عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة
العقوبة هي :
- الحرمان من الثواب في الاخرة
- احباط العمل وعدم قبوله
- فقدان الاجر والثواب والبركة
يجب ان يكون العمل خالصًا لله، اذا اراد المؤمن نيل الثواب والتوفيق من الله عز وجل، اما اذا كان يقصد من عمله الخيري الحصول على ثواب من الدنيا فقط، فإن الله يحبط له ذلك العمل، اذا قام الشخص بعمل للاخرة، وهو يريد بذلك الوصول لهدف في الدنيا، اي اذا اراد بالعبادة الهدف الدنيوي، فإنه يحرم منه ويحبط عمله، ولا يجزى بعمله اي ثواب، قال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. [هود]
اي اذا اراد الشخص بالعمل الذي يكون ظاهره العبادة وباطنه الثواب الدنيوي، فإنه يحرم من هذا الثواب، ويحبط عمله في الاخرة، وعن النبي صلى الله عليه وسلم-: فَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ.
والامر الذي يجب ان يقوم به الانسان هو ان يطلب بعمل الاخرة ثواب الدنيا وحسن ثواب الاخرة، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [سورة الطلاق]، ولذلك يجب على المؤمن ان ينوي بعمله الخيري ثواب الدنيا وثواب الاخرة، كي يفوز بذلك ويحصل على رضا الله، ولا يحرم من الثواب في الاخرة والتوفيق من الله عز وجل في الدنيا.
فإذا قام الشخص بالصلاة او الصيام او الصدقة، او عمل خير ينفع به اخيه المؤمن، والهدف من وراء ذلك كله هو نيل الثواب الدنيوي فقط، فإن الله يحبط عمله في الاخرى، قال تعالى[ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ] سورة الشورى
لذلك يجب على المؤمن اذا قام بعمل الخير ان يقصد به ان يقبله الله وينفعه، واذا قبله الله بارك له في حياته، وامواله، وكفاه من الافات والاهوال ما لا يخطر في باله. [1] [2]
معنى ارادة الدنيا بعمل الآخرة
معنى فعل الطاعات اي عمل الاخرة وارادة الدنيا به هو ان الشخص لا يقوم بالطاعة مثل الصيام او الصدقة او التهجد الى بدافع دنيوي فقط، وبالتالي يحبط عمله في الدنيا والاخرة، وهذا عمل خاطئ، والاصح ان يقصد المؤمن بعمله خير الدنيا وخير الاخرة، وفي هذا لا يكون عليه اي اثم، اي ان الافضل ان يقوم المسلم بخير الدنيا وخير الاخرة، قال تعالى: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة] [3]
والاعمال التي يتم فيها ثواب الدنيا
قيام العبد بعمل صالح، يريد فيه الشخص حصول ثواب الدنيا فقط، دون ان ينوي ثواب الاخرة، ويكون القصد من وراء ذلك هو الحصول على ثواب الدنيا فقط، وهذا النوع يحسب من الشرك
النوع الثاني هو قيام العبد باعمال مرتب عليها ثواب في الدنيا، وهو ينوي بذلك الحصول على ثواب الاخرة، قال صلى الله عليه وسلم (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) اي ان هذه الاعمال في الاخرة يرتب عليها الحصول على ثواب في الدنيا، فإذا قام الشخص بهذه الاعمال وهو يريد فقط الحصول على ثواب الدنيا ولم يفكر بالحصول على ثواب الاخرة، فإن الله يتوعده باحباط عمله، ويعتبر من الشرك، والافضل هو ان يحصل على ثواب الدنيا وثواب الاخرة، ولا بأس ان يقوم الشخص بطلب الثوابين، ولا بأس ان يطلب ثواب الدنيا اذا وضع في نيته الحصول على ثواب الاخرة. [1] [2]
حكم ارادة الدنيا بعمل الآخرة
حكم ارادة الانسان بعمله الصالح الدنيا فقط
- اذا كانت نية الشخص همه وطلبه جازاه الله بحسناته في الدنيا، وحرمه من ثواب الاخرة، اما المؤمن فيحصل على الحسنات في الدنيا وفي الاخرة
- اذا عمل الانسان للحصول على ثواب الدنيا والاخرة بالتساوي، فإنه يعتبر ناقص الايمان والتوحيد، وعمله بذلك ناقص، لأنه لم يخلص في العمل
اي اذا كانت رغبة الشخص من العمل هو فقط للحصول على الثواب الدنيوي، فإنه يحرم من الثواب في الاخرة، لأن المؤمن يقصد من هذا العمل الحصول على ثواب الدنيا وثواب الاخرة
يتوجب على المؤمن ان يكون عمله خالصًا لله عز وجل، ويخلص في العمل، والله عز وجل يكافئه على عمله في الدنيا والاخرة عندها
من أراد الدنيا بعمل الآخرة يحرم من دخول الجنة
لا يوجد دليل قرآني على ان من اراد الدنيا بعمل للاخرة يحرم من دخول الجنة، لكن الله يجازيه في عمله في الدنيا وليس له من ثواب في الاخرة، قال تعالى [وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] سورة هود
ومن صور قيام العبد بذلك
حكم فعل الطاعات بقصد الفوائد الدنيوي
يبطل الله عز وجل عمل الشخص الذي يؤدي الطاعات بقصد الحصول على منفعة مادية، وهذا الامر يختلف عن الرياء الذي يقوم فيه العبد بتحسين عبادته من اجل ان يكسب بذلك رؤية الناس له ومدحهم والثناء عليه في عبادته، اما الشخص الذي يقوم بالطاعات بقصد الفوائد الدينوية، فالهدف من وراء ذلك هو الحصول على المال والمرتبة والبركة فقط في الدنيا مع نسيان الاخرة، دون ان يكون القصد الحصول على ثناء الناس.
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطى رضي وإن لم يعط سخط؛ تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه) والمعنى هو نفسه اي ان العبد يؤدي الطاعات من اجل يحصل على فائدة دنيوية، مثل الدرهم، والدينار والخميصة والخميلة، اما العبد الصالح فهو العبد الذي يقوم بالطاعات ويقصد بذلك وجه الله تعالى [5]
وهذه الامور تعتبر من الشرك الاصغر، والافضل ان يعبد المسلم الله عز وجل ويقصد بذلك الحصول على رضا الله، والثواب في الاخرة وثواب الدنيا.