تسمى ايضا بسورة النعم
سورة النحل .
سميت سورة النحل بسورة النعم، بكسر النون وفتح العين، وذلك بسبب عدد النعم التي ذكرها الله على عباده من نعم جمالية، مادية ومعنوية مثل نعمة الشمس، النجوم، المطر، الولد والزوجة، هي أكثر سورة في القرآن ذكر فيها لفظ نعم كثيراً، سورة النحل عدد آياتها 128، وهي السورة الـ 16 في ترتيب سور القرآن الكريم في المصحف الشريف، نزلت في مكة قبل الهجرة النبوية الشريفة، ولكن السورة بأكملها لم تنزل في مكة، ظروف تنزل سورة النحل، كانت في قمة فترة الصراع بين الحق والباطل، هي السورة الـ 70 في تنزيل السور المكية البالغ عددهم 85 سورة، وكان ترتيب نزولها بعد سورة الكهف، تتكون من 2840 كلمة و7707 حرف، أرجع المفسرون نزول عدد الآيات منها في المدينة، لكن في هذا الأمر اختلف الجمهور فمنهم من يرى أنها سورة مكية بشكل كامل مثل ابن عباس، ابن الزبير والقرطبي، لكن ذكر بعض المفسرون أن السورة نزلت بالفعل في مكة ما عدا أخر 3 آيات نزلوا ما بين مكة والمدينة وهم؛ وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَئِن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَيۡرٞ لِّلصَّٰبِرِينَ (126) وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُ فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ (127) إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ (128).
لماذا سميت سورة النحل بسورة النعم
لما تضمنته من نعم الله العديدة على الإنسان .
ليس ذلك فقط مع ذكر تفاصيل هذه العلم، ثم معرفة كيفية الانتفاع بها والحث على شكر الله عليها، وأطلق عليها السلف اسم سورة النعم، لأن من يقرأها يستشعر جيداً أهمية نعم الله عليه، مما يستوجب عليه شكرها، ليس ذلك فقط بل حذرت الصورة من نكران وجحود النعمة وما يترتب على ذلك من زوالها وغضب الله على العباد.
من أسماء سورة النحل
- سورة النعم.
- سورة الامتنان.
- سورة أتى.
سورة النعم: لأنها تعد نعم وفضل الله على عباده بدايةً من خلقه إلى النعم المختلفة الأخرى، من الهداية إلى المأكل والملبس والمشرب ونعمة الزواج والأبناء وتوضيح نعم القدرة الإلهية.
سورة الامتنان: يرجع هذا المسمى أيضاً إلى مسمى النعم، لأن الله في هذه الصورة أمتن على عبادة بما منحهم من نعم.
سورة أتى: هذه التسمية ترجع إلى الآية التي تبدأ بها سورة النحل أو سورة النعم وهي؛ (أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ).
ماهي النعم التي ذكرت في سورة النحل
- نعمة الوحي ونزول القرآن والهداية إلى الله سبحانه وتعالى.
- خلق الإنسان.
- خلق السماوات والأرض.
- خلق الحيوانات وما يترتب عليها من منافع.
- الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار.
- نعمة الزواج والأبناء.
- النحل وقدرته على شفاء الأمراض.
- نعمة الملابس والمساكن والأثاث.
- شكر النعمة وعدد جحودها.
نعمة الوحي ونزول القرآن والهداية إلى الله سبحانه وتعالى: من أول النعم التي ذكرت في سورة النحل، هي نعمة الاهتداء بدين الله سبحانه وتعالى، وأيضاً ذكر نعمة نزول الوحي واتباع الرسل الذين أرسلوا في كل أمة، لنشر رسالة وتعاليم الدين الصحيح، والرسول صلى الله وعليه وسلم، هو مبلغ القرآن الكريم وحامله، وذكرت الكثير من الآيات في أول السورة وأخرها، لتأكيد وجوب شكر هذه النعمة على سبيل المثال، يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ (2)، وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ (36)، وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ (64).
خلق الإنسان: النعمة الثانية التي ذكرتها سورة النحل أو سورة النعم والتي تستوجب شكر الإنسان، هي نعمة خلقه وهدايته للحق، وذلك جاء في الأية خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ (4)، ثم نعمة خلق الحواس مثل السمع، الإبصار وغيرها من النعم الأخرى، ليحيا الإنسان وينتفع بالدنيا وبالدين، وذلك ما ذكرته الآية 78 من سورة النحل (وَٱللَّهُ أَخۡرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ شَيۡـٔٗا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ.
خلق السماوات والأرض: من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده والتي ذكرتها سورة النعم، هي خلق السموات والأرض، على سبيل المثال، الآية 13 (وَمَا ذَرَأَ لَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَذَّكَّرُونَ)، بالإضافة إلى نعم المأكل والمشروب والنباتات التي هي من أساسيات الحياة والتي تعين الإنسان على الحياة والطاعة وإعمار الأرض، وجاء ذلك جلياً ف الآيات (هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗۖ لَّكُم مِّنۡهُ شَرَابٞ وَمِنۡهُ شَجَرٞ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنۢبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرۡعَ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلۡأَعۡنَٰبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (11).
خلق الحيوانات وما يترتب عليها من منافع: خلق الله سبحانه وتعالى الحيوانات والدواب، لخدمة الإنسان، لركوبها واستخدامها في الزينة وحمل الأمتعة، وذلك ما ذكرته سورة النحل جلياً في الآية 5 (وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ)، والآية 8 (ٱلۡخَيۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةٗۚ وَيَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ).
الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار: ليس ذلك فقط بل ذكرت السورة نعمة خلق الشمس، القمر، النجوم والليل والنهار، وهذا ما جاء في الآية 12 من السورة (وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ).
نعمة الزواج والأبناء: جاء في الآية 72 من سورة النحل والتي قال الله فيها سبحانه وتعالى (وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَزۡوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةٗ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِۚ أَفَبِٱلۡبَٰطِلِ يُؤۡمِنُونَ وَبِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ هُمۡ يَكۡفُرُونَ)، أي أن من نعم وفضل الله على الإنسان الزواج والأبناء وإعمار الأرض بالتناسل.
النحل وقدرته على شفاء الأمراض: هذه الآيات من سورة النحل (وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ (69)، للتأكيد على خلق الله النحل لإنسان، لأن ما ينتجه فيه شفاء للأسقام.
نعمة الملابس والمساكن والأثاث: ذكرت السورة نعمة الملابس التي يتم ارتداؤها ف الحر، البرد وأيضاً الحرب، وهذا جاء في الآية 81 (وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَٰلٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡجِبَالِ أَكۡنَٰنٗا وَجَعَلَ لَكُمۡ سَرَٰبِيلَ تَقِيكُمُ ٱلۡحَرَّ وَسَرَٰبِيلَ تَقِيكُم بَأۡسَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡلِمُونَ)، وأيضاً نعم السكن والأثاث من الأنعام، وذلك ما ذكرته الآية 80 من السورة (وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ وَمِنۡ أَصۡوَافِهَا وَأَوۡبَارِهَا وَأَشۡعَارِهَآ أَثَٰثٗا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ).
شكر النعمة وعدد جحودها: في الآيات 71، 72(أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ)، (وَبِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ هُمۡ يَكۡفُرُونَ)، أكد الله سبحانه وتعالي على أهمية استشعار الإنسان للأنعام التي وهبها له وبالتالي شكرها والامتنان إليها، ونهى عن الجحود ونكران النعم وفضائلها، وهذا الفعل يؤدي في النهاية إلى زوالها وظهور الخوف والجوع. [1] [2] [3]