من اساليب قريش في مواجهة الدعوة
- السخرية من المسلمين والاستهزاء بهم
- تشوية التعاليم الإسلامية ومحاولة ردع الناس عن تصديق النبي عليه الصلاة والسلام
- إثارة الشكوك حول الإسلام
- مساومة النبي عليه الصلاة والسلام على الإسلام
- أسلوب معاجزة النبي عليه الصلاة والسلام وطلب معجزات لمجرد التعجيز فقط
السخرية والاستهزاء بالمسلمين: لجأت قريش لمواجهة الدعوة للسخرية من المسلمين. وكانوا يسخرون من الضعفاء الذين يتبعون النبي عليه الصلاة والسلام. ويعتبرون أن هذا الدين هو دين المستضعفين فقط، قال تعالى في وصف ما يقوله الكافرون {أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا } (الأنعام 53) .
ولم تقتصر السخرية على المسلمين فقط. بل تجرأت قريش على السخرية من النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بالساحر والمجنون. قال تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ. وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ. وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ. وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ] سورة المطففين
تشويه التعاليم الإسلامية: كانت قريش تسخر من النبي عليه الصلاة والسلام لأنه كان بشرًا نبيًا وليس أميرًا أو ملكًا. ووصل بهم الكفر لكي يقولوا عن القرآن الكريم أنه إفك. قال تعالى: : أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفرقان: ٥] إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ [الفرقان: ٤]
إثارة الشكوك حول الإسلام: كانوا يحاولون تشويه الإسلام وتشويه القرآن الكريم، قال تعالى: إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ [النحل: ١٠٣]
مساومة النبي عليه الصلاة والسلام على الإسلام: بعد فشل قريش في ثني النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسلام بقوة. حاولت أن تساومه على الإسلام. من المساومات المثيرة للسخرية التي عرضتها قريش هي عبادة الله في يوم وعبادة الأصنام في يوم آخر. وعرضوا على النبي الاشتراك في عبادة الله وعبادة الأصنام. وما كان من النبي عليه الصلاة والسلام إلا أخبرهم بقول الله عز وجل الذي نزل أنذاك: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ السورة كلها
اشتداد تعذيب قريش للمسلمين
بعد أن حاولت قريش مواجهة الدعوة بالعديد من الأفعال مثل السخرية والاستهزاء. ورأوا تمسك المسلمين بإسلامهم أمام كل محاولات إغرائهم. وبعد فشل أساليب تشويه الدعوة الإسلامية وتشويه القرآن الكريم ومحاولة صد المسلمين عن سماع النبي عليه الصلاة والسلام. وفشل المساومة أيضًا والاشتراك على عبادة الله الواحد الأحد مع الأصنام لجأت قريش لأسلوب التعذيب واضطهاد المسلمين وإنزال أشد العذاب بهم.
قررت قريش أن تسخر كل جهودها في محاربة الإسلام والمسلمين. وبدأوا بالمسلمين المستضعفين مثل بلال الذي عذبه أميه بن خلف فكان يضع صخره عظيمة فوق ظهره في عز الظهيرة. لكن بلال أبى أن يكفر بالله بالرغم من شدة العذاب. وكان يقل “أحد أحد”.
من المسلمين الآخرين الذي لاقوا الكثير في سبيل نصرة الإسلام هم آل ياسر وكانت سمية، وهي أم عمار بن ياسر، أول شهيدة في الإسلام. وكان أبو جهل يعذبهم في الحر، ويضع على صدرهم الصخر حتى يثنيهم عن عبادة الله الواحد الأحد.
نذكر أيضًا خباب بن الأرت الذي لاقى أنواع مختلفة من التنكيل بسبب إسلامه. حيث كان المشركين يضعون عليه فحام ملتهبة حتى يتلوى من الألم، فأي ألم ذاقه هؤلاء المسلمون في سبيل إسلامهم!! وما أبعد حالنا اليوم عن حالهم!
لم تقتصر حملات الأذى فقط على المسلمين المستضعفين، فقد حاولت قريش أن تطال النبي عليه الصلاة والسلام أيضًا بالرغم من أنه كان من أشراف القوم وفي منعة أبي طالب وهو من أشراف مكة. ومن الكفار الذين تجرؤا على إيذاء النبي أبو لهب الذي طلق ولديه من ابنتي النبي عليه الصلاة والسلام رقية وأم كلثوم بعد أن كانوا متزوجين من أبنائه قبل بعثة النبي. وكانت زوجة أبي لهب أيضًا تؤذي النبي وتعاديه وتضع الشوك في طريقه وعلى بابه.
كيف واجه المسلمون اذى قريش ومواجهة الدعوة
اتخذت قريش كل الاسباب الممكنة في مواجهة الدعوة الإسلامية. بالرغم من فشل كل أساليب قريش في النهاية. لكن هذا يعود لذكاء النبي عليه الصلاة والسلام في التعامل مع أساليب قريش ونصرة الله عز وجل. وتعامل المسلمون مع اضطهادات قريش من خلال:
- دار الأرقم: وهي مرحلة الدعوة السرية
- الهجرة الأولى إلى الحبشة
- إسلام حمزة وعمر بن الخطاب
- الهجرة إلى المدينة المنورة
- الغزوات
دار الأرقم: بدأت الدعوة سرًا لتفادي أذية كفار قريش. وكان النبي عليه الصلاة يدعو الناس إلى الإسلام في السر. وكان ذلك لحكمة وهي زيادة عدد المسلمين في البداية وهذا لصالح حماية المستضعفين من المسلمين وحماية الإسلام
الهجرة الأولى إلى الحبشة: بعد اشتداد أذى قريش لكل مسلم يعلن إسلامه، نزلت سورة الكهف وكان فيها معاني كثيرة أرشدت المسلمين إلى الهجرة لحفظ الدين، مع التوكل على الله. قال تعالى: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً [الكهف: ١٦] .
أي أن الله عز وجل متكفل بنصرة المؤمنين وهو يوفي الصابرين أجرهم بدون حساب. فهاجر المسلمون إلى الحبشة فرارًا بدينهم وعرضهم.
إسلام حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب: إسلام هذين الرجلين كان ضربة قوية لقريش. لأنهم كانوا من شجعان قريش وخيره القوم، وبعد إسلامهم تحول الإسلام من السر إلى الجهر. عن صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه، قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام
الغزوات: حارب النبي عليه الصلاة والسلام قريش وكانت أول غزوة بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام هي غزوة بدر التي أظهرت قوة المسلمين ونصرهم على أعدائهم وكانت بداية مكللة بالنجاح لما بعدها بالرغم من العثرات الكثيرة التي واجهها المسلمون.
ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم أمام قريش
مع كل عوامل الاضطهاد، قد يتساءل الشخص، ما الذي ساعد المسلمين على الثبات، والأسباب ببساطة هي:
- الإيمان بالله تعالى والتوكل وعليه. فمن ذاق حلاوة الإيمان يستطيع محاربة كل شيء
- قيادة النبي عليه الصلاة والسلام وهو أفضل قائد عرفته البشرية جمعاء وليس المسلمين فقط
- تثبيت الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين بالقرآن الكريم، فهو كان تارةً يبشر المسلمين وتارةً يصور لهم عذاب الكافرين.
- حب المسلمين الشديد للنبي عليه الصلاة والسلام والاستعداد للتضحيه
- الشعور بالمسؤولية العظيمة تجاه الإسلام
- الإيمان بالحياة الآخرة ومعرفة أن الدنيا هي دار فناء وليست دار بقاء [1]