اهوال يوم القيامة بالترتيب
- يقبض الله الأرض ويطوي السموات بيمينه
- تصير الأرض بجبالها الراسية دكًا كثيبًا مهيبًا.
- الشمس المشرقة تؤؤل إلى زوال ضوئها والنجوم تصير إلى الانتثار والانكدار.
- تشخص الأبصار فلا يلتفت أحد يمنة أو يسرة ولشدة خوفهم تصبح أفئدتهم خالية لا تعقل شيئًا.
- تدنو الشمس بمقدار ميل.
جاء وصف أهوال يوم القيامة في عدد من النصوص الشرعية في الكتاب والسنة، منها قول النبي عليه الصلاة والسلام قال أن الله عز وجل سوف يقبض الأرض ويطوي السموات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض”، وفي سورة الفاتحة ” مالك يوم الدين” لأنه هو الملك الواحد الواحد يوم الدين، وأي ملك في الأرض مهما كانت سطوته أو قوته أو حجم ملكه، فسوف يزول ويبقى الله الواحد القهار الملك.
تدك الأرض والجبال: أيضًا يقول الله عز وتعالى: فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة، فيومئذ وقعت الواقعة” ، ففي يوم القيامة هذه الجبال الصلبة الشامخة سوف تندك في الأرض، فكأنها ليست كانت راسية في يوم من الأيام .
ويقول عز وجل ” يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبًا مهيلًا” أي أن الجبال سوف تصبح كالقطن المتناثر، وهذا من كمال قدرة الله عز وجل.
ويقول عز وجل : ” ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفًا فيذرها قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا” فلن تجد فيها أعوجاجًا ولا ميل بل ستصبح تلك الجبال الراسية مستوية مع الأرض.
زوال الشمس: أيضًا من أهوال يوم القيامة أن تزول الشمس ، ويقول عز وجل في كتابه العزيز عن حال الشمس يوم القيامة: ” إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت
تشخص الأبطار: يقول الله سبحانه وتعالى عن الظالمين” إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار، مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء”، فهذه من أهوال يوم القيامة.
تدنو الشمس من الخلائق: وقد ورد في الحديث الشريف عن المقداد بن الأسود أنه :” تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا ” وحقويه تعني المنطقة الوسطى بالجسم، وقد اختلف العلماء في الميل فهناك ميل المسافة وميل المكحلة، لكن الراجح أنه ميل المسافة، وهذا أمر غيبي.
إن أهوال يوم القيامة فوق ما يتصور البشر، وبعضها لا يعلمها إلا الله عز وجل، فقد أخبرنا الله عز وجل عن تلك الأهوال في الآية الكريمة: “يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد”.
وذكر هذه الأهوال هو للتذكير حتى يستعد المسلم لهذا اليوم بالعمل الصالح، فهناك فئة من الخلق سوف يستظلون في ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه “>
وعلى المسلم أن يعمل ليكون منهم وأن يسأل الله عز وجل أن يجعله منهم. [2]
مراحل الحساب يوم القيامة
- النفخ في الصور والبعث والنشور
- الحشر
- الحوض والشفاعة
- الحساب
- الميزان
- الصراط
- الجنة أو النار
أخبرنا الله عز وجل عن مراحل حساب البشر يوم القيامة، ويقول عز جل في كتابه العزيز:” يا أيها الناس
البعث والنشور : هو إحياء الموتى من قبورهم وإخراجهم للحساب.
وقد أجمع العلماء والأنبياء جميعهم على أمر البعث، فالبعث من مقتضى الحكمة الإلهية لله عز وجل، فقد خلق سبحانه البشر وأمرهم بعبادته وجعل البعث ليجازيء المسيء على إساءته ويكافيء المحسن الذي عمل صالحًا على عمله،وإنكار البعث هو كفر بالله عز وجل.
وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تخبرنا عن البعث، منها قوله تعالى” ونفخ من في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون” ، والإيمان بالبعث يتضمن الإيمان باليوم الأخر وهو أحد أركان الإيمان.
الحشر: هو جمع جميع المخلوقات وجميع البشر في أرض المحشر، وقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف عن حال الناس يوم الحشر: ” يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة عزلًا، فقالت عائشة رضي الله عنها: يار سول الله الرجال والنساء جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض، قال : يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك”.
الشفاعة والحوض: إن الشفاعة في هذا اليوم العظيم لا يملكها إلا الله تعالى ولا تطلب إلا منه تعالى، والشفاعة لها شرطان، وهما أن يأذن الله عز وجل للشافع، وأن يرضى سبحانه عن المشفوع له، وقد خص الله صلى الله عليه وسلم نبيه بمقام محمود وهو الشفاعة العظمى.
أما حوض حبيبنا محمد في عرصات يوم القيامة، فهو حوضعظيم طعمه أحلى من العسل ولونه أبيض من اللبن، ومن شرب منه لا يظمأ بعدها أبدًا، وهناك بعض الناس لن يردوا هذا الحوض لأنهم انحرفوا عن الدين.
الحساب: هو أن يجعل الله عباده يطلعون على أعمالهم يوم القيامة، وينبئهم بما قدموه في الدنيا من خير أو شر، يقول الله تعالى: ” يوم يبعثهم الله جميعًا فينبئهم بما عملوا أحصاه ونسوه، والله على كل شيء شهيد”، ولو لم يكن هناك حساب لما كان الله تعالى قد أنزل الكتب وبعث الأنبياء والمرسلين.
الميزان: بعد الحساب سيوضع الميزان لوزن أعمال الناس وهو ميزان حقيقي له كفتان : “يقول عز وجل: ” ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين” .
الصراط: الصراط هو الجسر المنصوب على متن جهنم يمر عليه أهل الإسلام على قدر أعمالهم بعد وزن الحساب، وهو أرفع من الشعر وأحد من السيف.
سيكون حال الناس بمرو الصراط على حال أعمالهم، فمنهم من يمر منه هرولة، ومنهم من سيمرمنه زاحفًا، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام : “يضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم” ، وبعد الصراط يحبس الناس الذين عبروا الصراط في قنطرة بين الجنة والنار ليتقاضوا المظالم التي كانت بينهم في الدنيا. [2]