من الأعمال القلبية المفسدة للأخوة
- الطمع في الدنيا أو ما في أيدي الغير والحقد والحسد.
- برود العاطفة والجمود في التعامل.
- ضيق الصدر والأفق عند سماع النصح والمشورة.
- سوء الظن والشك بدون بينة والاتهام بلا دليل.
- النفاق والتكبر والاستعلاء وحب التسلط والأنانية.
الأخوة لا تعني فقط صلة الدم، بل العلاقات الطيبة والودية التي تجمعنا بالمحيطين بنا، سواء عائلة أو أصدقاء أو جيران، الأخوة تعتمد على المبادئ السامية وتعاليم الدين التي أمرنا بها الله عز وجل، وردت الكثير من الأدلة التي تؤكد على أهمية الاخوة في ديننا الحنيف على سبيل المثال، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الإمام مسلم، (حول العرش منابرُ من نور، عليها قوم لباسُهم نور، ووجوههم نور، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، قالوا: صِفهم لنا يا رسول الله، فقال: المتحابون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاورون في الله.
الطمع في الدنيا أو ما في أيدي الغير والحقد والحسد: من الأعمال القلبية المفسدة للأخوة، الطمع فيما يمتلكه الغير، أو الطمع في نعم الدنيا بشكل سيء، بشكل يعتمد على الحقد والحسد، الطمع في الناس وأرزاقهم والطمع في نعم الدنيا بشكل مبغض، هو السبب الرئيسي وراء انتشار البغضاء والكراهية ليس بين الأخوة فقط، بل بين الناس جميعاً، وردت الكثير من الآيات القرآنية، التي تحذرنا من الوقوع في هذا الجرم، الذي يؤدي لسوء الأمور والتعاملات بين الأشخاص، على سبيل المثال الآية رقم 131 من سورة طه وهي (وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، الحياة من حولنا زاخرة بالكثير من العلاقات التي تحولت كلياً من قمة المحبة إلى العداء الواضح والصريح، نتيجة نظر الأشخاص في أرزاق بعضهم البعض ونصيبهم في الدنيا، وهذا يتنافى مع جاء به الإسلام وهو أن المسلمين أخوة.
برود العاطفة والجمود في التعامل: المحبة بين الأخوة، هي عاطفة مقرها القلب والوجدان، فمن خلال هذه العاطفة يتم إظهار الود والتعاطف والحب، لكن عند غياب كل هذا، ثم يحل البرود في القلب والمشاعر، تبدأ المفسدة بين الأخوة، لأن هناك الكثير الذين يعتقدون أن إظهار الود والمشاعر الطيبة والتعبير عنها بالكلمات شيئاً غير هاماً على الإطلاق، وأن الأفعال كافية على إظهار الحب، لكن هذا يؤول في النهاية إلى عواقب غير مستحبة وكره بين الاخوة، الحب والبشاشة والابتسام اعمال تنبع من القلب، من الضروري الحرص عليها للحفاظ على العلاقات الاجتماعية والأسرية.
ضيق الصدر والأفق عند سماع النصح والمشورة: من الأعمال القلبية التي تفسد العلاقات الأخوية، وتخلق حاجزاً بين الأشخاص، هو ضيق الصدر عند سماع النصيحة، أو ضيق الأفق عند تلقي النصح أو المشورة، هذه الطريقة فيها كبر واستعلاء، والتقليل من قيمة الأخرين، لان ذلك يؤدي إلى تجاهل النصح والأخذ بآراء وتجارب الآخرين، وهذا ما يتنافى مع مبادئ الأخوة الحسنة، بالإضافة إلى أن هذا الأمر مخالف للدين، الذي يدعو للمشورة، التي كان يحرص عليها أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مع زوجاته وأصدقائه.
سوء الظن والشك بدون بينة والاتهام بلا دليل: من مفسدات الأخوة والعلاقات الطيبة بين الأشخاص، هو التشكيك في نواياهم دون أدلة واضحة أو بينة، ثم البدء في الظنون السيئة والريبة تجاههم، الظن السيء من الأمور التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، مثل الآية 12من سورة الحجرات، جاء فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)، من أداب التعامل هو الأخذ بظواهر الأمور، وتوكيل السرائر لله سبحانه وتعالي، لأننا لا نراها، من عواقب سوء الظن بين الأخوة أيضاً، هو الترصد للأفعال والوقوف على الزلات والأخطاء وتبادل الاتهامات دون دليل، بهدف إثبات الظنون السيئة، يصبح التعامل فقط بغرض إثبات ان الشكوك صحيحة وليس نفيها.
النفاق والتكبر والاستعلاء وحب التسلط والأنانية: كل هذه صفات مفسدة للعلاقات بين الأخوة، ليس ذلك فقط بل تخلق جواً من العداء والضغينة، عندما تعامل أخاك بطريقة تختلف عما تضمره له في قلبك، عندما تقوم بالاستعلاء عليه في حضوره سواء بينكما فقط أو أمام الناس في مهارة أو رزق قد حرم منه، أو بهدف التباهي بالذات، ليس ذلك فقط التسلط والوقوف على التصرفات والأخطاء، بشكل ينفر ويصيب من أمامك بالحزن، بجانب الأنانية والتفكير في المصلحة الذاتية، بغض النظر على العواقب الخاصة بالمحيطين، وكل هذه التصرفات نهانا عنها ديننا الحنيف.
من مفسدات الأخوة بالقول واللسان :
- الجرأة في الحديث وعدم الالتزام بالأدب.
- النصح أمام الناس.
- الغيبة والنميمة.
- كثرة العتاب والوقوف على الزلات والأخطاء.
- إفشاء السر.
- كثرة الحديث عما يغمه ويضر به.
الجرأة في الحديث وعدم الالتزام بالأدب: كما أوضحنا المفسدات القلبية بين الأخوة، نستعرض أيضاً الأفعال التي نقوم بها بالقول واللسان، وتفسد أيضاً الود والاحترام بين الأخوة ومنها، رفع الصوت، الصراخ، الجرأة في القول، عدم اتباع أداب الحوار ومقاطعة الغير عند التحدث أو عدم إعارتهم الاهتمام، التحدث بأسلوب حاد وكلام فظ أو السب والتناحر والتراشق بالألفاظ، بشكل يسئ للأخرين ويجعلهم يشعرون بالحزن في داخلهم، أمرنا الإسلام أن لا نرفع أصواتنا عند الحديث، لأن أنكر الأصوات لصوت الحمير، وأيضاً أن ننتقي الكلمات الطيبة في الحديث، فحسن القول وطيب الكلمات صدقات نثاب عليها.
النصح أمام الناس: من مفسدات الاخوة التي نرتكبها باللسان، هو توجيه النصح للأشخاص أمام الناس بشكل عام، هذا الفعل يفسد العلاقات الطيبة بين الناس، لأن توجيه اللوم أو النصيحة، يجعل عيوب الأشخاص أمام الملأ، وطبيعة الإنسان تكره أن تظهر عيوبه للعلن، ليس ذلك فقط الناس تعير ولا تغير، لذلك يأمرنا ديننا ألا تكون النصيحة أمام الناس، إلا إذا استدعت الضرورة لذلك.
الغيبة والنميمة: تعتبر الغيبة والنميمة من أكثر الأفعال المفسدة لمشاعر الأخوة، وتفسد المجتمعات بالكامل وليس على مستوى الأفراد فقط، التحدث عن الأخرين بما يسيء إليهم أو سرد عيوبهم في ظل غيابهم، كل هذه التصرفات تخلق جواً يسوده الفتنة والتشاحن والعداء المستمر.
كثرة العتاب والوقوف على الزلات والأخطاء: المعاتبة الطيبة لا تفسد الود بين الأخوة، لكن كثرة العتاب وعم التغاضي عن بعض الأمور، والوقوف على كل صغيرة وكبيرة، هو الذي يميت العلاقات الطيبة ويمحي الحب والمشاعر بين الأشخاص، من القواعد المهمة في التعامل هو أن ندرك أن جميعنا يرتكب الأخطاء وكل شخص لديه جوانب إيجابية وأخرى سلبية.
إفشاء السر: إذاعة أسرار الغير هي ليست مفسدة للأخوة فقط، لكنها من الأفعال التي نهانا عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الأحاديث التي أكدت على ضرورة حفظ السر هي (أن الرجل إذا حدث أخاه بحديث ثم التفت فهو أمانة)، إفشاء السر هو خيانة ثقة الأشخاص، خاصةً لو حدث هذا أثناء فترات المشاحنات أو الخصومة.
كثرة الحديث عما يغمه ويضر به: من أسباب محو الود وكثرة الخلافات والضغائن بين الأخوة، هو الحديث للغير عما يضرهم ونقل كل خبر يسيء إليهم أو يؤثر سلباً على حالتهم النفسية، خاصةً إذا كان الكتمان هو ما يفيده ويدفع الضرر عنه، قال الإمام يحي بن معاذ (ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة، إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه وإن لم تمدحه لا تزمه).
أهمية الأخوة في الله
- الأخوة تزيل المشاعر السيئة والضغائن بين الناس.
- الأخوة في الله تعزز من العلاقات السليمة الصحية بين الأفراد.
- تقضي على الغيبة والنميمة.
- تفيد في التخلص من فحش القول والتناحر والاعتداء بالكلام والأفعال.
- وقاية من الأمراض التي تصيب الافراد والمجتمعات مثل الحقد، الغيبة، النفاق والكذب وغيرها من الأخلاقيات السيئة، التي نهى عنها الدين. [1] [2]