تميز تفسير الصحابة لأسباب منها
- إنهم شهدوا فترات تنزيل القرآن وتعرفوا على أحواله.
- معاصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخذهم منه ألفاظ القرآن ومعانيه.
- إنهم أهل اللسان العربي.
- حسن فهمهم وإدراكهم.
- عدالتهم وسلامة مقصدهم من أسباب تميز تفسير الصحابة.
- من أسباب تميز تفسير الصحابة أنهم عاشوا فترة الجاهلية قبل الإسلام.
- أخلاقهم الحميدة وطبائعهم الجيدة.
إنهم شهدوا فترات تنزيل القرآن وتعرفوا على أحواله: من أسباب تميز تفسير الصحابة أنهم رضوان الله عليهم، شهدوا وعاصروا بأنفسهم فترات نزول القرآن الكريم وكانوا يصلون وراء الرسول الخمس صلوات، وكانوا حاضرين بشكل دائم برفقته، والحاضر يدرك الأمور بشكل سليم مقارنة بالغائب الذي استمع للأحداث فقط ولم يشهدها بعينه، الصحابة عرفوا أسباب النزول وملابسات الأحداث، لذلك هم الأجدر على التفسير دون شك أو شبهات.
معاصرتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآخذهم منه ألفاظ القرآن ومعانيه: من أهم الأسباب التي تجعل تفسير الصحابة مميزاً، هو معاصرتهم لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه سلم، حيث أخذوا القرآن عنه وتتلمذوا على يده في فهم المعاني والأحكام وأيضاً الاستفسار منه عن أي أمور مختلطة عليهم وفي تبيان المعنى الصحيح للآيات.
إنهم أهل اللسان العربي: أي أن القرآن نزل بلغتهم الأم، لذلك هم أدرى بالمعاني والألفاظ المذكورة فيه من غيرهم، حيث تميز الصحابة رضوان الله عليهم بلسانهم العربي الفصيح، هذا يعتبر أحد الأسباب المهمة، لتميز تفسير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقدرتهم على تفسير القرآن والسنة الشريفة على أكمل وجه.
حسن فهمهم وإدراكهم: من الأسباب التي تجعل تفسير الصحابة أكثر أنواع التفاسير مصداقية، هو أنهم شهدوا أسباب نزول القرآن بأنفسهم وأيضاً كانوا على دراية كاملة بكل من تنزل فيهم آيات قرآنية كريمة، وبالتالي هم لديهم حسن فهم وبيان عن معاني وألفاظ القرآن بدقة شديدة، لذلك يستطيعون بجدارة انتقاء الألفاظ والتعابير المناسبة الخاصة بالتفسير، وأيضاً عزز ذلك لديهم مهارة استنباط المعنى من الآيات، الجدير ذكره أن الدراسين لعلم التفسير يجب عليهم الرجوع في المقام الأول لتفسيرات الصحابة، من اجل فهم الدروس المستفادة من الآيات ومعانيها الواضحة الصحيحة.
عدالتهم وسلامة مقصدهم من أسباب تميز تفسير الصحابة: عندما كان الصحابة يفسرون آيات القرآن الكريم، كانوا لا يتجادلون أو يختلفون بشكل كبير، بل كانت تجرى بينهم مناقشات بهدف إظهار الحق والمعنى السليم المأخوذ من الآيات المنزلة، أي أن النقاش والخلاف هنا منزه عن الهوى الشخصي أو الرغبة في فرض الرأي بقوة أو أخذ الحجة على بعضهم، بل كان الهدف إعلاء كلمة الحق والوقوف على المعنى الحقيقي للنزول، جيل الصحابة لم يتعرض لما ظهر بعد ذلك من خلافات حدثت بين الخوارج، الجهمية والمعتزلة وغيرهم، مما جعل حينها تفسير القرآن عرضة للتحريف والتأويل بين الكثير من الجبهات، لكن زمن الصحابة لم يحدث فيه مثل ذلك الأمور، لذلك تفسير القرآن الصادر عنهم غير قابل للشك أو التحريف.
من أسباب تميز تفسير الصحابة أنهم عاشوا فترة الجاهلية قبل الاسلام: أي أنهم عاصروا وشهدوا فترة الجاهلية قبل قدوم الاسلام وانتشاره، أي أنهم يدركون جيداً الأوضاع قبل وبعد انتشار الاسلام وكيف هدم الإسلام ونزول القرآن أوضاع الجاهلية.
أخلاقهم الحميدة وطبائعهم الجيدة: من العوامل التي تجعل تفسير الصحابة الأكثر تميزاً، هو أنهم أهل أخلاق صالحة، كما أنهم يتميزون بالصدق والنقل الصحيح للأحداث والمعلومات، بالإضافة إلى طبائعهم الجيدة الكريمة ورغبتهم في زكاة العلم ونشر النفع وهدم الجاهلية وأيضاً العمل في سبيل الله.
مميزات التفسير في عهد الصحابة
- قلة الاعتماد على مصادر الإسرائيليات والأخذ بالمصادر الواضحة للدين الإسلامي، دون تحريفات أو تشويهات أو انحرافات في الرأي.
- التفسير الصادر عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتميز بأنه قصير وموجز يعتمد في أساسه على اللغة.
- قلة التدوين فالتفسير كان بالنقل والرواية والتلقين.
- من مميزات تفاسير الصحابة أنه خال من الخلافات الكثيرة أو التشويهات أو الملابسات العقائدية.
- تفسيرات الصحابة تتسم بالصواب لأنها قائمة على العلم وسهولة الفهم وسرعته واستنارة الاذهان وقلة التعارض.
- لم يشتمل تفسير الصحابة على جميع آيات القرآن الكريم، لأن هناك بعض الآيات معناها واضح غير قابل للنقاش أو التأويل.
المصادر التي اعتمد عليها الصحابة في التفسير
- ما يرجع إلى النقل.
- ما يتعلق بالاستدلال والفهم.
ما يرجع إلى النقل:
- يرجع إلى المشاهدة: تتضمن أحوال المشاهدة ركنين أساسيين هو أسباب النزول وأحوال كل من تنزل فيهم القرآن، لذلك هم على داريه بأسباب نزول الآيات ومن تنزلت في حقهم.
- يرجع إلى السماع: أما هذه الجزئية تتضمن ثلاثة عناصر وهي النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وسماع التفسير منه، ما يتم تناقله وروايته عن بعضهم البعض وأخيراً ما يرونه من الغيبيات.
ما يتعلق بالاستدلال والفهم: في هذا الأمر يعتمد الصحابة في تفسيراتهم على هذه الأسس:
- تفسير القرآن بالقرآن نفسه.
- أقوال وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- التفسيرات والدلالات اللغوية والمعاني المختلفة.
تفسير القرآن بالقرآن نفسه: وهو الربط بالعقل والاستدلال بين معاني الآيات على سبيل المثال، عن عمر بن الخطاب في تفسير الآية 7 من سورة التكوير، (وإذا النفوس زوجت) حيث فسر رضي الله عنه كلمة زوجت بمعنى أن يعود كل قوم إلى من يشبهونهم، وهنا أعتمد في تفسيره على معنى الآية 22 من سورة الصافات (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون).
أقوال وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: هنا يعتمد الصحابي الجليل في تفسيره على ربط الآية ومعانيها بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على سبيل المثال تفسير الآية 78 من سورة الإسراء (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)، هنا تم ربط تفسير معنى الآية بالحديث الشريف عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فضل صلاة الجمع على صلاة الواحد خمس وعشرين درجة، وتجتمع الملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح)، أي اعتمد أبي هريرة في تفسير الآية بمعنى الحديث وقال ان اجتماع الملائكة هو الشهود الذي يحدث أثناء صلاة الفجر .
التفسيرات والدلالات اللغوية والمعاني المختلفة: هنا أعتمد الصحابة في التفسير على نوعين من الألفاظ المذكورة في القرآن الكريم، الأول الذي لا يحتمل سوى معنى واحد واضح ومباشر لا يحتمل الخلاف والثاني هو الذي يحمل في طياته أكثر من معنى على سبيل المثال، آية 26 من سورة المطففين (وختامه مسك)، تتعدد المعاني هنا وراء هذه الآية فالمقصود شرابهم أو معنى آخر خلط الشيء وتطيبه بالمسك.
التفسير في عهد الصحابة والأسباب وراء قلة اختلافهم
- وجود نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بينهم لتوضيح التأويلات، كما أن الرسول كان ينهاهم عن الخلاف.
- من أسباب قلة الاختلافات بين الصحابة، هو أن الرسول كان يزيل سوء الفهم أو الغموض، وبالتالي يصلون للحقيقة والتفسير السليم.
- الاختلاف بين الصحابة قليل وذلك بسبب علمهم الواسع وفصاحة لسانهم، بجانب درايتهم الكبيرة باللغة وعلومها ومعانيها، وأيضاً الاحتمالات من المعاني التي يحتوي عليها كل لفظ، نوع الاختلاف بينهم كان اختلاف تنوعاً وليس تضاداً.
- تأثير العصر والفترة التي يعيشونها عليهم، حيث اتسمت فترتهم بالعلم والاجتماع على الحق. [1] [2ٍ]