يُعد التلوث بالزئبق تهديداً عالمياً لصحة الإنسان، و خاصة على صحة الأطفال الصغار، و يتعرض البشر و الحيوانات و الطيور عندما يأكلون الأسماك و المحار "لميثيل الزئبق _مركب كيميائي سام للجهاز العصبي"، الذي يتشكل عندما يتوفر الزئبق في البحيرات و الجداول، كما يهدد صحة و تكاثر الأسماك نفسها، و جميع أنواع الحياة البرية الأخرى.
و لهذا فقد عمل العلماء منذ عقود على فهم كيف و متى يتراكم الزئبق في الأسماك، و توصلوا حديثاً لطريقة جديدة تعكس تعرّض الأسماك للزئبق.
و تجمع هذه الطريقة الجديدة بين قياسات شيخوخة حصوات الأذن، و الزئبق في عدسات عيون الأسماك، لتحديد الأعمار المرتبطة بتركيزات الزئبق من خلال قياس تركيزه في عيون الأسماك، و يفتح هذا العمل إمكانيات جديدة لفهم تعرّض الأسماك لهذه المادة السامة للأعصاب على مدى حياتها.
و يبدو أنّ ميثيل الزئبق يتراكم بشكل تفضيلي في أعضاء معينة، بما في ذلك عدسات العين بالجرعات العالية، و قد يضعف رؤية الأسماك في النهاية. و لذلك، فمع نمو عدسة العين و تراكم الزئبق، يمكننا تحديد متى تعرضت السمكة للخطر، و لأنّ عدسة عين السمكة تنمو في طبقات طوال الحياة، فيمكننا متابعة التسلسل الزمني للتعرض للزئبق على مدى حياتها.
و بما أنّ عدسات العين مصنوعة من بروتين نقي، و تحتوي على نسبة عالية من الكبريت، فبالتالي تمتص الزئبق بسهولة إمّا مباشرة من الماء أو من النظام الغذائي للأسماك، و بالإضافة إلى التغيرات في انبعاثات الزئبق بمرور الوقت، يمكن أن تؤثر حركات الأسماك و وجباتها الغذائية بشكل كبير على تعرضها للزئبق.