تمركز الخزف الاسلامي في
تمركز الخزف الإسلامي في سامراء .
كانت ثقافة سامراء هي ثاني الثقافات للعصر الحجري الحديث والتي أدت في النهاية إلى تشكيل الحضارة في بلاد ما بين النهرين، والتي كانت عاصمة الخلافة العباسية، من 221/836 عندما أسسها المعتصم حتى 269 هـ / 882 م، وكانت تتمركز في أقصى الجنوب، في منطقة وسط دجلة، وعلى الرغم من وجود قدر كبير من التداخل في وسط بلاد ما بين النهرين، وتقع العديد من مستوطنات سامراء خارج حدود المنطقة البعلية، وتم العثور على كميات كبيرة من الفخار في عام 1925، والعثور على مجموعات واسعة من الأواني الإسلامية، وبعض المواد الصينية ومن المفترض أنها صينية مثل: الخزف الأبيض، والأواني الخضراء، والأواني المخططة أو المتميزة باللونين الأخضر والبنى والأزرق.
الخزف الإسلامي في سامراء
وتم رسم فخار سامراء بأسلوب ديناميكي، ويصور الكتير من الرسومات والأشكال المميزة مثل: فتيات يرقصن بشعر متدفق، ورسم الماعز، والغزلان، والعقارب، والعديد من الحيوانات الأخرى، وكانوا يصنعون الأواني المزججة البيضاء غير الشفافة والمغطاة بطبقة زجاجية تضيف إليها أكسيد القصدير، وتحتوي على سطح لامع يشبه الخزف الأبيض، وتشبه هذه الأشكال أيضًا أشكال الأواني الصينية، وتم تطوير الأشكال لتقليد الخزف المستورد، وإن الخزافين الإسلاميين لم يكتفوا بإنتاج الفخار الأبيض البسيط، بل كان لديهم العديد من الأواني المزينة باللون الأزرق والأخضر والأرجواني والأصفر، إما منفردة أو في مجموعات مختلفة.
الخزف الإسلامي
وقامو بصنع الأشكال المختلفة من الأباريق، وقاموا بصنع تماثيل نسائية متطورة للغاية، ومزينة بطلاء الوجه أو علامات الوشم المتقن، وصنع خزفيات بيضاء مزججة تقلد الأواني البيضاء الصينية والتي تم العثور عليها أيضًا في سامراء ومواقع إسلامية أخرى،وصنع اللوحات متعددة الألوان ولقد تم تصنيعها باستخدام العجلة وكانت معروفة أيضًا باسم العجلة البطيئة، ومنطقة توزيع الفخار في سامراء تشمل شمال العراق بالكامل شمال بغداد، وتمثل أسلوبًا يتكون من فخار بنمط هندسي مطلي باللون البني، ويتميز بتجارة الفيروز والعقيق، واستخدام المرمر والنحاس، والتماثيل النسائية وإنها تختلف من موقع إلى آخر، ومما يشير إلى أشكال محلية مميزة.[1]
مراحل تطور الخزف الإسلامي
- العصور الوسطى.
- العصر العباسي.
- العصر الفاطمي.
قاموا الخزافون الإسلاميون بتقليد أشكال وتقنيات الخزف الصيني، وخاصة بعد الغزوات المغولية، وحتى بداية العصر الحديث، وكان للخزف الغربي تأثير ضئيل، ولكن الفخار الإسلامي كان مطلوبًا بشدة في أوروبا، وكان غالبًا ما يتم نسخة، مثل: الباريلو، وهو نوع من الأواني الفخارية المصممة لحمل المراهم الصيدلانية والأدوية الجافة، وتعود جذور تطوير هذا النوع إلى الشرق الأوسط الإسلامي، وظهر الأسلوب الإسباني ،وقاموا بمزج الأسلوب الإسباني مع العناصر الإسلامية والأوروبية في تصميماته وتم تصديره إلى الدول الأوروبية المجاورة، وقدم هذا النمط بعض التقنيات مثل: الرسم بطلاء أبيض معتم من القصدير والطلاء في بريق معدني، وأنتج الفخار الإزنيقي العثماني معظم أجود أنواع الخزف في القرن السادس عشر في البلاط والأواني الكبيرة والمزينة بجرأة بزخارف نباتية متأثرة بالخزف الصيني، حيث لم يكن الخزف يصنع في البلدان الإسلامية حتى العصر الحديث.
تطور الخزف الإسلامي
العصور الوسطى: صنع الخزافون الإسلاميون في العصور الوسطى عالماً مجيداً من الأواني الفخارية، وازدهرت حرفتهم المتواضعة كفن رائع والتنوع في أساليبهم، وكان انشغالهم هو تقنيات الزخرفة السطحية، وعلى الرغم من إعجابهم بالخزف الفاخر والأواني الحجرية التي بدأ استيرادها من الصين في أوائل العصور الوسطى، فقد افتقر الخزافون الإسلاميون إلى الصلصال القاسي اللازم لتكرار صلابتهم الهائلة، وقاموا بأعمال فنية مختلفة، وصنعوا الأوعية والأباريق والأشياء الأخرى وجلب لهم أفكار وابتكارات جديدة من الألوان ومجموعة لا مثيل لها من الزخارف المعقدة، وفي أواخر القرن التاسع، صنع الحرفين الإسلاميون أشكال مختلفة من الخزف، وتغيرت الأساليب والتقنيات على مر السنين، وكانت تختلف من منطقة إلى أخرى.
الخزف في العصور الوسطى
اتبع الخزافون الإسلاميون طرق عديدة لتميز أعمالهم وتجعلها واحدة من الحركات الإبداعية العظيمة في فن الخزف، ولقد خدموا جميع مستويات المجتمع، ولكن أجود أنواع الخزف المصقول تم تصميمه لأفراد الطبقات الوسطى، لأنهم متميزون بخزف الملون والأشياء الجميلة، وقاموا بصنع الأواني الظلية التي تتميز بخلفيتها السوداء، ويتم إنتاجها بتقنية تتكون من طلاء الجسم بزلة سوداء سميكة، وتُنقش الزخرفة منها، وبعد وقت يتم وضع طبقة من طلاء زجاجي شفاف عديم اللون أو طلاء ملون، للحفاظ عليها من الخدوش، وعادة ما يكون أزرق أو أخضر، وقاموا باستخدام هذه التقنية، بشكل بسيط في القرن التاسع، وبعد ذلك يقوموا بمزج الألوان مع طبقة صلصال سميكة غير شفافة، وفي العصور الوسطي قاموا برسم الكثير من صور الحيوانات والبشر على الزخارف، ويوجد العديد من الأمثلة الموجودة في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
العصور الوسطي
العصر العباسي: في العصر العباسي قاموا باختراع أساليب جديدة لصنع الخزف بطريقة مبتكرة، وصنع مجموعة جديدة من الأشكال والزخارف الزخرفية التي لم يسبق رؤيتها في السوق، ومجموعة كاملة من السيراميك التي تلبي متطلبات الأذواق المحلية وتلبي الرغبة في نمط صيني، وتشمل الزخارف المستخدمة خلال هذه الفترة أشكال أوراق وكتابات خطية متميزة، وكان التطور الرئيسي في العصر العباسي هو التزجيج اللامع الذي يضيف لمعانًا بألوان قوس قزح إلى السيراميك، وأعطى هذا التطور للخزافين مزيدًا من العمق اللوني حيث أنه باستخدام تقنيات التزجيج التقليدية يمكن استخدام زجاجين أو ثلاثة فقط دون المخاطرة بمزج الألوان، وتم إنشاء التزجيج باستخدام أحد أغلى الأصباغ، ولذا فإن تطويره وتطبيقه هو علامة على الثروة والقوة لدى العباسيين، وكانوا يقومون بتوزيع الخزف في جميع أنحاء الإمبراطورية الإسلامية.[2]
تزجيج على الخرف العصر العباسي
العصر الفاطمي: كان الفن الفاطمي معروف بثراء زخارفه، ويجسد إبداع الحرفيين، وتعتبر القطع الخزفية ذات الصبغات المعدنية (المصقولة) والتي تعود إلى العصر الفاطمي وهي من أفضل الأمثلة على الخزف الإسلامي، وتم إحياء تقنية الخزف المصقول، والتي تم تطويرها في الأصل في العراق، وأيضًا في مصر وسوريا، وكانت الأواني الخزفية الفاطمية، مطلوبة بشدة في إيطاليا حيث تم استخدامها إما لتزيين الواجهات أو كأواني دينية، وتم تزيين قوارير وأكواب وأباريق زجاجية كبيرة مصنوعة في ورش القاهرة بزخارف نباتية وأشكال هندسية بعدة ألوان، وكان الحرفيون الفاطميون أول من صنع أشياء زخرفية من هذا النوع بالحجم الكبير، ومن أشهر الزخارف اللامعة، والتي صنعت في مصر الفاطمية في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، وهي عبارة عن حوض أو إناء دائري مجوف، وتم تضمينه هذا الحوض في إحدى واجهات كنيسة سان سيستو في بيزا، ومع لوحات خزفية أخرى لتزيين المبنى.
حوض فاطمي.
وبسبب ثراء البلاط الفاطمي قامت نهضة في الفنون الزخرفية، ومما جعل القاهرة أهم مركز ثقافي في العالم الإسلامي، وأصبحت القاهرة القديمة، والمعروفة باسم الفسطاط، مركزًا رئيسيًا لإنتاج الفخار والزجاج والأشغال المعدنية والصخور الكريستالية والعاج والنحت على الخشب، واقاموا أسلوب جديد أكثر دقة في صناعة الفخار، وأظهر النحاتون من الكريستال الصخري مهارة كبيرة في أعمالهم، وقاموا أيضًا بنحت الخشب والمجوهرات بنفس المهارة والابتكار، وابتكر الفنانون الفاطميون زخارف زخرفية جديدة وزادوا من استخدام الأشكال التصويرية، والبشرية والحيوانية، وكانت الأشكال منمقة ولكنها مفعمة بالحيوية.[3]