اجر من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثلاثون حسنة .
ورد في سنن أبي داوود عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس، فقال عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال ثلاثون، وفي رواية : ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال هكذا تكون الفضائل)، وهكذا فصَّل لنا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كيف يكون السلام، وأجر ملقيه دون أن يكثر من الشرح، فقط نوَّه عن استحسان زيادة المؤمن في حسن السلام، أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر قال : (كان ابن عمر يزيد إذا رد السلام، فأتيته مرة فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد وزاد : وطيب صلواته)، وهكذا قد سار على نهج نبينا الكريم الصحابة والتابعين من بعده وهو أمر الله تعالى حيث يقول في كتابه : (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا).
أخرج بن السني حديث يخبرنا صيغة السلام التي استخدمها رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حيث قال أنس رضي الله عنه : (كان رجل يمر فيقول: السلام عليك يا رسول الله، فيقول له: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه).
سنن وآداب اللقاء والمجلس
- إلقاء السلام عند اللقاء وعن الفراق.
- المصافحة عند اللقاء.
- طلاقة الوجه والتبسم عند اللقاء.
- الكلام الطيب.
- يستحب ذكر الله في المجلس.
- من السنة ختم المجلس بقول كفارة المجلس.
يدعو الإسلام إلى السلام والحب والإيخاء، لذا فإن لكل موضع آدابه ومن أهم الآداب والسنن التي تؤلف بين القلوب الآداب المتعلقة بمعاملة الآخرين ولقائهم ومجالستهم، فتخيل كم يبث لقائك لأخيك المسلم بترحاب وسعادة في نفسه من سعادة وراحة ومودة، إليك آداب وسنن اللقاء والمجلس من هدي النبي صلَّ الله عليه وسلم :
إلقاء السلام عند اللقاء وعن الفراق : يسن للمسلم أن فشي السلام عند دخوله على قوم، ويُسلِّم عليهم عند رحيله عنهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رَسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم : (إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى المَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ، فإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ فَلْيُسَلِّمْ، فلَيْسَتِ الأولَى بِأَحَقَّ مِنَ الآخِرَةِ).
المصافحة عند اللقاء : يسن للمسلم أن يصافح أخيه عن اللقاء، فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ويزيد من جمال السلام ويصافحه، عن قَتادةَ رضي الله عنه قال : (قُلْتُ لِأَنَسٍ : أَكَانَتْ الْمُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ)، أي أنها من سنن الرسول التي اتبعها صحابته رضوان الله عليهم من بعده.
طلاقة الوجه والتبسم عند اللقاء : البسمة هي التي تعبر عن سعادتك بلقاء أخيك فبدونها تبدو حزينًا أو مستاءًا أو غير مهتم، وللبسمة عظيم الأثر في قلوب الآخرين، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شيئاً، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْق)، وعن الترمذي من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ).
الكلام الطيب : الكلمة الطيبة سنة عن الرسول وهي صدقة، ويسن استعمال الكلام الطيب عن اللقاء وطوال المجلس، روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)، وعن عَدِيِّ بن حاتِم رضي الله عنها قال : (ذَكَرَ رَسُولُ اللّهِ صلَّ الله عليه وسلم النَّارَ فَأعْرَضَ وَأَشَاحَ، ثُمَّ قَالَ : اتَّقُوا النَّار، ثُم أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ : اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)، قل الكلمة الطيبة واحتسب النية لعلها تكون منجاتك من النار.
يستحب ذكر الله في المجلس : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلَّ الله عليه وسلم : (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَال : يَقُولُونَ : يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُمَجِّدُونَكَ، قَالَ : فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : لَا، وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ، قَالَ : فَيَقُولُ : وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ قَالَ : يَقُولُونَ : لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا، وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَالَ : يَقُولُ : فَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالَ : يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ : يَقُولُونَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا؟ قَالَ : يَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ : يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ : فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ : يَقُولُونَ : مِنْ النَّارِ، قَالَ : يَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ : يَقُولُونَ : لَا، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا؟ قَالَ : يَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ : يَقُولُونَ : لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ : فَيَقُولُ : فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ : يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فِيهِمْ : فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ : هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ).
من السنة ختام المجلس بقول كفارة المجلس : عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (مَنْ جَلَس في مَجْلِسٍ فَكثُرَ فيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ : سُبْحَانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أن لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ إِلاّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ).
ما نُهي عنه عند اللقاء وفي المجلس
- أن تبدأ أهل الكتاب بالسلام.
- أن تصافح امرأة لا تحل لك.
- أن تخلو بامرأة أجنبية.
- لا يصح أن يؤم الزائر صاحب البيت في الصلاة إلا بإذنه.
- منهي عن إقامة شخص من مجلسه للجلوس مكانه.
- لا يجوز التفريق بين اثنين في المجلس دون إذنهما.
- لا يتناجى اثنان دون ثالثهما.
- منهي عن سماع حديث قوم وهم له كارهون.
- لا يجب تحديث شخص بكل ما سمعته من الناس، فالناس تكذب كثيرًا.
- نهانا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم عن ترويع المسلم.
- منهي عن التكبر في المشي (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولً).
- لا يجوز التجسس على المسلمين.
- المسلم منهي عن الكذب وإضحاك القوم كذبًا، والغيبة والنميمة والخصومة.
- منهي عن الحلف بغير الله وكثرة الحلف بالله تعالى وخاصةً في البيع والشراء.
- نُهي المسلم عن التفاخر والطعن في الأنساب، واحتقار الآخرين، وغيرها من آفات اللسان.
- لا يجوز شماتة المسلم بالمسلم.
- نُهي المسلم عن الحسد والغل وغيرها من الآفات القلبية.
- المسلم لا يجوز له أن يسئ الظن.[1][2]