فضل متابعة النبي صلى الله عليه وسلم
متابعة النبي عليه الصلاة والسلام سبب في دخول الجنة ومحبة الله عز وجل، والواجب على المسلم أن يتبع ما جاء في القرآن الكريم، وبعدها سنة النبي عليه الصلاة والسلام.
لولا السنة ولولا كلام النبي عليه الصلاة والسلام لما عرفنا الكثير عن أمور ديننا، فبفضله علمنا ركعات الصلوات، وكيفية القيام بالصلاة بالتفصيل، لأن ذلك لم يأتي في القرآن الكريم بصريح العبارة، ولم نكن لنعرف تفصيل الأحكام الإسلامية الكثيرة مثل الصلاة والزكاة والحج والصيام والجهاد، والمعاملات مثل نصاب الزكاة، أو الكثير من الأمور التي لا يمكن إحصائها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [النساء:59].
الآيات التي تأمرنا بطاعة نبينا عليه الصلاة والسلام وقد نهانا الله عن الانغماس في الدنيا والانسياق لها: قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴾[الفرقان:27]، وقال تعالى في سورة الحشر: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].
ولاتباع أوامر الرسول عليه الصلاة والسلام فضائل كثيرة سوف نذكر منها:
- طاعة الله عز وجل باتباع أوامره: لأن الله عز وجل أمرنا بالاقتداء بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام
- الاهتداء إلى صحيح الإيمان وتطبيق الأحكام الدينية بشكلها الصحيح
- معرفة التعاليم الإسلامية وتفاصيلها لأنها لم ترد مفصلة في القرآن الكريم، مثل أحكام الحيض والصيام
- انشراح الصدر: فمن يتبع أوامر الله عز وجل وأوامر النبي يعيش بسعادة وهناء، ويكون راضيًا عن حياته بعيدًا عن الشقاء الذي يشعر به قلب الإنسان في حال الابتعاد عن الأفعال الصالحة والانغماس في الشهوات
- سلامة القلب: النبي عليه الصلاة والسلام كان ذو خلقًا عظيمًا، وعلمنا مكارم الأخلاق، وأمرنا بتجنب الحسد والضغينه والحقد، لأن ذلك يورث أمراض القلب، فمن اتبع رسالات النبي حظي بهناء العيش وسلامة القلب وصفائه، فأصبح يتمنى لأخيه المسلم ما يتمناه لنفسه، ولا يغتاب أحدًا
- اتباع النبي سبيل للدخول إلى الجنة: النبي عليه الصلاة والسلام قال: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى “
- الاعتصام بالسنة سبيل للنجاة من الفتن الشائعة
- سبيل لمحبة الله لقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران:31]
- دليل على إيمان العبد: لا تتحقق العبودية إلا باكتمال إيمان المرء واتباعه أوامر الله وأوامر النبي عليه الصلاة والسلام [1] [2]
الامور التي تتحقق بها متابعة النبي صلى الله عليه وسلم
السنة النبوية الشريفة أيضًا من منزلة من الله، فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يأمرنا بالأحكام من عقله، وحاشاه ذلك، فالسنة أتت معانيها من الله عز وجل وصاغها النبي بلسانه، لذلك اتباع النبي عليه الصلاة والسلام يحقق كمال الإيمان، لأن الإنسان لا يمكنه تطبيق تعاليم الدين الإسلامي من خلال القرآن الكريم فقط، لأن القرآن لم يوضح جميع الأحكام الإسلامية بالتفصيل، على سبيل المثال عدة المرأة المطلقة، أو الأرملة، جاء في السنة النبوية تفصيل أكثر لها، وتفصيل أكبر للكثير من الأحكام مثل أحكام الصيام والعمرة والحج، وأحكام المرأة المسلمة.
متابعة النبي عليه الصلاة والسلام والحرص على التسابق بين الصحبة الصالحة يعين على محبة النبي وامتثال أوامر الله عز وجل، قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ. {الأحزاب:21}
ويتحقق باتباع النبي عليه الصلاة والسلام اكتمال ايمان المرء، قال صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين”
أما مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم والتكبر عن اتباع ما جاء به والتعلل باتباع ما أمرنا الله به فقط هو بداية للضلال والوقوع في الفتن والمعاصي، قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور:63] [4] [5]
الدليل على وجوب المتابعة للرسول صلة الله عليه وسلم
الأدلة على ضرورة العمل بسنة نبينا الكريم، وليس فقط ما جاء في القرآن كثيرة، وموجودة في القرآن الذي يزعم بعض الناس انهم لا يعملون إلا به، فكيف يعملون به وهم لا يطبقون تعاليمه وهي اتباع سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام، وكثيروه يدعون محبة الله عز وجل، وادعاء محبة الله لا يكون بالقول فقط، بل يكون بالعمل واتباع ما أمرنا به وترك ما نهانها عنه، قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7]
وقد ربط الله عز وجل بين طاعته وطاعة نبيه، قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:80]، وربط الإيمان على اتباع تعاليم الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام والانصياع لها بدون التشكيك فيها وفي حقيقتها، قال عز وجل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:36] [3]
عظم منزلة النبي صلى الله عليه وسلم
النبي عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء، وهو أفضل الخلق، سيد أهل الجنة وسيد الأنبياء، وتوحيد الله عز وجل لا يتم إلا باتباع أوامر النبي عليه الصلاة والسلام والسنة النبوية الشريفة، قال تعالى: قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33] أي أن طاعة الله تقترن بطاعة الرسول
وهذا يدل على مكانة السنة النبوية الشريفة، أما مكانة النبي عليه الصلاة والسلام فهي عظيمة أيضًا، فهو النبي الذي سندخل بشفاعته الجنة، وهذا الرجل العظيم لا تقارن عظمته بعظمة أي إنسان آخر على وجه الكرة الأرضية، فهو أعظم إنسانًا على وجه الأرض، وسيد البشر بدون منازع.
والمؤمن الحق لا يهتم فقط باتباع السنة، بل يركز أيضًا على سنة النبي عليه الصلاة والسلام ويقرأ حياة النبي ويحاول التأسي بها، ويراقب حال الصحابة الذين كانوا يتبعون النبي في كل الأمور وبين حال أمتنا الإسلامية اليوم، ويتابع أيضًا أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام العظيمة، ويقرأ مواقفه مع الأطفال والنساء، وكيفية معاملة الأعداء والصفح عنهم عند المقدرة، وكيف كان يتعامل مع الناس من الديانات الأخرى كالنصارى، ويقارن بين صفات النبي عليه الصلاة والسلام وصفاته، ويحاول أن يقتدي بالنبي في كل تصرف من حياته. [6]