من الأوقات التي يتأكد فيها الاستئذان
الأوقات التي يجب فيها أن يستأذن الشخص هي :
- وقت القيلولة
- وقت العشاء
- بعد الفجر
الاستئذان واجب من الواجبات الإسلامية التي علمنا إياها النبي عليه الصلاة والسلام، والسبب من الاستئذان هو غالبًا لرد البصر وعدم الاطلاع على عورات الناس حتى لو كانوا من أهل البيت، والاستئذان لأهل البيت يكون في هذه الأوقات الثلاث لأن العورة تكون أكثر كشفًا فيها، أما بالنسبة للأشخاص الغرباء فيجب أن يستأذنوا قبل أن يدخلوا أي بيتًا
صيغة الاستئذان هي: (السلام عليكم، السلام عليكم، السلام عليكم)، وهذه الصيغة لأهل البيت، أما للغرباء، فالصيغة الحالية هي قرع الجرس، وسابقًا لم يكن هناك أجراس، فإن لم يُؤذن للشخص، يجب أن يرجع لمنزله، عن أَبي موسى الأشعري قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: الاستِئْذان ثَلاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإلَّا فَارْجِع. متفق عليه.
والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على ضرورة الاستئذان ووجوبه كثيرة، نذكر منها:
قَالَ الله تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور:27]، وقال تَعَالَى: وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [النور:59]. هذه الآيات تبين أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاستئذان، لأنه مطلع على عادات الناس، وذلك كي لا تنكشف العورة، أو يدخل شخص غريب على آخر ويراه في هيئة غير مقبولة وهو في منزله، فلا بد من الاستئذان قبل الدخول
عن سهلِ بنِ سعدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: إنَّمَا جُعِلَ الاستئذانُ منْ أَجْلِ البَصَر متفقٌ عَلَيْهِ. أي أن الهدف من الاستئذان هو ألا يطلع الشخص على عورات الناس في الأوقات الخاصة مثل وقت القيلولة، أما إذا كان الشخص أعمى فلا بأس عليه، لأنه لن يستطيع إبصار العورة. [1]
من الأوقات التي يتأكد فيها الاستئذان للصغار والخدم هي
الله سبحانه وتعالى علمنا كل شيء في كتابه العزيز، وفي سنته النبوية الشريفة، وأرسل الرسول الكريم كي يعلمنا ما تبقى من ديننا، ومن الأمور الجميلة التي علمنا إياها الرسول الكريم من أجل تحسين الأدب في بيوتنا، الاستئذان حتى يستأنس الشخص، قال تعالى: {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [النور:59]
إذا لم يبلغ الأطفال الحلم أي البلوغ فإنهم يكونوا غير مكلفين، ويمكنهم أن يدخلوا الغرف التي أرادوها، وغالبًا لا يستوعبون فكرة الاستئذان، لكن بعد أن يبلغ الطفل الحلم يجب عليه الاستئذان، لأن هذا من باب الأدب سواء للطفل أو للخدم
ويمكن للأطفال أن يتجولوا في المنزل ويدخلوا الغرف التي يريدون الدخول إليها بدون استئذان بشرط أن تكون أبوابها مفتوحة، أما إذا كانت الغرفة مغلقة، فيجب على الشخص الاستئذان، وإلا يمكن ان يرى عورة الشخص، ولا يجب أن يستهتر الشخص في هذا الأمر، ويقول هذه أختي، أو هذه أمي، ولا حرج من ذلك، فربما يكون الشخص في غرفته يخلع ثيابه أو يبدلها، فإذا لم تستئذن قبل الدخول، فربما ترى شيئًا غير الشيء الذي يحل لك في الأدب
من علامة اكتمال إيمان المرئ أن يطيع ما أمرنا الله به، وهذا الأمر جاء من باب الأدب، والله تعالى يقول (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)[النور:51] فالمسلم هو من يسمع كلام الله ولا يجادل فيه ويقول هؤلاء أهلي ولا حرج منهم، بل يجب أن يصغي المؤمن السمع لما يأمرنا به الله عز وجل. [2]
الاستئذان عند الدخول على الوالدين
من الآداب في الاستئذان أيضًا الاستئذان عند الدخول على الوالدين بخاصةً في أوقات القيلولة وبعد الفجر ووقت العشاء، ولا يحل للمسلم الدخول على أهله إذا كانوا في غرفتهم الخاصة مع بعضهم البعض بدون استئذان
وفي الموطأ عن عطاء بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجل، فقال: يا رسول الله: أستأذن على أمي؟ فقال نعم: قال الرجل: إني معها في البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها، فقال الرجل: إني خادمها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استأذن عليها.
أما بالنسبة للأطفال الصغار، يجب عليهم الاستئذان في أوقات العورة الثلاث قبل البلوغ، أما بعد البلوغ فيجب عليهم الاستئذان عند الدخول إلى الغرف المغلقة في جميع الأحوال
وسبب الاستئذان هو ستر العورة، وعدم الاطلاع عليها، وحتى الأب يجب أن يستأذن عندما يدخل على بناته، وأخواته، فربما يكونوا في وضع تبديل الملابس بعد الاستحمام أو أي شيء آخر، فتقع عينه على العورات، ويأثم لأنه لم يستأذن ويطبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام وما جاء في القرآن الكريم، جَاءَ رَجُل إِلَى اِبْن مَسْعُود فَقَالَ: أَسْتَأْذِن عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: مَا عَلَى كُلّ أَحْيَانهَا تُرِيد أَنْ تَرَاهَا” [3]
الأوقات التي يتأكد فيها الاستئذان عند الدخول على الأهل
أوقات الاستئذان الثلاثة هي من الأدلة القرآنية في سورة النور
- مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ [النور: 58]، وهذا يعني آخر الليل
- وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ [النور: 58] أي عند القيلولة
- وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ[النور: 58]، وهي وقت النوم لدى بعض الأشخاص
أكد الله عز وجل على الاستئذان في هذه الأوقات لأن هذه الأوقات يتساهل فيها أهل البيت في كشف العورة، فيكون الوقت بالنسبة إليهم هو وقت الخلوة، أو وقت النوم، ولا يرضى الإنسان بطبيعته أن يطلع عليه شخص وهو في وقت الخلوة
ويجب على الطفل إذا لم يبلغ الحلم أو الخادم أن يستأذن في هذه الأوقات، وعندما يستأذن الشخص يستعد أهل البيت، فيغطوا عورتهم، ويكونوا في حالة قادرين فيها على استقبال الشخص بدون أي إثم حتى لو كان من أهل البيت.
لا يمكن إجبار الأطفال الذين لم يصلوا إلى البلوغ إلى الاستئذان في كل الأوقات، لأنهم يكونوا في مرحلة الطفولة، ولا يمكنهم استيعاب ذلك، قال تعالى: طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {النور:58}
والخلاصة هي أن الأطفال يُطلب منهم الاستئذان في هذه الأوقات، سترًا للعورة التي تنكشف بشكل أكبر في هذه الأوقات، أما عندما يصل الأطفال إلى مرحلة البلوغ يصبحوا أشخاص واعيين قادرين على فهم المسؤوليات والآيات وتطبيقها، ويُطلب منهم حينها الاستئذان في جميع الأوقات كي لا تنكشف عورة أهل البيت، حتى لو كانت العورة هي عورة الوالدة، وذلك حفظًا للستر والحياء. [4] [5]