حكم التمائم من القرآن الكريم
- علماء حرموا التمائم من القرآن الكريم.
- علماء أجازوا التمائم المصنوعة من القرآن الكريم.
علماء حرموا التمائم من القرآن الكريم: فبعض العلماء قاموا بتحريم التمائم جميعها سواء كانت من القرآن الكريم، أو من غير القرآن الكريم، أخذًا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”، وفي رواية أخرى: “من تعلق تميمة فقد أشرك”، واستنادًا على قول ابن مسعود وابن عباس، وقول حذيفة وعقبة بن عامر وابن عكيم -رضي الله عنه-، وأصحاب ابن مسعود وأحمد.
علماء أجازوا التمائم المصنوعة من القرآن الكريم: حيث قال بعض العلماء أن التميمة إذا كانت من القرآن الكريم أو من الأحاديث النبوية فلا بأس بها لعموم قول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82]”، أجازوها استنادًا على قول عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره، وما روي عن عائشة وأبو جعفر الباقر وأحمد في رواية.
وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “إن الرقى والتمائم والتولة شرك”، وجاء في تفسير الحديث أن الرقي هي الرقى المجهولة أو الرقى المخالفة للشرع التي فيها نوع من أنواع التوسل لغير الله، أو دعاء بغير الله، أما الرقى الشرعية بدون تعليق التميمة فهي جائزة؛ فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا”.
أما التولة فجاء معناها في التفسير أنها السحر؛ والسحر لا يجوز كله، ولا يحل لأحد أن يلجئ للسحر في قضاء حاجته؛ حيث أن السحر وتعليمه من الشرك الأكبر، فهو لا يتحقق إلا بالشرك بالله ومعصيته وبعبادة الجن والاستعانة بهم وخدمتهم والتقرب إليهم بالذبائح وما إلى ذلك، وقد قال الله تعالى في السحر:”وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ” [البقرة:102]، ويقول الله عز وجل: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ” [البقرة:102].[1][2]
حكم التمائم من السنة النبوية
حرّمت التمائم بجميع أنواعها في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولم ترد في السنة النبوية عن الرسول ولا عن الصحابة -رضي الله عنهم-.
والتمائم هي جمع تميمة وهي ما يعلق على الأجساد من خرزات ولفائف والأوراق المكتوب فيها بعض الطلاسم ونحو ذلك بهدف دفع العين؛ واعتقاد أن فيها النفع والضر وهذا شرك أكبر، أما اعتقاد انها سبب لدفع العين والحسد فهذا شرك أصغر، وتحرم التمائم بسبب الاعتقاد الجاهل بأن تعليق التمائم هو الرجوع إلى غير الله للمنفعة وصد الأذى، فلا مانع ولا دافع للأذى غير الله، وجاءت الأحاديث الشريفة تحرم التمائم؛ نذكر لكم أبرزها:
- النبي –صلى الله عليه وسلم- لما رأى على رجل تميمة قال: “انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً”.
- عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له”، رواه أحمد.
- عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكره عشر خصال: الصفرة -يعني:نوع من الطيب أصفر اللون- وتغيير الشيب وجر الإزار والتختم بالذهب والضرب بالكعاب والتبرج بالزينة لغير محلها والرقى إلا بالمعوذات وتعليق التمائم وعزل الماء عن محله وإفساد الصبي غير محرِّمه.
- روى أبو داود عن عيسى بن حمزة قال: “دخلت على عبد الله بن عكيم وبه حمرة فقلت: ألا تعلق تميمة؟ فقال: نعوذ بالله من ذلك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن تعلق شيئاً وكل إليه”.
- عن عائشة ـرضي الله عنهاـ قالت: “ليست التميمةُ ما يُعَلَّق به بعد البلاء، إنما التميمة ما يُعَلَّق به قبلَ البلاء”، رواه الحاكم وصححه.
- عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود عن عبد الله قال: “سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الرقى والتمائم والتوَلة شرك”، قالت: “قلت لم تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت”، فقال عبد الله: “إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً”، رواه أبو داود، وابن ماجه وصححه الألباني.
- عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا: “يا رسول الله بايعتَ تسعة وتركت هذا”، قال : “إن عليه تميمة”، فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال: “من علق تميمة فقد أشرك”، رواه أحمد، وصححه الشيخ الألباني.[3]
آراء العلماء في حكم التمائم
- الشيخ سليمان بن عبد الوهاب.
- الشيخ الألباني رحمه الله.
- الشيخ حافظ حكمي.
- علماء اللجنة الدائمة.
- الحافظ المنذري.
رأي الشيخ سليمان بن عبد الوهاب: أخبرنا الشيخ سليمان بن عبد الوهاب أن علماء الدين قد اختلفوا في حكم التمائم المصنوعة من القرآن الكريم وأسماء الله وصفاته باعتبراها شبيهة بالرقية وما إلى ذلك، فبعض العلماء أجازوا تلك التمائم وبعضهم لم يجيزوها استنادًا على الأحاديث والآيات التي تعم التمائم بجميع أنواعها.
الشيخ الألباني -رحمه الله-: ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- أن التمائم هي عادة كانت منتشرة في الجاهلية بين البدو وبعض المدنيين، وهي متعددة الأنواع؛ ذكر منها -رحمه الله- تلك الخرزات الزرقاء التي تعلق في السيارات والبيوت وعلى الرقاب، وتلك النعال العتيقة التي تعلق في مقدمة السيارة أو مؤخرتها، أو نعال الفرس العتيقة، وكل هذه الأنواع كانوا يزعمون أنها تدفع العين والحسد بسبب الجهل وإنعدام التوحيد بالله، وكل هذه التمائم لم تبعت بها الرسل ولا أنزلت في القرآن الكريم وما هي إلا جهل وضلال.
الشيخ حافظ حكمي: وكان رأي الشيخ حافظ حكمي أن السلف من الصحابة والتابعين اختلفوا في أمر التمائم؛ فبعضهم أجازها تحت شروط معينة، ويأتي ذلك عن عائشة -رضي الله عنها- وأبي جعفر محمد بن علي وغيرهما من السلف، وبعضهم منعها ولم يراها جائزه وبها كفر بالله، منهم عبد الله بن عكيم وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وأصحابه كالأسود ومن بعدهم كإبراهيم النخعي وعلقمة وغيرهم رحمهم الله تعالى.
علماء اللجنة الدائمة: وذكر علماء اللجنة الدائمة الإسلامية أن كبار العلماء مثل الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود اتفقوا جميعهم على تحريم تعليق التمائم والإيمان بها إذا كانت مصنوعة من كلام غير القرآن والرقية الشرعية؛ وإذا كانت مصنوعة من الآيات القرآنية فاختلفوا فيها؛ منهم من أجازها ومنهم من رفض إجازتها لعموم الأحاديث النبوية الشريفة.
الحافظ المنذري: ذكر الحافظ المنذري تعريفًا للتميمة وقال أنها خرزة كانوا يعلقونها على الأشياء وعلى أجسامهم، إعتقادًا منهم أنها تدفع الأضرار والحسد، وذكر أن هذا ما هو إلا جهل وضلال؛ فلا مانع من الشرور ولا دافع لها إلا الله تعالى.[3]