من انواع ظلم الانسان لنفسه الشرك بالله
يوجد العديد من انواع ظلم الانسان لنفسه وهو عبارة عن إساءة الإنسان لذاته نتيجة قول يخرج منه أو فعل خارج عن حدود الآداب أو الشر؛ لأنه يمنعه من التقدم أو يتسبب في سقوطه عن مرتبته الحالية التي يكون عليه، كما أن ارتكاب المعاصي، والذي يتضمن ظلم الآخرين، هو أحد مظاهر الظلم وأحد مظاهر ظلم الإنسان لنفسه أيضًا، فقال الله تعالى: “وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ”، وقال تعالى: “وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”، وقال سبحانه و تعالى: “وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ”.[1]
ومن أعظم الأنواع الشرك بالله؛ حيث قال تعالى :”إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”، وقال ابن تيمية: “ومما ينبغي أن يُعلم أنَّ كثيرًا من الناس لا يعلمون كون الشرك من الظلم، وأنَّه لا ظلم إلا ظلم الحكام أو ظلم العبد نفسه، وإن علموا ذلك من جهة الاتباع، والتقليد للكتاب، والسنة، والإجماع، لم يفهموا وجه ذلك، ولذلك لم يسبق ذلك إلى فهم جماعة من الصحابة لما سمعوا قوله: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْم، كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود أنهم قالوا: أيُّنا لم يظلم نفسه؟! فقال رسول الله: ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ؟، وذلك أنهم ظنُّوا أنَّ الظلم هو إضرار غير مستحقٍّ، ولا يرون الظلم إلا ما فيه إضرار بالمظلوم، إن كان المراد أنهم لن يضروا دين الله وعباده المؤمنين، فإنَّ ضرر دين الله وضرر المؤمنين بالشرك والمعاصي أبلغ وأبلغ”.[2]
من انواع ظلم الانسان لنفسه
- ترك الطاعة وفعل الذنوب.
- الشرك بالله.
- قتل النفس التي حرم الله.
- أكل مال اليتامى بغير حق.
- أكل أموال الناس بغير حق.
- إفساد الخادم على سيده، وإفساد المرأة على زوجها.
- الحلف كذب بهدف الغش في بيع السلعة.
- إنعدام الأمانة في العمل.
- إنقاص المكاييل والموازين والغش فيهما.
- عدم تثقيف الجاهل وتعليمه.
- ألا تأمر من تحت رعيتك كالزوجة والأولاد بالصلاة.
- المماطلة في إتمام معاملات المسلمين.
- أن لا يعدل الزوج بين زوجاته.
- الحديث في أعراض المسلمين والمسلمات.
ترك الطاعة وفعل الذنوب: قال تعالى :”ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ”.
الشرك بالله: وهو من أعظم انواع ظلم الانسان لنفسه فقال تعالى في كتابه :”وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
قتل النفس التي حرم الله: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما”.
أكل مال اليتامى بغير حق: فقال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:” اجتنبوا السبع الموبقات” وذكر فيهم أكل مال اليتيم .
أكل أموال الناس بغير حق: كانت زوجة من زوجات السلف الصالح تقول لزوجها عند خروجه للعمل: “اتق الله، واحذر من المكاسب غير المشروعة، فنحن نصبر على الجوع والأذى، ولن نصبر على النار”.
إفساد الخادم على سيده، وإفساد المرأة على زوجها: قد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: “من خبب خادما على أهله فليس منا، ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا” رواه أحمد، وهذا منتشر بين التجار؛ فبمجرد أن يرى أحدهم موظفًا ناجحًا في شركة، يندفع للاتصال به وإغرائه بالمال حتى يترك مكانه ويذهب إلى بلده، ثم يعود لمن أفسده.
الحلف كذب بهدف الغش في بيع السلعة :وهذا يحدث في أيامنا هذه في بعض المحلات التجارية ومعارض السيارات؛ فعن أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة” رواه مسلم.
إنعدام الأمانة في العمل: فمن الممكن أن يأخذ العامل أجره كاملًا بدون نقصان ولكنه قد أدى واجبه منقوصًا، وقد قال تعالى: “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا”.
إنقاص المكاييل والموازين والغش فيهما: فقال تعالى: “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ”.
عدم تثقيف الجاهل وتعليمه: من حق الجاهل عليك وأنت قد وهبك الله العلم الشرعي، أن تدرسه وتهديه إلى الصراط المستقيم.
ألا تأمر من تحت رعيتك كالزوجة والأولاد بالصلاة: فأنت مسؤول عنهم يوم القيامة؛ لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته”.
المماطلة في إتمام معاملات المسلمين: التأخر في إنجازها وإضاعة وقت العمل، وترى المدقق قادمًا من مسافات طويلة ينفق ماله ووقته، ثم يجد اللامبالاة من الموظف، وكأنه غير مهيأ للخدمة، وفي الحديث الشريف دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن ييسرون الأمور للمسلمين، كما دعا على من يشقون على المسلمين فقال -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا، فشق عليهم فأشقق عليه، من ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به” رواه مسلم.
أن لا يعدل الزوج بين زوجاته: فقال -صلى الله عليه وسلم-:”من كانت له امرأتان، فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة، وشقه مائل.”
الحديث في أعراض المسلمين والمسلمات: قال تعالى :”وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.[3]
من امثلة ظلم الإنسان لنفسه
- عدم سداد الدين.
- عدم تسديد حقوق الناس التي تمت بها المعاملات.
- التعدي على حقوق المسلمين في الأراضي.
- الرشوة.
- منع الزكاة.
- نشر الزنا.
- تعاطي المخدرات والخمر.
- السرقة.
عدم سداد الدين: يقترض البعض مالاً ويفكر المسلمون به جيداً فيدفعون له أموالهم التي اجتهدوا في تحصيلها، فهنا يؤخر السداد ويتهرب من رد المال لمن يحسن إليه.
عدم تسديد حقوق الناس التي تمت بها المعاملات: وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “مطلُ الغني ظلم”.
التعدي على حقوق المسلمين في الأراضي: فعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين” .
الرشوة: فقد لعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الراشي والمرتشي، فقال: “إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة”.
منع الزكاة: فمن يمنعها فقد نزعت البركة من ماله.
نشر الزنا: وهذا يؤدي لإنتشار الفواحش وظهور الأوبئة.
تعاطي المخدرات والخمر: فإنه يجني على نفسه بلاء كبير وأمراضًا كثيرة، ويجني على مجتمعه العديد من المصائب.
السرقة: والسرقة تساعد على إنتشار الخوف وإنعدام الطمأنينة في المجتمع.[4]
قصص عن ظلم الإنسان لنفسه
دخل سيدنا موسى عليه السلام المدينة، فوجد هناك رجلين يتجادلان؛ أحدهما إسرائيلي من شيعة موسى -عليه السلام- ودينه، والآخر قبطى، فطلب الإسرائيلي المساعدة من موسى –عليه السلام- واستغاثه على القبطي، فضربه موسى ووكزه بكفيه ليبعده عن الإسرائيلي، فمات القبطي بهذه الوكزة بدون قصد من موسى، فقال موسى: “هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ”، وأقر أنه عمل الشيطان وكان ذلك ظلمًا لنفسه وقد أسماه ضلال “قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّآلِّينَ”.[5]