الدروس المستفادة من قصص الأنبياء
- العظة والعبرة .
- الإقتداء بهم .
- الاهتداء بها .
- تعلم الأخلاق .
- الصبر .
- الثبات على المصائب .
قد يتسائل عديد من طلاب العلوم الشرعية ما الدروس المستفادة من قصص الأنبياء؟ فيجب أن نعلم أن العبر المأخوذة من دراسة قصص الأنبياء عديدة ولا يمكننا حصرها وإحصائها؛ حيث قال الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”، وجاء في التفسير معنى الآية أن يعتبر بقصص الأنبياء أهل الخير وأهل الشر، وأن يهتدي بها جميع البشر، وفيها دعوة للتخلق بأخلاقهم؛ ومن أهمها الصبر، والثبات على المصائب والمحن التي تعرضوا لها في سبيل الدعوة.
وقال الله –عز وجل-: “وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ”، أي أن قصص الأنبياء –عليهم السلام- تثبت القلب وتصبره، كما صبر أولو العزم من الرسل، كما أن نفوسنا تألف بالإقتداء بهم والإتعاظ بقصصهم.[1]
فوائد دراسة قصص الأنبياء
- في الإقتداء بهم طاعة لله –سبحانه وتعالى-.
- في دراسة حياة الأنبياء أكبر العظات والعبر.
- تكشف للدعاة الصراع الطويل بين الحق والباطل.
في الإقتداء بهم طاعة لله –سبحانه وتعالى-: قد أمرنا الله –عز وجل- بالإتقداء بالرسل، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: “وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قوامه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم، ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين، وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين، ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون، أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين، أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين”، وجاء في تفسير الطبري –رحمه الله- في الآية الأخيرة أن الله –سبحانه وتعالى- أمرنا بالإقتداء بهدى الرسل –عليهم السلام- والعمل به، فإن العمل به فيه رضا الله –عز وجل-.
ومن الآيات التي ورد فيها أمر الله بالاقتداء بهدي الأنبياء قوله تعالى في سورة الممتحنة: “قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم والعداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير”.
في دراسة حياة الأنبياء أكبر العظات والعبر: نأخذ من قصص الأنبياء –عليهم السلام- أعظم العظات والعبر في حياتنا الدنيوية وفي الدعوة إلى الله –تعالى-، سواء كانت هذه العبر في الإيمان الصادق والتوحيد الذي كانوا عليه أنبياء الله، أو أخلاقهم وسلوكهم وهديهم ومنهجهم وصبرهم في الدعوة إلى الحق ورفض الباطل وأهله؛ فيقول شيخ الإسلام -رحمه الله-: “في قصص هذه الأمور عبرة للمؤمنين بهم، فإنهم لابد أن يبتلوا بما هو أكثر من ذلك ولا ييأسوا إذا ابتلوا بذلك، ويعلموا أنه قد ابتلى به من هو خير منهم، وكانت العاقبة إلى خير، فليتيقن المرتاب، ويتب المذنب، ويقو إيمان المؤمنين، فبها يصح الاتساء بالأنبياء”.
تكشف للدعاة الصراع الطويل بين الحق والباطل: تعلم الدعاة لقصص الأنبياء يعلمهم حتمية الصراع بين الحق والباطل وطرق التمسك بالحق والدعوة إليه، كل هذا كان يبرز بوضوح في قصص الأنبياء –عليهم السلام- وفي الصراع مع أقوامهم.[2]
ماذا نستفيد من قصة النبي نوح
- آداب الدعوة.
- إبطال قول المكذبين.
- إخلاص الأنبياء في عبوديتهم لله هي دليل رسالتهم.
- أهمية الاستعانة بالله.
- الدعاء بالبركة في نزول المنازل.
- أهمية تقوى الله والقيام بواجبات الإيمان.
- تعلم الصبر.
آداب الدعوة: فنجد أن نبي الله نوح –عليه السلام- كان داعيًا لقومه ليل نهار، وسرًا وعلانية، وكان يستغل جميع الأوقات التي من الممكن أن تنجح فيها الدعوة إلى الله، حيث أنه كان حريصًا على قومه ويرغب لهم الثواب العاجل والسلامة من النار، وكان يعمل على دعوتهم وتحذيرهم بالكلام الخفيف، وقام بتبيين البراهين وإقامة الآيات لهم، وصبر على ذلك كغيره من الرسل.
إبطال قول المكذبين: نجد في جميع قصص الأنبياء وجود المكذبين الضالين الذين كانوا يعملون على تضليل رسالات الرسل بأقوال ليس لها أساس من العلم والحقيقة عند كل عاقل، فقول قوم سيدنا نوح –عليه السلام-: “مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ” يدل على أنهم مبطلون مكابرون للحقيقة؛ حيث أنكروا أن الحق جاء على يد بشر.
إخلاص الأنبياء في عبوديتهم لله هي دليل رسالتهم: من أهم الأدلة على صدق رسالة الأنبياء وفضائلها هو إخلاصهم التام لله –عز وجل- في عبوديتهم له، سواءً كانت عبودية قاصرة أو عبودية متعدية كنفع البشر والدعوة والتعليم وما إلى ذلك، وكانوا يقومون بفعل ذلك ويردون على أقوامهم :”وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ”، أي أنهم لا ينتظرون مقابل من فعلهم لهذه الخيرات، كل هذا نتج عنه أن يجعل الله لهم من فضله في الدنيا والآخرة.
أهمية الاستعانة بالله: نتعلم من قصة نبي الله نوح –عليه السلام- أن نستعين بالله في جميع أمورنا وعند الركوب وفي جميع التحركات، وأن نحمد الله ونكثر من ذكره عند النجاة من المصائب والكربات، فقال الله تعالي في سورة هود: “وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا”، وقال في سورة المؤمنون: “فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.
الدعاء بالبركة في نزول المنازل: كما نتعلم من قصة نبي الله نوح –عليه السلام- أن ندعي الله بالبركه في نزول المنازل وفي السفر والإقامات، لقوله –عليه السلام-: “وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ”، وأنه كان دائم استصحاب ذكر الله تعالى ودعاءه.
أهمية تقوى الله والقيام بواجبات الإيمان: تقوى الله والقيام بواجبات الإيمان أحد الأسباب التي تعمل على زيادة رزق الدنيا وكثرة الأولاد وقوة الأبدان.
تعلم الصبر: نجد أن نبي الله نوح –عليه السلام- صبر على قومه في الدعوة إلى الله مئات السنين؛ حيث أنه –عليه السلام- لبث فيهم تسعمئة وخمسون عامًا يدعوهم ليل نهار وسرً وعلانية، وقال الله تعالى في ذلك: “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ”، ونتعلم أنه من ضروريات الصبر عدم استعجال النتائج؛ حيث جاء في حديث رواه البخاري أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: “قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ”.[3]