لماذا نقول في حق الصحابة رضي الله عنهم
السبب هو لان الله عز وجل اخبرنا ذلك وأكد أنه راضٍ عنهم بشكل تام لما فعلوه وقدموه بسبب نصرتهم للنبي الله وتحملهم الكثير من الأمور الشاقة المُهلكة . والدليل على ذلك قوله تعالى في القرآن الكريم بسورة الفتح “ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه رضي عنهم. قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ” [1] .
حيث الأمور التي ترسخت في أذهان الأفراد منذ قديم الزمان أن لفظ عليه السلام يكون مقرون بسماع اسم أي نبي من انبياء الله، وبالنسبة للنبي الشريف محمد خاتم الرسل والانبياء فمن حقه أن نتبع اسمه بالصلاة ونقول صلي الله عليه وسلم أو نقول عليه الصلاة والسلام، وذلك تطبيقا لقول الله وأمره، بالإضافة إلى أنه امتثالا لقول رسول الله حيث أن محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول اثناء التشهد اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، كما قال عز وجل بسورة الاحزاب “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”.
يجب أن ننتبه إلى أمر هام وهو أنه وارد قولها لعدد من الرسل والأنبياء فقال نبينا الكريم محمد أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وقال في أحد الأحاديث الطويلة “فذكرت قول سليمان عليه السلام “رب اغفر لي”، وعندما ذكر نبينا الكعبة في قوله، قال لبنيه على أساس إبراهيم عليه السلام، لا يمكننا تجاهل قول الرسول تندما حادث البعض وقال “فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري”، ولكن قام مجموعة من أصحاب العلم بقول أن صيغة عليه السلام لا يمكن قولها إلى الانبياء فقط فهو لفظ خاص بهم دون غيرهم .
قام أحد الأفراد بطرح سؤال يستحق التأمل وهو ينص على التالي: ما السبب الذي يجعلنا نقول عن مجموعة الصحابة أن الله قد رضي عنهم؟ في الحقيقة اننا نقول لذلك لان الله عز وجل اخبرنا ذلك وأكد أنه راضٍ عنهم بشكل تام لما فعلوه وقدموه بسبب نصرتهم للنبي الله وتحملهم الكثير من الأمور الشاقة المُهلكة، والدليل على ذلك قوله تعالى في القرآن الكريم بسورة الفتح “ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه رضي عنهم. قال تعالى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ”، وفي سورة التوبة قال تعالى ” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ”، ولا يوجد أي اختلاف في الأراء الصادرة عن العلماء متعلقة باستحباب أن يقوم الفرض بالترضي عن كل الصحابة نسأل الله أن يعظم منزلتهم ومنزلتنا ويجمعنا بيهم .
هل يجوز قول رضي الله عنه لغير الصحابة
هناك نقاش وجدال حول هذه النقطة ومدى جواز قول رضي الله عنهم للأفراد الآخرين أي غير الصحابة، في الحقيقة اختلفت الآراء حول هذه النقطة وتعددت الأقوال ولكن تم الوصول الى أنه من المستحب أن يدعو الفرد للاخرين بأن يرضي الله عنهم من باب انهم يريدون لهم الهداية والمنزلة الحسنة، وكل هذا بغرض الدعاء ليس إلا [2] .
نستمع كثيرا إلى مصطلح الترضي الذي يثبت بأذهان الكثير ويريدون أن يفهمه مضمونه لذلك سوف نقوم بتفسيره، يقصد بالترضي عن اصحاب رسول الله أن نستسمح الله ومطلب منه أن يغمرهم برضاه، حيث أن مصطلح رضى الله عنه ما هو إلا جملة خبرية والإفادة منها الدعاء، وكذلك الأمر في قولنا صلى الله على محمد وتتطابق هذه الجملة مع معني ومضمون اللهم صل على محمد، وبناء على ذلك يمكننا قول أن الدعاء جائز هو وطلب الرضا من الله من قبل المسلمين ويكون طلب الرضى لأي مسلم، ومن الدلائل التي تؤكد صحه هذا الكلام قول الله تعالي في سورة البينة “إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ* جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ” .
لذلك يجب أن ندعو لكل المسلمين والصالحين ومن حفظ هذه الامة ومن حارب لأجلها بجانب المشايخ وأهل الخير، كما أن النووي قال في المجموع أن أحد الأمور المستحبة هي الترضي والترحم أيضا على كلا من الصحابة والأفراد التابعين سواء كان العلماء أو الذين يعبدون الله بجانب سائر الافراد الاخيار، ومن الألفاظ المستحبة رضي الله عنه، بالإضافة إلى رحمة الله عليه، أو رحمه الله وما يتشابهه في المضمون معهم .
وبالنسبة لأقوال العلماء التي تتعارض مع إباحة قول اللفظ للجميع وتؤيد احتقار كلمة رضي الله عنه للصحابة فقط فهي خاصة بهم فهذا أمر غير مرجح، حيث أن رضى الله ورحمته تسع الجميع، وهو دعاء من مستحب، وقال النفراوي ذا الاتجاه المالكي مجموعة أقاويل مضمونها يتمحور حول أن طلب الرضا من الله والترحم على كلا من الصحابة والتابعين والمتعبدين والاخيار والمسلمين أمر مستحب ولا يمكننا ان نقول بان الترحم والترضي يقتصر على الصحابة دون غيرهم.
أما في حالة كون اللفظ يفيد الجملة الخبرية مثلا يقول أحد الأفراد أن الله قد رضي عن فلان فهذا لا يجوز وأمر مُنهى عنه إذا اختص بالجميع ولكن انتبه إذا قيلت الجملة بمضمون خبر واختص بها المتحدث في كلامه الصحابة فقط فهذا أمر جائز، فهو مُسند إلى أدله وبراهين.
ماذا نقول عند ذكر الرسول
من السنن الواجبة أن يقوم الفرد بالصلاة على النبي فور سماع اسمه أو حتى لصفة من الصفات البارزة له، بقول في الحديث :رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، يقول له جبرئيل قل آمين ، فقلت آمين”، ولكن الأمر يختلف في حالة ذكر أي اسم آخر من أسماء غير الأنبياء ومنهم الصحابة، حيث أن آراء العلماء الخاصة بهذا الموضوع مختلفة ولم يتفقوا على رأي محدد، حيث أن البعض قام بإجازته استقلالا بناء على قول الله في سورة الأحزاب ” الذي يصلي عليكم وملائكته”، وقول الرسول “اللهم صل على آل أبي أوفى. متفق عليه، وبصلاته على آل سعد بن عبادة [3] .
البعض أجازها ولكن في بعض الأحيان حتى لا تصير قاعدة ثابتة وبدعة، وإذا كانت الصلاة على الصحابة وأهل البيت فهي لا تحمل أي حرج وذلك بالاستناد إلى قول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد” ولكن قال الإمام الشافعي لا يجوز ان نصلي على غير الأنبياء بشكل مستقل والمقصود بكلمة مستقل هو ذكر كل واحد منهم على حدى ونقول اللهم صل على أبي بكر أو علي أو غيرهم، بينما جواز الصلاة عليهم في حالة قولنا اللهم صل على محمد وآل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته [4] .
قال أحمد يجوز أن تتم الصلاة علي كل واحد بشكل فردي ومستقل، واستدل بقول رسول الله ” اللهم صل على آل أبي أوفى “، بينما قال كلا منو أبو حنيفة ومالك والشافعي إن أمر الصلاة بشكل مستقل على غير الأنبياء أمر غير جائز، بل إذا تمت الصلاة عليهم تكون تبعا، ويجب أن ننتبه لأمر هام جدا وهو أنه ليس هناك واحد من الأئمة اختلف على أمر جواز الصلاة ولكن الاختلاف الكامن كان يدور حول استقلال الصلاة على أي منهم كل واحد على حدى .