من مهام الرسل عليهم السلام
- الهدف الأعظم: الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وترك عبادة الأوثان
- تبليغ الشريعة الربانية
- توضيح ما أنزل من الدين
- الانذار والتبشير
- إقامة الدين
- إصلاح الناس وهداهم من خلال القدوة الحسنة
الدعوة للتوحيد: هذه الغاية هي الهدف الأسمى والغاية الأعم التي أرسل الله الرسل من أجلها، وهي دعوة الناس لعبادة الله وحده دون الإشراك فيه، والاعتراف بألوهيته، ونبذ عبادة الأوثان، أو النار أو ما كان القوم يعبدونه من أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، قال تعالى: : {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل، 36]، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء 25]
تبليغ الشريعة الربانية: يجب أن يخبر الرسول القوم بالمهام والشرائع الربانية التي وكلوا بها بعد التوحيد من عبادة وصلاة، وزكاة، والعدل في البيع والشراء، والابتعاد عن المنكرات، مثل الظلم، والسرقة، ووأد البنات وغير ذلك، قال تعالى: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة، 67]
توضيح ما أنزل من الدين: يرسل الله الأنبياء لتوضيح تعاليم الدين الرباني للناس، فلا يمكنهم تعلم ذلك وحدهم، وخير مثال النبي عليه الصلاة والسلام الذي جاء ليعلمنا امور ديننا، ويكمل إسلامنا، قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل، 44]
الانذار والتبشير: من وظائف الرسل التبشير بالجنات، والانذار من عذاب الله لمن كفر به، ومن اصر على المعصية، قال تعالى {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} [النساء، 165]
إقامة الدين: الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل من أجل إقامة الدين الحق بجميع شرائعه، وتعليم الناس أصول المعاملات والعبادات، وتحقيق شرع الله وإقامته، قال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة، 49]
إصلاح الناس وهداهم من خلال القدوة الحسنة: الأنبياء قدوة للآخرين بأخلاقهم الحسنة، ونذكر من ذلك مواقف كثيرة مثل عفو النبي يوسف عليه السلام عن إخوته بعد أن ألقوه في غيابات الجب، وخلق النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي لقب بالصادق الأمين من قبل البعثة الإسلامية، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [الأحزاب، 21] [1] [2]
مهمة الرسل عليهم السلام
مهمة الرسل هي الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، والترغيب والترهيب بالدين والشرائع السماوية التي شرعها الله، والهدف الأسمى هو تجنب الإشراك بالله وعبادة الأوثان والإخلاص لله وحده وعبادته وحده بدون الأوثان .
أما شرائع الأنبياء والفرائض، فكانت مختلفة لكل أمة، فتعاليم ديننا الإسلامي لم تنطبق على تعاليم الأمم السابقة بحذافيرها، والشرائع التي تأكد العلماء منها، هي الصلاة، لقوله تعالى عن إسماعيل عليه السلام: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا {مريم:55}.
لكن الله عز وجل لم يطلعنا بالتفصيل عن شرائع الانبياء السابقة غير عبادة الله وتوحيده، وليس من الضروري أن نخوض في أمور لم يخبرنا الله عنها، لكننا نعلم من قوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا {المائدة:48}، أن شرائع الأمم كانت مختلفة، ولكل منهم ما ناسبه قبل مجيء النبي محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام. [5]
الهدف من إرسال الأنبياء عليهم السلام
الله عز وجل أرسل الأنبياء والمرسلين، وأمرهم بالدعوة إلى الله، وبرغم من أن الدعوة لله عز وجل ليست وظيفة الأنبياء فقط، بل هي وظيفة الكثير من الناس والدعاة، لكن الأنبياء هم قادة الدعاة إلى الله، وخاتمهم هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأهداف إرسال الأنبياء إلى الأمم هو:
- الدعوة لله عز وجل: الدعوة لتحقيق التوحيد، والابتعاد عن عبادة الأوثان، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦]
- البلاغ من الله عز وجل إلى هذه الأمم، وبيان رسالة الإيمان والدين: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالتَهُ} [المائدة: ٦٧].
- تبشير الصالحين وإنذار المتكبرين: كل نبي عليه الصلاة والسلام يرسله الله بالدعوة يواجه قوم مشركين، فالنبي موسى عليه السلام واجه أكبر الطغاة، وهو فرعون، والنبي لوط عليه السلام أرسله الله إلى قوم يفعلون الفاحشة ويأتون الذكور دون النساء، لهذا الهدف من رسالة الأنبياء هو بيان ما سيحدث إذا لم يتوب المتكبرين والظالمين توبة نصوحة، قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [الكهف: ٥٦]
- إصلاح النفوس: يرسل الله الأنبياء رحمة بنا، لتعليمنا امور ديننا وهدايتنا على الصراط المستقيم، وفي ذلك تزكية للنفوس، وسبيل لدخول الجنة، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة: ٢]
- التخلص من الأفكار المنحرفة: الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أرسلهم الله عز وجل لتخليص قومهم إما من عبادة الأوثان أو الكواكب أو النجوم، فكل نبي واجه قوم يعبدون أوثان معينة، أو يرتكبون آثام معينة كالربا، أو غير ذلك [3]
اختار الله تعالى الرسل عليهم السلام
الرسل جميعهم عليهم صلوات الله وسلامه اختارهم الله لبيان رسالته وتوضيحها وإقامة رسالة التوحيد والدين الحق، والنبوة هي اصطفاء من الله تعالى لا دخل للبشر فيها، قال تعالى: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ {الحج:75}، أي أن الله يختار الأنبياء بناءً على صفات يعلمها هو، وهذه الصفات هي
- الانبياء هم صفوة الخلق، وقد اختارهم الله عز وجل وهو عالم بذلك
- الله عز وجل يعلم الغيب ويعلم مالا يعلمه الناس العاديين، فاختياره الأنبياء كان على بصيرة بأنهم قادرين على هذه المهمة وأهل لها، قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}
- حكمة الله عز وجل لا يؤتيه عامة الناس، إنما يؤتي شيئًا من بصيرته وعدله إلى ناس معينين، يعلم أنهم قادرين على تحمل هذا الفضل
- الرسالة النبوية هي اصطفاء وليست اكتساب، ولا يستطيع العبد اليوم مهما اجتهد من الطاعات أن يصل إلى مرتبة الأنبياء، لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء
- الأنبياء هم أفضل الخلق وأحسنهم، وقد نالوا مرتبة النبوة بفضل من الله
- الأنبياء كانوا من خيرة القوم قبل النبوة، وقد عصمهم الله من الذنوب التي كان قومهم يرتكبونها قبل النبوة. [4]