قارن بين المرحلتين الثالثة والرابعة من مراحل كتابة السنة
المرحلتين الثالثة والرابعة من مراحل كتابة السنة “أوجه التشابه“:
- تم تدوين الأحاديث في كُتبٍ مُصنفة.
- تم تدوين الأحاديث ضمن مجموعة تصنيفات اعتمادًا على الأبواب العلميّة أو المسانيد.
المرحلتين الثالثة والرابعة من مراحل كتابة السنة “أوجه الاختلاف“:
- جاء التدوين في المرحلة الثالثة عن طريق المزج بين ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أقوال وفتـاوى الصحابة.
- كانت المرحلة الثالثة من كتابة السنة في القرن الثاني هجريًا، أما المرحلة الرابعة فجاءت في القرن الثالث هجريًا.
- تم التدوين في المرحلة الرابعة دون المزج بين أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أقوال الصحابة والتابعين له.
- كانت المؤلفات قليلة العدد في المرحلة الثالثة، بينما بلغ التدوين غايته بالمرحلة الرابعة ودُوّنت أغلب كتب السنة النبويّة.[1]
ما هي السنة النبوية
عُرفت السنة النبويّة على أنها كل ما نُقل وأُثـر عن النبي صلى الله عليه وسلم، سواء فعل أو قول، أو صفات النبي الخُلقيّة، وانقسمت السنة النبويّة إلى عدّة أقسام “سنة القول – سنة الفعل – سنة التقرير”
سنة القول: تُعرف سنة القول بـكل ما ذُكر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، في شؤون الحياة الدينية والدنيوية.
سنة الفعل: جاءت السنة الفعلية توضيحًا لـ أفعال النبي صلى الله عليه وسلم، من الوضوء والصلاة وغيرها من الأمور.
سنة التقرير: أُطلق عليها السنة التقريرية كونها تناقش كـل ما أقرّه النبي صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فـعل أو أمر قد وصل إليه.[2]
مراحل تدوين السنة النبوية
- المرحلة الأولى “الكتابة في عهد النبي وأصحابه”.
- المرحلة الثانية “تدوين الحديث في أواخر عهد التابعين”.
- المرحلة الثالثة “تأليف السنة على هيئة كتب مُصنفة”.
- المرحلة الرابعة “مرحلة إفراد أحاديث النبي بالتصنيف”
المرحلة الأولى “الكتابة في عهد النبي وأصحابه”: حدثت المرحلة الأولى من كتابة السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم وذلك بالقرن الهجري الأول، وفي تلك المرحلة نهى النبي صلي الله عليه وسلم عن تدوين ما يقوله من أحاديث خوفًا من خلط الناس بينها وبين كلام الله عز وچل في القرآن الكريم، إذ ذُكر عن “أبي سعيد الخدري” أنَّ رسول الله قال “لا تكتبوا عني، ومن كتـب عني غيـر القرآن فليمحه”.
ولكن عن حفظ السنة في بادئ الأمر فكانت وسيلتها الوحيدة هي حفظ الأحاديث حفظًا مُتقنًا كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم، من ثم قد منح النبي صلي الله عليه وسلم الإذن لبعض الصحابة، ونـجد ذلك في قول أبو هريرة “ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنـه يكتب ولا أكتب” ويعني ذلك أنَّ أبو هريرة كان يحفظ الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فليس أحد أكثر روايةً للأحاديث عن أبو هريرة إلا عبدالله بن عمرو الذي كان يدوّن الحديث عن النبي.
والدليل على إذن النبي لبعض الصحابة بتدوين الأحاديث أيضًا هو قول عبدالله بن عمرو “كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله أريد حفظه، فنهتني قريـش وقالو: أتكتب كل شيء تسمعه من رسول الله، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لـرسول الله فقال: “اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق”، كذلك كتب بعض الصحابة عن السنة النبويّة وكان لديهم صحف، وأبرزهم كان “علي بن أبي طالب، جابر بن سمرة” وغيـرهم،
المرحلة الثانية “تدوين الحديث في أواخر عهد التابعين”: جاءت تلك المرحلة من كتابة السنة في القرن الثاني الهجري، وتميّزت بتدوين السنة النبوية ولـكن دون ترتيب مُحدد، إذ أمر “عمر بن عبد العزيز” كلاً من “أبا بكر بن حزم – ابن شهاب الزهري” بتجميع السنة النبويّة، فجاء عن عمر بن عبد العزيز قوله “انظروا حديث رسـول الله فاجمعوه واحفظوه، فإني أخاف دروس العلم وذهاب العلماء”.
المرحلة الثالثة “تأليف السنة على هيئة كتب مُصنفة”: جاءت تلك المرحلة لتصنيف وتدوين السنة النبويّة ضمن ترتيبًا مُحددًا عكس المرحلة الثانية التي دونت الأحاديث بشكلٍ عام دون ترتيب مُحدد، إذ صُنفت الأحاديث طبقًا لـ موضوعاتها مثلا موضوعات “الإيمان، العلم، الطهارة، الصلاة”… وما إلى ذلك، كما جمعت تلك المرحلة بين أقوال رسول الله عليه الصلاة والسلام ومزجها مع أقوال الصحابة والتابعين له، وقام موطـأ الإمام مالك بن أنس بتدوين كتابه في تلك المرحلة.
المرحلة الرابعة “مرحلة إفراد أحاديث النبي بالتصنيف”: كانت المرحلة الأخيرة من تدوين السنة النبويّة وجاءت في بداية القرن الهجري الثالث، تناولت المرحلة الرابعة جمع وترتيب أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم، دون خلطها أو مزجها مع أقوال الصحابة والتابعين لـ رسول الله إلا بقدرٍ بسيط بخلاف المرحلة الثالثة، وكان فيها التدوين اعتمادًا على المسانيد أي ذِكر أحاديث “أبي بكر، وعمر” … وغيرهم من بقية الصحابة في رواية الأحاديث.
اشتهر “مسند الإمام أحمد، ومسند الحُميدي” في تدوين تلك المرحلة، وبلغت غايتها من التدوين للأحاديث في منتصف القرن الهجري الثالث، حيث تميّز الإمام البخاري، ومسلم في توسُّع تدوين السنة النبويّة، وكتابة السنن ومنها “سنن أبي داوود، سنن الترمذي، سنن ابن ماجه، سنن الدارمي”، وغيرهم.[1]
اذكر واحد من العلماء الذين كان لهم دور بارز في تدوين السنة في كل مرحلة من المراحل
[size]المرحلة الأولى من كتابة السنة: كان “عبدالله بن عمرو” الصحابي الأكثر تدوينًا لكـل ما يسمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء ذلك واضحًا عن قـول أبو هريرة “”ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو، فإنـه يكتب ولا أكتب”.
[/size]
المرحلة الثانية من كتابة السنة: “ابن شهاب الزهري” حيثُ أمره عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بجـمع السنة النبويّة، إذ قال عمر بن عبد العزيز قوله “انظروا حديث رسـول الله فاجمعوه واحفظوه، فإني أخاف دروس العلم وذهاب العلماء”.
المرحلة الثالثة من كتابة السنة: كان “موطـأ الإمام مالك بن أنس” هو العالم البارز في تلك المرحلة لتدوين وكتابة السنة النبوية، ولكن تم فيها المزج بين أقوال النبي والصحابة رضي الله عنهم.
المرحلة الرابعة من كتابة السنة: “الإمام البخاري” حيثُ تم التوسّع في تدوين وتصنيف كتابة السنة النبويّة، ووصلت إلى غايتها بكتابة السنن، مثل “سنن أبي داوود، سنن الترمذي” وغـيرهم.[1]
من هم أصحاب الكتب الستة
- الإمام البخاري.
- الإمام مسلم.
- الإمام أبو داود.
- الإمام الترمذي.
- الإمام النسائي.
- الإمام ابن ماجه.
الإمام البخاري: قـام الإمام البخاري بجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فجمع أكثر من 600.000 حديثًا، وتوفى عام 256 هـ عن عمر الـ 62 عامًا، ويمكنك تحميل كتاب صحيح البخاري من هنا.
الإمام مسلم: اشتهر بكتابه صحيح مسلم في تدوين السنة النبوية، إذ استغرق تأليفه معه ما يقرب لـ خمس عشرة سنة، وجاء كتابه بعد صحيح البخاري، ويمكنك تحميل كتاب صحيح مسلم من هنا.
الإمام أبو داود: هو سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن إسحاق بن بشير الأزدي، قام بـجمع ما يقرب لـ 5300 حديثًا في كتابه سنن أبو داود.
الإمام الترمذي: تتلمذ الإمام الترمذي على يد الإمام البخاري، كما اشتهر بأمانته وحفظه ووِسع علمه، إذ كان يطوف البلاد لجمع الروايات الصحيحة.
[size]الإمام النسائي: هو أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي، إذ عُرف بتقوته وورعه، وتوفى سنة 303 هـ عن عمر 85 عامًا.
[/size]
الإمام ابن ماجه: قام بتصنيف 3 كتب “كتاب في التفسير، كتاب في التاريخ، وكتاب السنن”، توفي ابن ماجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين عن عمر 64 عامًا.[3]