اقسام الماء هي
- طهور.
- طاهر.
- نجس.
اتفق المذاهب الأربعة (الحنفية، والشافعية، والمالكية، والحنابلة) على تقسيم الماء إلى ثلاثة أقسام : ماء طهور، وماء طاهر، وماء نجس، واستدلوا على ذلك من القرآن ومن السنة النبوية الشريفة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُئِلَ عن ماءِ البَحرِ، فقال: هو الطَّهورُ ماؤُه)، كان الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا يعلمون أن ماء البحر طاهرًا ولكنهم كانوا يسألون إذا كان يطهَِّر أم لا، وهذا يدل على أنه هناك نوع من الماء الطاهر ولكنه ليس طهور، وهناك عدة أحاديث ينهانا النبي صلَّ الله عليه وسلم فيها عن الاغتسال في الماء الراكد، وغمس اليد في الإناء قبل غسلها بعد الاستيقاظ، وهكذا استدل جمهور الفقهاء على وجود مياه طاهرة ولكن لا يمكن الاغتسال بها، فهي ليست نجسة ولكنها ليست طهور.
يرى ابن تيمية وبعض الحنفية وابن باز وابن عثيمين أن الماء ينقسم إلى قسمين فقط (طهور، ونجس)، واستدلوا بقوله تعالى : (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ)، وقوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)، واستدلوا من السنة النبوية بما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال : (إنَّ الماءَ طَهورٌ لا يُنجِّسُه شيءٌ)، فرأيهم أن الماء لم يرد في الكتاب والسنة النبوية إلا طهورًا ونجسًا فقط ولم يرد قسم الماء (الطاهر) ولو كان أمرًا معلومًا مفهومًا في الشرع لوردت به الأحاديث المبينة له حيث أنه أمرًا هامًا ولا يمكن إغفاله حيث أنه بيانه قد يترتب عليه التطهر بالماء أو التيمم.
كما أنهم رأوا أن الماء إما أن يختلط به طاهرًا حتى يزول عنه وصف الماء وإما أن يكون مُطلقًا فيجوز التطهر به والدليل ما جاء ورد عن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت : (دخل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين تُوفِّيتِ ابنَتُه، فقال: اغسِلنَها ثلاثًا أو خَمسًا، أو أكثر من ذلك إن رأيتُنَّ ذلك، بماءٍ وسِدرٍ، واجعَلنَ في الآخِرة كافورًا أو شيئًا مِن كافورٍ، فإذا فرغتُنَّ فآذِنَّنِي)، فإنه ماءًا مخلوطًا لكنه لم يتم خلطه حتى فقد صفته المطلقة.[1]
ينقسم الماء من حيث الطهارة والنجاسة إلى خمسة اقسام
- ماء طاهر في نفسه مطهر لغيره بغير كراهة.
- ماء طاهر في نفسه مطهر لغيره مع الكراهة.
- ماء طاهر في نفسه غير مطهر لغيره.
- ماء نجس.
- الماء المشمس.
قسَّم الإمام الشافعي الماء كما قال في متن أبي الشجاع : (ثم المياه على أربعة أقسام: طاهر غير مطهر، وهو الماء المستعمل، والمتغير بما خالطه من الطهارات، وماء نجس، وهو الذي حلت فيه نجاسة، وهو دون القلتين أو كان قلتين فتغير، والقلتان خمسمائة رطل بغدادي تقريباً في الأصح)، فالرأي الأصح يذهب إلى أن الماء (طهور، وطاهر، ونجس)، والماء الطهور ينقسم إلى قسمين (ماء طاهر في نفسه مطهر لغيره بلا كراهة، وماء طاهر في نفسه مطهر لغيره مع الكراهة)، وهناك العديد من الأقسام الأخرى بما فيها الماء المشمس.[2]
أمثلة على أقسام الماء
- أمثلة على الماء الطهور.
- أمثلة على الماء الطهور المختلط بطاهر.
- أمثلة على الماء النجس.
إليك أمثلة على الماء الطهور :
ماء السماء : وهي مياه الأمطار والثلج والبرد بعد ذوبانها، يقول تعالى : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ)، ويقول تعالى : (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : (كان رسول الله صلَّ الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هُنَيَّةً قبل أن يقرأ، فقلت : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة؟ ما تقول؟ قال : أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد).
ماء البحار والأنهار : ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : (سأل رجل النبي صلَّ الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ بماء البحر، فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : هو الطهور ماؤه، الحل ميتته)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلَّ الله عليه وسلم يقول : (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء، قال : فذلك مثل الصلوات الخمس، يَمحو الله بهنَّ الخطايا).
ماء الآبار والعيون والأودية : ورد لنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم دعا بِسجلٍ من ماء زمزم، فشرب منه وتوضأ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قيل لرسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (أنتوضأ من بئر بُضاعة (وهي بئرٌ يُطرح فيها الْحِيَضُ ولحمُ الكلاب وَالنَّتنُ) فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : الماء طهور لا يُنجسه شيء).
الماء المطلق : يبقى الماء المطلق مطلقًا وإن خالطه ما لا ينفك عنه مثل الطحالب وورق الشجر، أو تغير بطول مكوثه أو بسبب مقره.
إليك أمثلة على الماء الطهور المختلط بطاهر :
الماء الطهور المختلط بشئ يمكن التحرز منه : إذا اختلط الماء الطهور بما يمكن التحرز منه مثل : (الدقيق، والعسل، واللبن، والزعفران، والصابون)، إذا لم تتغير إحدى أوصافه الثلاثة (اللون، الطعم، الرائحة) فهو طاهر في نفسه مطهر لغيره، وإذا تغيرت إحدى أوصافه الثلاثى فهو طاهر في نفسه غير مطهر لغيره.
إليك أمثلة على الماء النجس :
الماء الذي اختلط بنجاسة : الماء الذي اختلط به نجاسة وهو قليل كما قال الإمام الشافعي ما كان دون القلتين، فلا هو طاهر في نفسه ولا هو مطهر لغيره.[3][4]
بعض أحكام استخدام الماء
- حكم الماء النجس إذا أُزيلت عنه النجاسة.
- حكم الماء الذي وقع فيه من الهوام ما ليس له نفس سائلة.
- حكم فضل طهور المرأة.
- حكم الوضوء بالماء المسروق.
حكم الماء النجس إذا أُزيلت عنه النجاسة : إذا عاد الماء إلى وضعه الطبيعي دون تغيرًا في طعمه أو لونه أو رائحته فهو طاهرًا مطهرًا، إذا زالت علة النجاسة فلا يحكم بنجاسته.
حكم الماء الذي وقع فيه من الهوام ما ليس له نفس سائلة : ماءًا طهورًا لحديث أبي هريرسة رضي الله عنه عن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال : (إذا وقع الذباب في شرابِ أحدِكم فليغمِسْه ثم لينزعه؛ فإن في أحد جناحَيْه داءً، وفي الآخر شفاءً).
حكم فضل طهور المرأة : فضل طهور المرأة طهورًا ويجوز للرجل التطهر به إن لمم تتغير أحد أوصافه الثلاثة لحديث ابن عباس رضي الله عنه : (أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم كان يغتسل بفضل ميمونة).
حكم الوضوء بالماء المسروق : ذهب جمهور الفقهاء (الحنفية، والشافعية، والمالكية) إلى أنه تصح الطهارة به مع بقاء الإثم، فليس هناك دليلًا على فساد الطهارة به فلا يُحكم ببطلان الطهارة حيث لا دليل من القرآن والسنة والإجماع على ذلك.[5]