انتهى حكم الدولة العباسية بسقوط مدينة
بغداد .
الدولة العباسية في بداية تأسيسها كانت من أقوى الدول الإسلامية التي تأسست، فبعد إعلان أبو مسلم الخرساني قيام الدولة في خراسان بعد محاربته أمير خراسان الأموي، بعث لبني العباس أن يأتوا حتى يأسسوا دولتهم وكانوا قد خططوا لهذا الأمر منذ عدة سنوات، وذلك بسبب رؤيتهم تفكك الدولة الأموية فقد أتى بعد هشام بن عبدالملك أربعة أمراء ضعاف لم يقووا على الدولة وشؤونها بجانب النزاعات التي كانت بين بني أمية، كما أن بني العباس كانوا مقتنعين أنه لا بد أن تؤول الخلافة إليهم لأنهم من بيت رسول الله أي تابعين لسيدنا العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوا يخططون لإعلان دولتهم.
كانت في هذه الأثناء دعوات من الطالبيين وهم التابعين لسيدنا على بن أبي طالب، وكانوا أيضًا يدعون أنه لا بد أن تؤول الخلافة إليهم لأنهم أحق بها، ولكن حدثت تسوية للأمر بينهم وبين بني العباس واستقر الأمر لبني العباس وارتفعت الرايات السود التي كانت شعارًا للدولة العباسية، وبدأت الدولة العباسية الفعلية عندما اعتلى أبو العباس السفاح كرسي الخلافة ولقب بهذا الاسم لأنه اتخذ منهجًا جديدًا مع المعارضين ألا وهو قتلهم جميعًا، وتوالى الأمراء بعد أبي العباس يبنون الدولة، واعتمد العباسيون في بناء الدولة على المسلمين غير العرب وكان أكثرهم من الفرس مثل أبي مسلم الخرساني وكان هذا من أسباب انهيار الدولة وسقوط بغداد.[1]
أسباب انتهاء حكم الدولة العباسية
- ضعف الأمراء.
- نشأة الدول الصغيرة.
- الخيانة.
- اتساع رقعة الدولة الإسلامية.
مع انتهاء العصر الذهبي للدولة العباسية وهو عصر هارون الرشيد وأبنائه وهو العصر الذي تطورت فيه الدولة العباسية وانتشر العمران في كل أرجاء الدولة، وزادت التحصينات العسكرية على حدود الدولة كما نشطت حركة الترجمة من وإلى الدول الخارجية، تولى الحكم مجموعة من الخلفاء الضعاف أدوا إلى ضعف الدولة وكانت الدولة على وشك الانهيار، وبجانب مجموعة من الأسباب الأخرى انهارت الدولة العباسية وسقطت بغداد في أيدي المغول ومن هذه الأسباب:
ضعف الأمراء: اعتمد العباسيون العرب منذ بداية حكمهم على الفرس المسلمين في نظام الحكم وأولهم كان أبو مسلم الخرساني، فبدأ الفرس يأخذون المناصب العليا في البلاد، وفي قصور الحكام ويتقربون من الخلفاء، حتى زادت مكانتهم، ولكن في بداية العصر العباسي وحتى نهاية حكم هارون الرشيد وأولاده كان الحكام أقوياء يستطيعون أن يعرفوا ما يدور حولهم من خيانات وينهونها فورًا، ولكن بعد ذلك في زمن ضعف الدولة العباسية تدخل الكثير من الفرس في الحكم حتى أصبح للخليفة العباسي الاسم والدعوة على المنابر وما عدا ذلك فلا يوجد، وكان هذا سببًا أساسيًّا في القضاء على الدولة العباسية.
نشأة الدول الصغيرة: بسبب ضعف الأمراء استطاعت بعض المناطق في الدول الإسلامية الشاسعة أن تنفصل عن الدولة العباسية الكبيرة ولم يعد للخليفة العباسي سوى بغداد وبعض الأجزاء من فارس والدعوة على المنابر، مما أدى لتفكك الدولة العباسية، وأصبحت كل دولة تريد الاستئثار بالخليفة العباسي أكثر من الأخرى حتى يزداد نفوذها وتتوسع مثل الدولة السلجوقية والبويهية والإسماعلية والطولونية والفاطمية والخوارزمية والكثير من الفرق الأخرى التي أصبح يحكمها حكام محليين، مما أدى إلى تراجع هيبة الخلافة والخلفاء ونفوذهم شيئًا فشيئًا ولم يستطيعوا إعادة البلاد المنفصلة إلى سيطرتهم.
اتساع رقعة الدولة الإسلامية: اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عصر الدولة العباسية اتساعًا شاسعًا في الشرق والغرب، وذلك بسبب الفتوحات الإسلامية الكثيرة مما أدى لدخول الكثير من الناس في الإسلام، ولكن الخليفة دائمًا ما كان قابعًا في عاصمة دولة الخلافة بغداد، لذلك كان لا بد للخليفة أن يؤمر أحد قادته على كل بلد يتم فتحها، لذلك حدثت الكثير من التجاوزات في البلدان البعيدة من الأمراء في حق الناس والدولة وذلك كله دون علم الخليفة، كمان أن هناك بعض الأمراء من استقلوا بالإمارات التي ولاهم عليها الخليفة.
الخيانة: بسبب اتساع رقعة الدولة الإسلامية وزيادة عدد الأمراء واستقلال بعضهم بالإمارات التي تم توليتهم عليها، أصبح كل واحد منهم يسارع ويصارع لأجل الحصول على رقعة أكبر ليحكمها، حتى أن بعضهم تعاون مع المغول والصليبيين ضد الدولة الإسلامية وضد الأمراء، فالأطماع الشخصية كانت أحد الأسباب الرئيسية في سقوط الدولة العباسية.[1][2]
كيف انتهت الدولة العباسية
بدخول المغول إلى بغداد وتدميرها.
نشأت دولة المغول بواسطة جنكيز خان ولم يكن المغول إلا مجموعة من القبائل الرحل الذين سكنوا شرق آسيا في هضبة منغوليا وسيطروا على الأراضي الواقعة حولهم بين بحيرة بايكال في الغرب وجبال كانكام على حدود منشوريا في الشرق، وأنشأ جنكيز خان هذه الدولة أو الإمبراطورية التي امتدت من بلاد الصين شرقًا حتى حدود العراق وبحر الخزر وبلاد روسيا شرقًا وبلاد الهند جنوبًا وكانت من أقوى الإمبراطوريات في هذا الوقت، وبجملة البلاد التي توصلوا إليها، وصلوا إلى مكان الخوارزميين والخوارزميين انفصلوا عن الدولة العباسية وحلوا محل السلاجقة في حكم المناطق الشرقية من العالم الإسلامي وليس هذا فقط بل راحوا يتدخلون في شؤون الخلافة العباسية وعزموا على الاستيلاء على بغداد.
ازداد الخلاف بين أمير الدولة الخوارزمية والخليفة العباسي حتى اضطر الخليفة الناصر وهو الخليفة العباسي إلى الاتصال بالمغول وطلب منهم ردع الخوارزمية وحثه على العبور ولكن في هذه الأثناء كانت قد نشأت علاقة تجارية بين الدولة الخوارزمية وجنكيز خان ولكن أحد قوافل جنكيز خان تعرضت للقتل والسلب من قبل الدولة الخوارزمية حتى قرر جنكيز خان العبور وبالفعل سيطر على الدولة الخوارزمية، ومات جنكيز خان وتولى بعده ابن أخيه هولاكو الذي عزم على الاستيلاء على بغداد والقضاء عليها وعلى حضارتها وبالفعل حدث هذا وسقطت بغداد وانتهت الدولة العباسية.[1][2][3]
أسباب انتصار المغول على الدولة العباسية
- الاستعدادات السياسية.
- القوة العسكرية.
- خيانة بعض حكام الدول والوزراء.
- الحرب النفسية التي مارسها المغول.
عندما عزم هولاكو بعد موت جنكيز خان على غزو بغداد، طلب من الخليفة أن يرسل له دعم لغزو الفرقة الإسماعيلية فرفض الخليفة فاتخذها هولاكو ذريعة لغزوها، وهناك أسباب كثيرة أدت لانتصار هولاكو على الدولة العباسية مثل:
الاستعدادات السياسية: كان هولاكو قد استعد لمهمة غزو بغداد استعدادًا سياسيًّا عظيمًا حيث أمر بتسهيل الطرق من الصين إلى بغداد لتسهيل حركة الجيش، كما أنه أقام علاقات وطيدة مع أمراء الدول المنفصلة وأعطاهم تقديرات فخرية ومنهم من رضوا بها مثل ملك أرمينيا، ولم يكتفي هولاكو بعلاقاته مع العرب بل اتجه إلى الصليبيين وطلب الإمدادات وذلك بمساعدة ملك أرمينيا ولكنهم رفضوا ما عدا ملك أنطاكيا.
القوة العسكرية: في هذه الفترة تحول المغول إلى قوة غاشمة، حتى أنه قيل أن الجيش الذي جهزه هولاكو لغزو بغداد لم يسبق له مثيل قط في أي من الحروب التي خاضوها، في حين أن جيش بغداد لم يتجهز بأي شيء بل انتظروا التصالح مع المغول وعودتهم إلى بلادهم.
خيانة بعض حكام الدول والوزراء: استطاع هولاكو أن يقيم علاقات كثيرة مع أمراء الدول المنفصلة عن الدولة العباسية، فوافق بعضهم ولم يلتفوا لمصلحة المسلمين ولا الذي من الممكن أن يحدث لهم إذا دخل المغول بغداد، وكان منهم أمير الموصل وهو بدر الدين لؤلؤ في هذا الوقت وأمير حمص وأمير السلاجقة كما وافق أمير حلب ودمشق وليس هذا فقط بل أرسل ابنه للمشاركة في الجيش الذي سيغزو بغداد من المغول وكان لهذه الخيانات اليد الأكبر في غزو بغداد حيث أدت إلى:
- الحصار التام لبغداد من جميع الجهات بواسطة المغول ومساعدة المسلمين.
- نقل أخبار المسلمين والبلاد إلى المغول بكل سهولة عن طريق هؤلاء الخونة.
الحرب النفسية التي مارسها المغول: بواسطة ومساعدة الأمراء الخونة وأعوانهم، بدأت تنتشر بين الناس الكثير من الأقاويل عن قوة المغول التي لا تقهر، واستعداداتهم العسكرية القوية وأنهم من المحتم أنهم سيأخذون بغداد، فاستشرى الضعف بين الناس ولم يقدر أحد على المواجهة.