناخية في البلاد الإسلامية، إلى تنوع المحاصيل الزراعية مثل القطن، النخيل، العنب، الزيتون والكثير من أنواع الخضروات والفاكهة، بالإضافة إلى عناية المسلمين بتسميد الأراضي بشكل يتناسب مع نوع لكل نوع من المزروعات، ليس ذلك فقط من أسباب ازدهار التجارة في البلاد الإسلامية، هو إقامة السدود والجسور وأيضاً تجفيف مياه المستنقعات، ليس ذلك فقط بل قامت الدولة الإسلامية بتيسير امتلاك الأراضي ثم زرعها والاستفادة منها.
ازدهار التجارة في الدول الإسلامية بسبب
- تنظيم الدولة للضوابط التجارية.
- تثقيف التجار بفقه المعاملات.
- دور العلماء في وضع القواعد التجارية.
تنظيم الدولة للضوابط التجارية: من ضمن تنظيمات الدولة الإسلامية، نظام يطلق عليه ولاية الحسبة والمعنية بضبط المعاملات التجارية، من حيث ضمان عدم حدوث الغش أو مخالفة التعاليم والشريعة الإسلامية، كان يطلق على المسئول عن هذه الوظيفة في الإسلام المحتسب، وكان أول من احتسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يراقب الأسواق، لكن تم العمل بهذا النظام رسمياً لأول مرة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب، واستمرت حتى العصر الأموي، ومسئوليات ولاية الحسبة في البلاد الإسلامية هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المعاملات التجارية، ومن ضمن الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الدولة الإسلامية والتي تسببت في ازدهار التجارة أبرزها:
- مراقبة التجار والمعاملات التجارية والتأكد من خلوها من أي محرمات أو غش.
- توجيه التجارة بطرق خدمة الدولة الإسلامية.
- تحصيل الزكاة الخاصة بالتجارة.
- وضع قواعد وأسس تحكم المعاملات التجارية.
- الاهتمام بالتجارة الخارجية والتأكد من اتباع ولاية الحسبة للأسس التي ينص عليها الإسلام، فيما يتعلق بالتجارة، حيث كان يجمع البلدان الإسلامية علاقات تجارية خارجية مع أوروبا والدولة البيزنطية.
- حرية الأسعار وعدم إجبار التجار على البيع بأسعار معينة، وأن يكون هناك رضا بين البائع والمشتري دون ظلم أو إجحاف.
- تحريم التدليس وعدم الإفصاح عن عيوب السلع.
- منع الغبن أي رفع الأسعار على المشتري، غير المدرك لقيمة السلع والمعتمد على الثقة بالبائع.
- التحذير من المطففين والبيع ببخس أو انتقاص لقيمة ووزن السلعة.
- مراعاة الأحكام الإسلامية الخاصة بالبيوع.
- مراقبة الأسواق والمتاجر للتأكد من عدم وجود أي تجاوزات أو محرمات في التعاملات، وذلك وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية الخاصة بالتجارة.
تثقيف التجار بفقه المعاملات: من القواعد الإسلامية في التجارة هو أهمية تعليم التجار فقه المعاملات، لتجنب الوقوع ف المحرمات والأمور المخالفة للشريعة الإسلامية، وفقاً لقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لا يبيع في سوقنا إلا من تفقه في الدين)، وذلك لدرء المفاسد وتحقيق المصلحة العامة، بجانب إعلاء راية الدين.
دور العلماء في وضع القواعد التجارية: كان لعلماء الدين دوراً هاماً في ازدهار التجارة في العالم الإسلامي، من حيث مراقبة تنفيذ الاحكام الشرعية والحرص على التأكد من عدم وقوع أي مخالفات أو غش، بجانب التوصية بأخذ الفائض من المنتجين لنفعهم، بالإضافة إلى توفير وتهيئة السلع التي يحتاجها المستهلكين. [1] [2] [3]
من الصناعات التي ازدهرت في العصر الإسلامي
كما ذكرنا من قبل أن أحد عوامل ازدهار ورواج التجارة في البلدان الإسلامية، هو تعدد الصناعات والتي يترتب عليها زيادة الأموال الثروات، من الصناعات التي ازدهرت في العصر الإسلامي:
- صناعة الزجاج والبلور وأشهر الدول الإسلامية في هذا المجال بلاد الشام، بلاد فارس ومصر.
- الأدوية والعقاقير من النباتات الطبية وكانت هذه الصناعة منتشرة في كثير من البلاد الإسلامية.
- صناعة زيت الزيتون في بلاد الشام، الأندلس وشمال إفريقيا.
- صناعة الألوان والأصباغ في المنسوجات.
- صناعة السكر في البصرة، خراسان والأندلس.
- صناعة الخزف.
- صناعة السفن مصر والأندلس.
- الصناعات المعدنية والكيميائية.
- صناعة الصابون والعطور. [4]
أسباب ازدهار الزراعة في العصر الإسلامي
- تيسير كل الطرق على الأشخاص للحصول على أراضي وزراعتها، تنفيذاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحيا أرضاً ميته فهي له).
- اتجاه حكام البلدان الإسلامية للتركيز على المجال الزراعي لأن التقدم في الزراعة، يؤدي لزيادة نسبة الخراج، وهو أحد أهم المصادر الأساسية، التي يعتمد عليها بيت مال المسلمين.
- حفر القنوات وشق الأنهار.
- تجفيف المستنقعات وأيضاً إزالة الأملاح، التي تتسبب في فساد المزروعات.
- حرص المسلمون أيضاً على زراعة المحاصيل، التي تكافح الملح، على سبيل المثال الشعير.
- زراعة كل نوع من أنواع المزروعات في التربة المناسبة لها.
- منع الفيضان من خلال إقامة سدود حول الأنهار.
- من أسباب تطور الزراعة ونموها في الإسلام، هو وصول المسلمين إلى ما يعرف الآن بالمخصبات، لتسريع نمو النباتات.
- اعتنوا بدراسة التربة ومكونات الأراضي الزراعية.
- قام بعض أمراء البلدان الإسلامية، بإعطاء المزارعين نقوداً للاهتمام بمحاصيلهم دون مقابل.
- كان يمنع الجنود من الدهس بدوابهم فوق المزروعات، حتى لا تفسد المحاصيل والأراضي الزراعية.
- كما اهتموا بدراسة أنواع النباتات المختلفة وطرق تسميدها، بجانب تخصيب الأرض لتحسين جودتها.
- انتشر في عهد الدولة الإسلامية الكثير من المؤلفات، التي تتناول المزروعات وطرق التسميد، بالإضافة إلى كتب عن أنواع النباتات وأهميتها وطرق زراعتها.
نتيجة لاهتمام المسلمون بالمجال الزراعي خاصةً عند اتساع مساحة الدولة الإسلامية، جراء الفتوحات الإسلامية الناجحة، ازداد عدد الأراضي الزراعية من آسيا إلى المحيط الأطلسي، حيث أصبح اللون الغالب على أراضي المسلمين هو الأخضر، نتيجة لكثرة الأراضي الزراعية والمحاصيل، التي وصلت إلى 100 نوع من الازهار، الحبوب، الفاكهة والخضروات، وكان المسلمون يهتمون بالمزروعات من الأساسية إلى البسيطة، مثل الكراث والسبانخ وغيرها، حققت بلدان العالم الإسلامي في مجال التجارة الزراعي اكتفاء ذاتياً للكثير من المنتجات والمحاصيل، حتى لم يعودوا يحتاجون للاستيراد من البلدان الأخرى مثل الشام، تطور التجارة وازدهارها كان حلقة تجمع بين التقدم في مجالات الزراعة والصناعة، الذي أدى في النهاية، لتميز التجارة في العصور الإسلامية والبلدان التي كانت قابعة تحت حكمها. [5] [6]