التقوى أحد أهم الأسباب لدخول الجنة
التقوى أحد أهم الأسباب لدخول الجنة، وذلك لما روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله أن النبي صلَّ الله عليه وسلم سُئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق)، والتقوى كما يقول ابن كثير رحمه الله: (وأصل التقوى التوقي مما يكره، لأن أصلها وقوى، من الوقاية)، أي أن التقوى هي البعد والحذر مما يكره الله سبحانه وتعالى.
وفي تفسير ابن كثير رحمه الله : (عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى، فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك؟ قال: بلى، قال: فما عملت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى)، وقال في هذا المعنى ابن المعتز: (خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى، واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى، لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى).
التقوى أن تفعل ما أمر سبحانه وتعالى، وتجتنب ما نهى عنه، يقول ابن حبيب في معنى التقوى: (إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: يا أبا علي وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله)، وقد ورد عن علي رضي الله عنه أنه عرّضف التقوى بأنها: (الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل)، وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى أنه قال: (ليس تقوى الله بصيام النهار، ولا بقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله).
في النهاية اعلم أخي الكريم أن الله أمر بالتقوى، يقول تعالى في كتابه: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)، أي أن التقوى هي وصيته سبحانه وتعالى لعباده جميعًا.[1][2][3]
وعد الله المتقين
- تفريج الكربات، والكفاية من الرزق.
- تيسير الأمور.
- البركات والخيرات.
- الفوز بمحبة الله ومعيته.
- النجاة من النار.
- يُحشر المتقين يوم القيامة مكرمين آمنين.
- يدخلون الجنة
وعد الله سبحانه وتعالى المتقين بعدة منح ربانية إثابةً لهم على تقواهم، وإليك ما وعد الله سبحانه وتعالى المتقين:
تفريج الكربات، والكفاية من الرزق: يقول تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ).
تيسير الأمور: يقول تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً).
البركات والخيرات: يقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
الفوز بمحبة الله ومعيته: يقول تعالى: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، ويقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، ويقول سبحانه وتعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
النجاة من النار: يقول تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً)، وقال: (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
يُحشر المتقين يوم القيامة مكرمين آمنين: قال تعالى: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً).
يدخلون الجنة: قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ)، وقال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
يقول سبحانه وتعالى عن جزاء المتقين في الآخرة: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ، كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ، يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ، لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيم، فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[3]
الأسباب لدخول الجنة
- صلاة الصلاة المكتوبة.
- صيام رمضان.
- إيتاء الزكاة.
- اجتناب الكبائر.
ورد عن جابر بن عبد الله أن رجلا سأل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم فقال: (أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئا، اأدخل الجنة؟ قال: نعم، قال: والله لا أزيد على ذلك شيئا)، وعن أبي هريرة، وأبي سعيد عن النبي صلَّ الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء، ثم تلا: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
ومن الأدلة على أن من أدى الفرائض، واجتنب الكبائر دخل الجنة: ما ورد في الصحيحينِ عن أبي هريرة: (أن أعرابيا قال: يا رسول الله، دُلَّني على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنة، قال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتُقيم الصلاة المكتوبة، وتُؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد على هذا شيئا أبداً، ولا أنقص منه، فلما ولى، قال النبي صلَّ الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا).
وما ورد في الصحيحين عن طلحة بن عبيد الله: (أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس، إلا أن تطوع شيئا، فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الصيام؟ فقال: شهر رمضان, إلا أن تطوع شيئا، فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة؟ فأخبره رسول الله صلَّ الله عليه وسلم بشرائع الإسلام، فقال: والذي أكرمك بالحق، لا أتطوع شيئاً، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا، فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق).[4]
الإيمان شرط لدخول الجنة
من لم يؤمن فقد كفر، أو أشرك، وهل يدخل الجنة كافر؟ لذا فالإيمان شرط لدخول الجنة، حُرِّمت الجنة على المشركين، يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)، وورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال لا ينفعه، إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين).
فمهما كان الإنسان خيِّرًا، جميل الخلق لاينفعه ذلك إن لم يؤمن بالله، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)، أي أن الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يُغتفر، ولا يمكن أن يدخل صاحبه الجنة.
والإيمان هو تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالقلب، والجوارح، فالعمل جزء من الإيمان، ومن لم يعمل بإيمانه فلم يؤمن، وهذا رأي أهل السنة، أن الإيمان يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، يقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا).[5][6]