بنى مدينة بغداد وجعلها عاصمة للدولة العباسية
الخليفة أبو جعفر المنصور بنى مدينة بغداد، وسكنها الخليفة المنصور . الذي شرع ببنائها، كما يقال في سنة 145 هجري، كي يتقي شر أعدائه، وبغداد محصنة بدجلة والفرات، وأعجبه من بغداد أن الأعداء لا يمكنهم الوصول إليها، لأنها محصنة، وكان الخليفة أول من وضع لبنه في بناء مدينة بغداد
تم بناء مدينة بغداد على شكل دائرة محيطها 16 ألف ذراع، وقطرها 5093 ذراع، وخفض بذلك كلفة بناء السور، وتم تخطيط المدينة في البداية بالرماد
وقال الخليفة المنصور عند بناء مدينة بغداد: بسم الله ، والحمد لله ، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين . ثم قال : ابنوا على بركة الله
أمر الخليفة أبو جعفر المنصور ببناء بغداد بالطريقة التالية:
أمر ببناء مدينة بغداد مدورة
أمر بأن يكون سمك سور مدينة بغداد من الأسفل خمسون ذراعًا، ومن الأعلى عشرون ذراعًا
أمر بأن يكون لمدينة بغداد ثمانية أبواب في السور البراني، ومثلها في السور الجواني
بنى قصر الإمارة في وسط البلد، ووضع المسجد الجامع بجانب القصور
كانت الأسواق في البداية بالقرب من قصر الإمارة، ثم تحولت إلى موضع آخر
أنفق المنصور على مدينة السلام ومسجدها وقصر الذهب بها والأسواق أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثلاثين درهما
اكتمل بناء بغداد في سنة ست وأربعين ومائة [1]
ما سبب تسمية بغداد بهذا الاسم
في عام 634 ميلادي، بدأ المسلمون بالتوسع ووصلت الفتوحات إلى العراق، وفي هذا الوقت كان الفرس يحكمون العراق، فهزمهم المسلمون بقيادة خالد بن الوليد، وعندما فتحوا العراق وأصبحت تحت الإمارة الإسلامية، خيروا السكان المسيحين بين خيارين، إما اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية كي يكونوا تحت حماية الحكومة الجديدة ويعفوا من الخدمة العسكرية التي تفرض على من يحب الانتساب إلى الدولة الجديدة، ودخول الإسلام
قبل تأسيس مدينة بغداد التي كانت في العصر العباسي، أمر الخليفة عمر بن الخطاب بتأسيس مدينتين في العراق من أجل الحماية، وهما الكوفة (وكانت العاصمة أنذاك)، والبصرة (المدينة الساحلية الجديدة)
ولم تكتسب بغداد أهمية إلا بعد سنوات في العصر العباسي، تعود جذور مدينة بغداد إلى الماضي السحيق، إلى البابليين، أي حوالي 1800 قبل الميلاد، لكن اكتسبت شهرة بعد أن قام الخليفة جعفر المنصور، وجعلها مركز للتجارة.
لم يتفق المؤرخون حول أصل اسم بغداد، والبعض يرى أن لها معنى آخر وهو هبة الإله .
وفي الدولة العباسية، كانت بغداد من أهم المدن في وقتها، ولم يكن لأي مدينة أخرى مركز أهم من بغداد، بسبب كثرة علمائها، وتميزها عن غيرها، وعظم أقطارها، وكثرة المنازل فيها، وجمال شوارعها، ومساجدها، وحماماتها، واعتدال الصيف مع الشتاء، وجمال الفصول فيها.
بعد ذلك تدهور حال مدينة بغداد، بعد أن قام هولاكو بن تولى بن جنكز خان التركي بتدميرها، وهدم القصور فيها، وإبادة أهلها، فتحولت من مدينة مشتهرة بالعلم والعلماء وعذوبة الماء، وحسن الحال، إلى مدينة يكثر فيها الأنغام والألحان، والأشعار، وتحولت من النباهة والعلم والتفسير والفقه والحديث إلى مدينة مشهورة بالموشحات، والزجل، وهذا الأمر يعتبر تحول كبير في مدينة بغداد التي كانت شمعة من شموع العلم والمعرفة، فتحول أهلها وتبدلوا. [2]
من هو الخليفة العباسي الذي بنى بغداد
بنى الخليفة أبو جعفر المنصور مدينة بغداد، وجعلها العاصمة للدولة العباسية، وفي هذا الوقت، كثر في مدينة بغداد العلماء، والمفكرين، والفلاسفة، وكانت هذه المدينة مركز لتجمع المفكرين والتطور الثقافية، وكان العلماء فيها خبراء في اللغة اليونانية واللغة العربية، وتم نقل الكثير من الثقافات والنصوص من اللغة اليونانية إلى العربية.
تم بناء مدينة بغداد في العصر العباسي، وقد تلا العصر العباسي عصر الخلفاء الراشدين بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، بعد ذلك أتى عصر الدولة الأموية التي قام بها بنو أميه باستلام الحكم واتخذوا من دمشق مقرًا لهم
قرر الخلفاء في الدولة العباسية باتخاذ بغداد مقرًا لهم، وقام بذلك الخليفة أبو جعفر المنصور، وكانت بغداد بالقرب من نهري دجلة والفرات، ولم يكن اختيار الموقع عن عبث، بل كان بسبب موقع بغداد الجغرافي المميز، وبسبب غناها بالثروات
بنى العباسيون بغداد بحيث تكون ممر للطرق التجارية ولتحافظ على طرق التجارة الأساسية التي بناها الفرس قبل أن يحصل العرب وينتصروا على الفرس، وكانت بغداد صلة وصل مهمة بين آسيا وبين أوروبا، وكان التجار يتبادلون الفضة، الصابون، الذهب، والألماس، والحرير، والزجاج، والورق.
وفي عهد هارون الرشيد، أسس الخليفة هارون الرشيد وابنه المأمون بيت الحكمة، وهو مكان مخصص للدراسة والعلم، وذلك في عام 813 إلى عام 833 ميلادي، وهذا المكان كان مركزًا من أجل تجنيد العلماء المشهورين، وكان هناك تعاون بين العديد من الأشخاص من المسيحين، والإسلام، واليهود من أجل العمل وبناء هذا الدار ونشر العلم.
كما قام العباسيون بحركة الترجمة، وهي ترجمة المنشورات من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، وأراد العباسيون أن ينقلوا أبرز ما توصل إليه العلم في اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، وهذا الأمر مهد الطريق لبروز العلماء العرب، وهذه الجهود لم تنجم فقط عن العلماء العرب المسلمين، بل كانت ناجمة أيضًا عن جهود علماء مسيحيين أيضًا. [3]
مدينة بغداد في العصر العباسي
قيام الدولة العباسية كان بمثابة مرحلة فاصلة في تاريخ الدولة الإسلامية، وجاء قيام الدولة العباسية بعد انتهاء الحكم الأموي، وتسلم الخليفة الأول العباسي وهو أبو العباس السفاح، وكانت المدينة الأولى التي أعدت لتكون العاصمة للدولة العباسية هي الهاشمية.
بعد أن تسلم الخليفة أبو جعفر المنصور الخلافة عام 145ه، قام بتغيير عاصمة الدولة العباسية، وأراد اختيار موقع مميز بين دجلة والفرات، وبهذا لم يكن هناك موقع أفضل من بغداد كي تكون مقر الخلافة ومعسكر للجند
وذلك لعدة أسباب وهي
- مقر بغداد المثالي، وموقعها الاقتصادي كي تكون صلة وصل بين اوروبا والعالم العربي
- موقع بغداد على الطريق من البحر وعلى امتداد النهر
- مناخ بغداد المثالي، وكان هذا الموقع مثاليًا لبناء القصور، والحدائق.
عرفت بغداد بالعديد من التسميات مثل: المدينة المدورة، ومدينة المنصور، والزوراء، ودار السلام، تفاؤل بالسلامة عند بناء بغداد، لكن شاع اسم بغداد، ولا يزال يستعمل حاليًا، وبقي هذا الاسم خالدًا على مر العصور.
وكان لمدينة بغداد أربعة ابواب، باب خراسان من الشرق، وباب الكوفة من الغرب، وباب البصرة من الجنوب، وباب الشام من الشمال. [4]