اللهم اني استودعتك من احب
(اللهم اني استودعتك من احب) فقد ورد عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: إن الله إذا استودع شيئاً حفظه، أي أنه يجوز أن نستودع من حب في حفظ الله تعالى، فقد قال الخطابي رحمه الله: ” الأمانة هاهنا أهله ومن يخلفه منهم وماله الذي يودعه ويستحفظه أمينه ووكيله ومن في معناهما، وجرى ذكر الدين مع الودائع: لأن السفر موضع خوف وخطر، وقد تصيبه فيه المشقة والتعب، فيكون سببا لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين، فدعا له بالمعونة والتوفيق”، أي يجوز أن ندعو بهذه الصيغة في حالة كنا نريد أن نحفظ شيء في رعاية الله مثل المال أو أحبابنا أو الأمانة وغيرها مما هو قيم في نظر الإنسان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه)، وهذه الصيغة أيضًا جائزة أن ندعو بها، ويمكن الدعاء بهذا الدعاء على الإطلاق ولا نلتزم بأي حالة كأن نقول: [1] [2]
- اللهم اني استودعتك نفسي وأهلي ومن أحب.
- اللهم اني استودعتك زوجي.
- اللهم اني استودعتك حبيبي.
- اللهم اني استودعتك قطعة من قلبي.
- اللهم اني استودعتك شخص بعيد عن عيني.
- اللهم اني استودعتك روحاً اخاف عليها.
يارب احفظ لي من احب
- “اللهم يا فاتح الأبواب، ومنزل الكتاب، وجامع الأحباب يا الله، يارب احفظ لي من احب وارزق أحبتي رزقاً كالأمطار يا الله، واجمعهم بكل من يحبون، وهوّن عليهم كل صعب، واجعل أيامهم عيداً، ويومهم سعيداً، وعمرهم مديداً يا الله، واجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً”.
- “اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض أن تجعل أحبتي في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك، اللهم ألبسهم ثياب الصحة والعافية، وارزقهم من واسع رزقك، وتقبل أعمالهم بالقبول الحسن يا الله”.
- “اللهم مثلما أضأت الكون بنور الشمس في هذا اليوم، أضئ قلب أحبّتي بنور حبّك ضياءً لا ينطفئ، وارزقهم رزقاً دائماً لا ينقطع، وصحة ليستخدمونها في طاعتك، اللهم إنّي أسألك أن تحبهم وتحبب فيهم خلقك وعبادك”.
- “اللهم لنا أحباب بالبسمة نحبهم، بالود نذكرهم، بالشوق نراسلهم، بظهر الغيب ندعو لهم، في القلب والروح نحتفظ بهم، فيا رب احفظهم واجعلني وإياهم في جنة الخلد نلتقي”.
- أسأل الله أن يعطيك أنفع الكتب، أسأل الله أن يجمعك بأبر خلق الله رسول الله، أسأل الله أن يغمرك بأحلى ما في الدنيا، اسأل الله أن يطيب آخرتك”.
- “اللهم أفرح برحمتك قلبًا أحبه، واذهب بكرمك حزنه وهمه، واغفر بجودك ما كان من ذنبه، ونور بالقرآن والغفران قلبه، واستره في الدنيا والآخرة”.
- “اللهم إنك تعلم أنهم أحباب قلب وأصحاب درب فبلغهم مني كل الحب وأدم إلهي بيننا حبل الود”. [3]
فوائد حديث الاستيداع
- مشروعية الدعاء بالحفظ من الله كما نشاء وبأي صيغة.
- مشروعية الدعاء بالاستيداع.
- أن الله ما استودع شيئًا إلا حفظه.
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا استُودِع اللَّهُ شيئًا حفِظه” ومن فوائد هذا الحديث ما يأتي:
مشروعية الدعاء بالحفظ من الله كما نشاء وبأي صيغة: فقد قال تعالى عن نبي الله يعقوب عليه السلام، (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند نومه: “باسْمِكَ رَبِّـي وَضَعْـتُ جَنْـبي، وَبِكَ أَرْفَعُـه، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسي فارْحَمْها، وَإِنْ أَرْسَلْتَها فاحْفَظْها بِما تَحْفَظُ بِه عِبادَكَ الصّالِحين”.
مشروعية الدعاء بالاستيداع: وذلك لما رواه الترمذي في سننه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ودَّع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: “أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ” والسنة أن يرد عليه المسافر قائلًا: “أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه”، فقد روى الطبراني في كتاب الدعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ، فَلْيَقُلْ لِمَنْ يُخَلِّفُ: أَسْتَوْدِعُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا تَضِيع وَدَائِعُهُ”، ولقد جاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم: أستودع الله دينك: بمعنى أنه يمكنك أن تطلب منه أن يحفظ لك دينك وأمانتك، وقيل: المراد بالأمانة: الأهل والأولاد الذين خلفهم، وقيل: المراد بالأمانة: التكاليف كلها”.
أن الله ما استودع شيئًا إلا حفظه: لذلك كان استيدهانا أهم ما نملك مع الله هو أفضل مكان، لأن الدين والأمانة وخواتيم الأعمال هي أثمن ما يملك الإنسان والتي لن تضيع في معية الله سبحانه وتعالى، ومن القصص التي تُذكر في هذا الشأن: أن الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز لما كان في مرض موته قيل له: يا أمير المؤمنين، أفقرت أفواه بنيك من هذا المال، وتركتهم فقراء لا شيء لهم، فقال: أدخلوهم عليَّ، فأدخلوهم بضعة عشر ذكرًا ليس فيهم بالغ، فلما رآهم ذرفت عيناه، ثم قال: يا بني! والله ما منعتكم حقًّا هو لكم، ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم، وإنما أنتم أحد رجلين، إما صالح فالله يتولى الصالحين، وإما غير صالح فلا أخلف له مما يستعين به على معصية الله، قوموا عني، قال الراوي: فلقد رأيت بعض ولده حمل على مئة فرس في سبيل الله، أغناه الله وأعطى من ماله مئة فرس يُجاهد عليها في سبيل الله. [4]
أدعية للأحبة
- “اللهم اهدِ أحبتي ووفقهم واحفظهم في حياتهم، وبارك لهم في رزقهم وذريتهم، وتمّم عليهم الصحة في أبدانهم، واكتب لهم صباح أملٍ وتفاؤلٍ وانشراحٍ، اللهم أبعد عنهم كل حزنٍ وشقاءٍ، ويسّر أمورهم بنورٍ وضياءٍ”.
- ” اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكرِّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين، فضلاً منك ونعمة وأنت خير الرازقين”.
- ” اللهمّ إني أسألك لأحبتي زيادة في الدّين، وبركة في العمر، وصحّة في الجسم، وسعةً في الرزق، وتوبةً قبل الموت، وشهادةً عند الموت، ومغفرةً بعد الموت، وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب”.
- “اللهم يا عزيز يا جبار يا الله، اجعل قلوبنا تخشع من تقواك، واجعل يا الله عيوننا تدمع من خشيتك، واجعلنا وأحبابنا من أهل التقوى وأهل المغفرة، وارزقنا يا الله الهدى والتقى والعفاف والغنى”. [3]