السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، بدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي منذ أسبوع، برفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار ثلاثة أمتار تقريباً، و تغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريباً من الجهات الأربع، و ذلك كما جرت عليه العادة السنوية استعداداً لموسم حج هذا العام.

و تأتي عملية رفع ستار الكعبة عن طريق مجموعة من المختصين من مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، و هي عبارة عن طيّ ستار الكعبة المكسوة بقطعة من الحرير الأسود المخطوط عليها آيات من القرآن الكريم للأعلى، لرفعها عن العبث، و لتكون فرصة سانحة للطائفين لرؤية أستار الكعبة مرفوعة، جريّاً على العادة السنوية.

و يشار إلى أنّه كانت ترفع أستار الكعبة المشرفة قديماً، و يستخدم اللون الأبيض كنوع من الإعلان عن دخول الحج و النسك، و ذلك بحكم أنّها الوسيلة الوحيدة آنذاك للدلالة على دخول وقت الشعيرة، بالإضافة إلى حماية الكسوة أثناء الموسم.



بينما أكّدت وزارة الصحة السعودية جاهزية منشآتها الصحية في منطقتي مكّة المكرّمة و المدينة المنوّرة و المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام 1444، لتقديم الخدمات العلاجية لضيوف الرحمن.

و أوضحت أنّه تم الاستعداد لتقديم الخدمات الصحية للحجاج في 14 منفذاً جويّاً و بريّاً و بحريّاً، فيما بلغ عدد المستشفيات 32 مستشفى، من ضمنها مستشفيات ميدانية، يساندها 140 مركزاً صحياً، و زادت سعتها السريرية إلى 6132 سريراً. بينما بلغ عدد الأسرّة المخصصة للعناية المركزة 761 سريراً، و عدد الأسرّة المخصصة لضربات الشمس 222 سريراً.

كما بينت الوزارة أنّها ستقدم خدماتها للموسم الثاني عبر المستشفى الافتراضي، بعد تسجيله نجاحاً و تميزاً في موسم الحج الماضي، مشيرة إلى إضافة عدد من العيادات الافتراضية في المشاعر المقدسة و المدينة المنورة خلال هذا العام. كما بلغ عدد الكوادر الصحية المؤهلة لخدمة ضيوف الرحمن أكثر من 32 ألف ممارس.

و أعدت الوزارة نقاطاً طبية في قطار المشاعر و قطار الحرمين، و تم تجهيز عربات متنقلة طبية تكون موجودة على خط المشاة بين المشاعر المقدسة، و كثفت جهودها في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف، إضافة إلى توفير 190 سيارة إسعاف، و تهيئة 16 مركز طوارئ على منشأة جسر الجمرات في مشعر مِنى.

و نختم بنبأ أخير حول الاحتفاء بالقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية على امتداد تاريخ العرب، فقد قرر مجلس الوزراء السعودي الأسبوع الماضي الموافقة على تسمية عام 2023 "عام الشعر العربي"، و ذلك بهدف تعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية و إرساء قواعد ثرائه المستقبلي.

و أتى القرار السعودي تعزيزاً لمكانة الشعر العربي، حيث كان الشعر المنطلق من الجزيرة العربية الأكثر تأثيراً في تاريخ العرب الثقافي و الأكثر إنتاجاً للروائع الأدبية التي ما زالت راشخة في الحضارة الإنسانية.

و حمل العام الماضي "2022" اسم القهوة السعودية، و الاحتفاء بوصفها عنصراً ثقافياً وطنياً يرتبط بالإرث الثقافي للسعودية، عبر تاريخ حافل بالعادات و التقاليد، و قيم الكرم و الضيافة، و الحضور الإنساني و الجمالي و الفني في الأغاني و القصائد و اللوحات.