تنسب الدولة الاموية الى
أمية بن عبد شمس .
الدولة الاموية تنسب الى أمية بن عبد شمس، لأن مؤسس الدولة الاموية هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أي أن أصل الدولة الأموية يعود إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، من قبيلة قريش، وكان أمية بن عبد شمس سيد من سادات قريش مع عمه هاشم بن عبد مناف، لكن مع قدوم الإسلام انقلب بنو أمية ضد الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما بنو هاشم عاونوا ونصروا النبي عليه الصلاة والسلام، وبدلًا من أن يقف بنو أمية بجانب النبي عليه الصلاة والسلام أنذاك وقفوا ضده، لكنهم آمنوا برسالة الإسلام في وقت متأخر وهو اثناء فتح مكة، عندما لم يتبقى لهم خيار آخر غير ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم “
تكونت الدولة الأموية من عهد قوة وعهد ضعف، عهد القوة امتد من عام 41 إلى 64 هـ، وشمل عصر خليفتين هما: معاوية بن أبي سفيان ، وابنه يزيد، وهذا العهد كان عهد قوي، كانت فيه الدولة الأموية في أوج سيطرتها، وهناك مرحلة ثانية في عهد القوة امتدت من عام 86 إلى 125ه، وشهدت هذه المرحلة خمسة خلفاء، وهم: الوليد بن عبد الملك بن مروان، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز بن مروان، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك.
بعد عام 125ه، شهدت الدولة الأموية عهد ضعف، من عام 125ه إلى عام 132 ه، وشهدت هذه الفترة الزمنية عدد من الخلفاء، وشهدت الدولة الأموية منذ فترة تأسيسها صراعات كثيرة وفتنة
الى من تنسب الدولة الاموية
تنسب الدولة الاموية الى أمية بن عبد الشمس .
وقد أسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وهو صهر رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد أسلم قبل أبيه في فترة عمرة القضاء في السنة السابعة للهجرة، لكنه خاف من إعلان إسلامه بسبب أبيه، وخلافه مع النبي عليه الصلاة والسلام قبل إسلامه هو شخصيًا، لذلك كتم إسلامه إلى يوم الفتح، والسبب كما يذكره معاوية بن أبي سفيان أنه أخبر أمه بإيمانه، فطلبت منه أن يكتم الأمر عن أبيه الذي كان مشركًا أنذاك، إلى أن أعلن إسلامه يوم فتح مكة.
تولى معاوية الحكم وأسس الدولة الأموية وكان يتمتع بصفات في القيادة تجعله مؤهل لهذا المنصب، ولم تشهد الدول المسلمة ملك من المسلمين خيرًا منه، طبعًا مع ترك المقارنة مع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وكانت يتمتع بسياسة حسنة، تجعله حقًا أهلًا للخلافة، وجعلت الناس جميعهم يحبونه ويتفقون على محبته، أما سياسته الإدارية فكانت رائعة وحازمة، وكان معاوية رضي الله عنه محبًا للجهاد.
وقد يتساءل الشخص عن سبب تحول الحكم من الخلافة الراشدية إلى تأسيس الدولة الأموية، لكن الشخص الدارس والمتمعن في التاريخ سوف يفهم أن هذا الأمر هو نتيجة حتمية للأحداث السارية، بعيدًا عن الكثير من الاتهامات الباطلة التي طالت ملوك الدولة الأموية والعهد الأموي.
انتقل الحكم من الدولة الراشدية إلى الدولة الأموية، وأصبح مقرها الأساسي في دمشق لأسباب كثيرة سوف نذكرها باختصار وهي:
- تغير رقعة الدولة الإسلامية، فأصبحت المدينة بعيدًا عن باقي رقعة الدولة الإسلامية، لذلك تم اختيار دمشق لتكون المركز الأساسي للدولة الأموية
- لم يعد للحجاز المركز الذي كان عليه في السابق، ومرز الثقل التجاري والاقتصادي كما كان سابقًا، لذلك لم يعد من الممكن أن يكون هو المركز
- أما تحول الدولة الراشدية إلى الدولة الأموية فله أسباب متعددة، منها انتهاء عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فالصحابة الكرام رضي الله عنهم كانت الدنيا آخر همهم، وكانوا لا يتسابقون إلا بالطاعات، وبالقرب من انتهاء الخلافة الراشدية، توفي الكثير من الصحابة العظيمين مثل أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، ودخل الكثير من الناس بالإسلام بدون أن يعاشروا النبي عليه الصلاة والسلام، ويأخذوا من جمال سيرته العطرة، فكان إسلامهم أقل من إسلام الصحابة.
- تغيرت حياة الناس، فانتقلوا من الزهد والسعي للآخرة فقط، إلى حب الدنيا وحب الشهوات، كيف لا؟! والدنيا أصبحت في أيديهم، والفتوحات أصبحت كثيرة، لذلك انتشروا إلى حياة باذخة لا تتفق مع الحكم الراشدي.
- وجود جيل جديد لا يشبه جيل الصحابة، لا في عقليته، ولا في اندفاعه، بالأخص أنه لم يعاشر النبي عليه الصلاة والسلام، ولربما كان الأمر مختلفًا لو بقي النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لكل أجل منتهى.
دام حكم الدولة الأموية
تأسست الدولة الأموية عام 41 ه، وقد قامت بدقة بعد انتهاء الخلافة الراشدة بمقتل علي في رمضان 40 هـ/661 م، عند تنازل الحسن بن علي لمعاوية بن أبي سفيان في 25 ربيع الأول 41 هـ/661 م، من أجل حقن دماء المسلمين، وإيقاف الفتنة الكبرى التي حدثت أنذاك، ولسنا بصدد ذكرها لأنها تتطلب صفحات من الكتابة عنها، لذلك كان استلام معاوية بن أبي سفيان للحكم حقن للدماء، واستمر من عام 41 ه، إلى 132 ه، وذلك عند هزيمة الخليفة مروان بن محمد في معركة الزاب في جمادى الأولى عام 132 هـ/749 م، هذا يعني أن الدولة الأموية دامت 91 عامًا، وحكمها 14 خليفة.
في حكم الدولة الاموية، كان هناك الكثير من الايجابيات وبعض السلبيات، نعدد البعض منها:
- كان معاوية بن أبي سفيان صحابي جليل، ومسلم يستحق هذا المنصب، وقد عرف بذكائه ودهائه وجمعه لصفات تجعله كُفء لهذه المهمة، وبالرغم أن البعض يجد أنه لم يوفق في الخروج على الخليفة علي بن أبي طالب، لكن لا يستطيع أحد أن ينفي أنه صحابي عدل.
- كان بنو أمية يحبون العلم ويشجعون عليه، وزاد الترغيب على العلم والتعلم
- انتشرت الفتوحات الإسلامية في عهد بنو أمية، فوصلت الفتوحات إلى بلاد الصين في الشرق، والأندلس، وجنوب فرنسا في الغرب، ووصلت الدولة الأموية إلى أقصى اتساع ممكن لها في هذه المرحلة.
هناك الكثير من الإيجابيات في عهد الدولة الأموية، لكن ضعاف النفوس يحبون التركيز على الأمور السلبية أو ترويج الشائعات التي لا مكان لها من الصحة عن الدولة الأموية وملوكها، مثل الشائعات السامة حول الخلفاء مثل يزيد بن معاوية والوليد بن يزيد، وأمور أخرى مثل:
- التركيز على الأمور السلبية التي حدثت فقط في الدولة الأموية، وإهمال الصورة العامة ككل للقضية، مثل فاجعة كربلاء، ومقتل الحسين
- الاهتمام بالأحداث التاريخية التي تحط من مكانة الخلفاء، وإهمال الأحداث التاريخية التي تمدح الخلفاء في العهد الأموي
- التركيز على الأمور السلبية والصفات السلبية للخلفاء، مثل معاوية، واتهامهم باتهامات باطلة، وترك جوانب الخير فيهم.