المراد بالشرك في الأسماء والصفات
المراد بالشرك في الأسماء والصفات هو اعتقاد العبد في اتصاف أحد الخلق بصفات الله كاتصافه تعالى بها .
تنقسم أنواع الشرك إلى قسمين : الشرك الأكبر – الشرك الأصغر .
يعد شرك الأسماء والصفات من أنواع الشرك الأكبر المُخرجة من الملة وهو الشرك باعتقاد اتصاف مخلوف بصفات الله عز وجل كاتصافه بها، على سبيل المثال : الاعتقاد أن بعض الخلق يتصفون بالقدرة التي يتصف بها الله حيث أنه لا يستعصي عليه شئ فهو قادر على فعل أي شئ بدون حدود، أو اعتقاد إنسان في إنسان مثله أنه يعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ومن يعتقد ذلك في مخلوف فقد أشرك شركًا مخرجًا من الملة وهو كاذب دجال، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم حينما سُأل عن الشرك : (أن تجعل لله ندا وهو خلقك).[1]
من أمثلة الشرك في الأسماء والصفات
- أن يشتق الإنسان أسماء الآلهة المزيفة التي قام الكفار بعبادتها من أسماء الله تعالى، مثل اشتقاق اسم اللات من الإله، واشتققا العزى من العزيز.
- من الشرك اعتقاد الرافضة وبعض الصوفية أنهم يمكنهم التقرب إلى بعض الناس بالدعاء سواءًا كانوا أحياءًا أو أمواتًا، ويعتقدون اعتقادًا باطلًا أنهم يمكنهم سماع دعائهم في أي وقت أو مكان، حيث أنهم يعتقدون أن الأبياء والصالحين يعلمون الغيب، فيستغيثون بهم، ويدعون إليهم، ويعتقدون أنهم يعلمون بأحوالهم حتى وإن كانوا غائبين أو ميتيتن.
- شرك المشبهة : تشبيه البعض المخلوقات بالخالق، مثل من يقول : (يدالله كيدي)، أو(سمعه كسمعي)، أو(استواؤه كستوائي)، وكلها أقول شريكة، يقول تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
- وصف غير الله بعلمه الغيب، أو ادعاء الفرد أنه يعلم الغيب كعلم الله تعالى، والغيب هو كل ما لا يستطيع الخلق الاطلاع عليه بالحواس الخمسة، قال تعالى : (قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إلَّا اللهُ)، وقال تبارك وتعالى جل شأنه لنبيه محمد صلَّ الله عليه وسلم : (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ).
- الاعتراف بالكاهن، أو الرمال، أو العرَّاف (الذي يدعي علم الغيب)، يقع العبد في الشرك الأكبر عندما يذهب إلى من يحاول قراءة الغيب بطريقة الحصى، أو الحروف، أو الخط في الأرض، أو قراءة الكف، أو النظر في الفنجان، ويعتقد أنه يعلم الغيب حقًا، قال النيب صلَّ الله عليه وسلم : (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلَّ الله عليه وسلم).
- التنجيم، من الشرك ادعاء المنجم معرفة مستقبل العالم عن طريق النظر في النجوم، وادعاءه أنه يعرف من الذي سينتصر أو سيُهزم.
- الأبراج، يدعي بعض الجهلة والمدعين أن من وُولد في وقت معين من العام فإنه سيكون سعيدًا، والآخر يكون تعيسًا وحياته شقية، وكله كب وجهل ولا صحة له، قال الشيخ ابن عثيمين : (فهذا اتخذ تعلم النجوم وسيلة لادعاء علم الغيب، ودعوى علم الغيب كفر مخرج من الملة).[1][2]
المراد بالشرك في الألوهية
المراد بالشرك في الألوهية هو التوجه بالعبادة لغير الله .
تعد عبادة الأصنام، والقبور، والتقرب بتقديس القبور ونحوه من صور شرك الألوهية، فعبادة أو تقديس غير الله شرك أكبر، وجعل واسطة بين العبد وربع شرك، إن الله يُعبد بواسطة، لا يجب أن يكون هناك وسيط بين العبد وربه، وعلى عباد الله التقرب إليه دون وسيط، فالله تعالى وحده هو المستحق للعبادة، لا يستحق غيره الخوف أو الرجاء، أو الحب، ولا تصح الصلاة والزكاة والتقرب بالعديد من العبادات القلبية والبدنية إلا في حق الله تعالى، قال تعالى : (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)، وشرك الألوهية من أنواع الشرك الأكبر المُخرجة عن الملة.
يسمي البعض أولادهم بأسماء مثل : عبدالنبي، وعبدالرسول وهذا هذا لا يجوز حيث أنه من شرك، قال علامة الهند في تفسير قوله تعالى (أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ) : (وقد تقرر أن العبادة لا تجوز إلا لله، وأنه هو المستحق لها، فكل ما يسمى في الشرع عبادة ويصدق عليه مسماها فإن الله يستحقه، ولا استحقاق لغيره فيها، ومن أشرك فيها أحداً من دون الله فقد جاء بالشرك، وكتب اسمه في ديوان الكفر).[1][3]
الشرك الأكبر هو
الشرك الأكبر هو أن يتوجه الإنسان بأحد العبادات إلى غير الله، مثل أن يصلي لغير الله، أو يستغيث بغير الله تعالى لينجيه من مكروه قد أصابه وشدة وقع فيها، وهو مُخرج من الملة.
يشرك العبد شركً أكبر عندما ينسب لغير الله ما لا يستحقه سوى الله تعالى، مثل الصلاة أو تقديم الأضاحي لغير الله تعالى، وهذا ما ورد فيه قول المشركين في كتاب الله تعالى في سورة الشعراء : (تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)، وورد في سورة البقرة ما يصف من يشرك بالله شركًا أكبر حيث يقول تعالى واصفًا إياهم : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ)، فاحذر أن تحب غير الله كحبك لله تعالى جل جلاله وعلا شأنه، فالشرك الأكبر مُخرج من الملة وهو ذنبٌ لا يُغفر قال تعالى : (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما)، وينقسم الشرك الأكبر إلى ثلاثة أنواع :
- شرك الربوبية.
- شرك الألوهية.
- شرك الأسماء والصفات.
هل الشرك الأصغر مخرج من الملة
الشرك الأصغر ليس مخرجًا من الملة، وإنما هو من كبائر الذنوب.
يعتبر الشرك الأصغر ذنبًا عظيمًا إلا أنه لا يُخرج صاحبه من الملة، فإذا تاب في حال حياته غُفر له إن الله غفورًا رحيمًا، أما إذا مات دون توبة كان تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عذبه بذنبه ثم أدخله الجنة برحمته، ومن أمثلة الشرك الأصغر :
- الحِلف بغير الله : من حلف بغير الله تعالى فقد أشرك شركًا أصغر، أما إذا كان معتقدًا أن ما حلف به غير الله في منزلة الله تعالى وله من القدرة ما لله فقد أشرك شركًا أكبر، ومن الأمثلة على الحلف الموقع في الشرك الأصغر ما ورد عن مجئ يهودي إلى النبي صلَّ الله فقال : (إنكم تشركون، تقولون : ما شاء الله وشئت، وتقولون والكعبة، فأمرهم النبي صلَّ الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولون ما شاء الله ثم شئت).
- الرياء : الرياء من الشرك الأصغر وهو أن يكون العبد غير قاصدًا الله تعالى بعبادته، بل أنه يحب ما يناله من الدنيا بعبادته، قال تعالى : (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)، ومن الرياء أن تعبد الله ليراك الخلق وأنت تعبده، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا : وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال : الرياء، يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة : إذا جُزِيَ الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء).
- الجهل بالتوحيد : واجب على كل مسلم معرفة كيف يُفرد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، وكيف يتقرب إليك، فالبعد عن الكتاب والسنة منبعًا للجهل، والجهل منبعًا للشرك.[1][4]