دعاء ضياع شيء
اللهم راد الضالة وهادي الضلالة أنت تهدي من الضلالة اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك. فإنها من عطائك وفضلك .
قال الله تعالى في سورة غافر، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )، وهذا يبين أثر الدعاء العظيم، وأن الله سبحانه وتعالى يستجيب للعبد في دعاءه، مهما كان أن لم يكن يدعوا بقطيعة رحم، أو فاحشة، فيدعوا الإنسان ربه سبحانه وتعالى في أبسط وأدق الأشياء، وهناك دعاء جميل من ضمن الأدعية التي نحتاجها وندعوا بها في يومنا بشكل مستمر، وهو دعاء فقدان الشيء، فقد ثبت أن الدعاء الذي قد ورد بن عمرعن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يدعوا به صاحب الشي المفقود، وهو الذي رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، فقال: (اللهم راد الضالة وهادي الضلالة أنت تهدي من الضلالة اردد علي ضالتي بعزتك وسلطانك. فإنها من عطائك وفضلك)، وقد قال الهيتمي أيضًا في مجمع الزوائد، وعن بن أبي شيبة، يقول عن ابن عمر رضي الله عنه قال: ( فِي الضَّالَّةِ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَتَشَهَّدُ وَيَقُولُ: (يَا هَادِيَ الضَّالِّ، وَرَادَّ الضَّالَّةِ ارْدُدْ عَلَيَّ ضَالَّتِي بِعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ فَإِنَّهَا مِنْ عَطَائِكَ وَفَضْلِكَ).
وكان هناك صيغة أخرى وردت للحديث، فقد قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير، الذي أخرجه ابن النجار في تاريخه فقال: (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)، وعن جعفر بن محمد الخلدي قال، أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من قرأ هذه الآية على شيء ضاع منه رده الله عليه ويقول بعد قراءتها، يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين مالي إنك على كل شيء قدير)، ولكن هنا يوجد خلاف حيث، روي هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بصيغة التمريض، وهي صيغة لا تصح عن رسول الله.
ولذلك ذكر كثير من أهل العلم أن هذا الدعاء مأخوذ في الأصل من الصوفية، وهو الدعاء الذي يدعو به المزين الكبير، ولكن ورد في مجلد البداية والنهاية لابن كثير أنه قال، أنه قد روي عن الخطيب عن علي بن أبي علي إبراهيم بن محمد الطبري، عن جعفر الخلدي أنه قال: (ودعت في بعض حجاتي المزين الكبير فقلت له، زودني، فقال لي، إذا فقدت شيئاً فقل، يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد اجمع بيني وبين كذا، فإن الله يجمع بينك وبين ذلك الشيء).
وقد قال أيضًا المناوي في فيض القدير بعد ذكر هذا الدعاء، كما قال فيه أيضًا النووي في بستانة: (جربته فوجدته نافعاً لوجود الضالة عن قرب، وقد علمنيه شيخنا أبو البقاء). [1] [2]
دعاء ضياع المال
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع بيني وبين مالي إنك على كل شيء قدير .
أجمع بعض أهل العلم على أن من ضاع منه شيء، أو فقد ماله، أن يقوم بقراءة تلك الآية: (ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد)، وهي بمثابة دعاء، ثم يلاحقها بقول، (اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع بيني وبين مالي إنك على كل شيء قدير) ومن الممكن أن نستبدل كلمة مالي بأي شيء ضائع، أو نقول، اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه أجمع بيني وبين ضالتي)، والضالة هنا تُمثل أي شيء ضائع، وقد ورد في تفسير الدر المنثور وغيره مرفوع، أما إذا كان قد أصابك هم أو حزن، بسبب فقدان المال، فعليك حينها بدعاء الهم والحزن، وهو الدعاء الذي رواه أحمد في مسنده فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن، فقال، اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي إلا أذهب الله عز وجل همه، وأبدله مكانه فرجاً). [3]
فضل الدعاء
- أكرم شيء على الله تعالى.
- سبب لدفع غضب الله.
- سلامة من العجز.
- سبب لرفع البلاء.
- الداعي في معية الله.
أن الدعاء من أعظم وأحب العبادات إلى الله سبحانه وتعالى، فيعد هو السمة العبودية بين العبد وربه، والذي يجعل العبد في افتقار دائم إلى الله عز وجل، وبيان صفة الانكسار بين يدي سبحانه وتعالى، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم استحباب الدعاء، في أكثر من سورة،وقد بين أيضًا أثر الدعاء واستجابته سبحانه وتعالى، فقال في سورة البقرة: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وذلك يدل على صحة الاعتقاد وكمال الطاعة والاستجابة، التي فيها مصلحة العبد وسعادته في الدنيا والآخرة، إذا اقبل على الله سبحانه وتعالى وذهب إليه داعيًا، وذلك تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ) رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني، ولذلك سوف نذكر بعض من فضل الدعاء فيما يلي، وإليك ذلك:
أكرم شيء على الله تعالى: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ)، رواه أحمد والبخاري، وابن ماجة، والترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
سبب لدفع غضب الله: وهنا أيضًا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ)، رواه الترمذيُّ، وابن ماجةَ، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني.
سلامة من العجز: الدعاء هو االشيء الوحيد الذي يمنح القوة في وقت الضعف، فتُعد ذلته رفعة وشرف، لأنها ذلة لله سبحانه وتعالى، وقد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ)، رواه ابن حبان وصححه الألباني.
سبب لرفع البلاء: الدعاء من أعظم العبادات التي يمكن أن يقوم بها العبد لرفع البلاء، وقد ذُكر العديد من القصص التي تدل على ذلك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر: (مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ)، رواه الترمذي وحسنه الألباني.
الداعي في معية الله: من دعى الله عز وجل وتذلل له سبحانه وتعالى، ولجأ إليه في جميع مواطنه، أصبح في معية الله، وقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله عز وجل قال: (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي). رواه مسلم. [4]