كم مره حج النبي صلى الله عليه وسلم
حج النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة .
حجَّ النبي صلَّ الله عليه وسلم منذ أن فُرض الحَجَّ مرة واحدة وكانت في العام العاشر من الهجرة، ورد في الصحيحين والترمذي عن قتادة قال : (قلت لأنس بن مالك كم حج النبي صلَّ الله عليه وسلم؟ قال : حجة واحدة، واعتمر أربع عُمَر عمرة في ذي القِعدة، وعمرة مع حجته، وعمرة الجعرانة إذ قسَّم غنيمة حنين).
قال ابن القيم في زاد المعاد : (لا خلاف أنه صلّ الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع سنة عشر، وقد روى الترمذي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلَّ الله عليه وسلم حج ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر وحجة بعدما هاجر ومعها عمرة فساق ثلاثًا وستين بدنة جاء علي من اليمن ببقيتها فيها جمل لأبي جهل في أنفة برة فضة، فنحرها رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، وأمر من كل بدنة ببضعة فطُبخت وشرب من مرقها)، وقد ضعَّف الترمذي هذا الحديث.[1]
يقول الدكتور محمد سيد أحمد المسير : فرض الحج على المسلمين في العام السادس من الهجرة، وكان المسلمون يحجون مع المشركين، إلى أن نزل قوله تعالى في العام التاسع من الهجرة : (يَا أيُّها الذينَ آمنُوا إنَّمَا المشركونَ نَجَسٌ فلا يقربُوا المسجدَ الحرامَ بعدَ عامِهِمْ هذَا وإنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فسوفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ منْ فضلِهِ إنْ شاءَ إنَّ اللهَ عليمٌ حكيمٌ)، وحقيقة أن الحج قد فُرض في العام السادس من الهجرة بينما حجَّ الرسول في العام العاشر، مما جعل الآراء تنقسم فبعض العالماء يرون أن الحج على التراخي، والبعض يرى أن الحج على الفور، ولكل قسم من العلماء دليله على حكمه.[1][2]
كم عاش النبي بعد حجة الوداع
عاش النبي بعد حجة الوداع 13 شهرًا تقريبًا .
كانت حجة الوداع هي الحجة الأولى، والأخيرة للنبي صلَّ الله عليه وسلم ولهذا سُميت بحجة الوداع، كما أنها سُميت حجة البلاغ لأنه صلَّ الله عليه وسلم قد بلَّغ رسالته، وكان يقول عقب كل أمر ونهي : (ألا هل بلَّغت؟ اللهم فاشهد)، وسُميت بحجة الإسلام لأنها كانت الحجة الوحيدة التي يؤديها الرسول في الإسلام، ونزل بعدها قوله تعالى : (اليوم أكملت لكمْ دينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عليكُمْ نِعمتِي ورَضِيتُ لكُمْ الإسلامَ دينًا).
مَرِض الرسول صلَّ الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع بحوالي ثلاثة أشهر، وقد كان في بيت ميمونة زوجته فقد ورد في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذنّ له..)، وقد كان أول مرضه صلَ الله عليه وسلم أن أصابه ألم برأسه الشريف، قال ابن رجب: (فقد تبين أن أول مرضه كان صداع الرأس، والظاهر أنه كان مع حمى، فإن الحمى اشتدت في مرضه، فكان يجلس في مخضب وتصب عليه الماء)، والقول الراجح في مدة مرضه أنه استمر ثلاثة عشر يومًا، وتقول عائشة رضي الله عنها : (ما رأيت رجلاً أشد عليه الوجع من رسول الله صلَّ الله عليه وسلم).[2][3]
مرض النبي صلَّ الله عليه وسلم وموته
كان العام الأخير من حياة الرسول صلَّ الله عليه وسلم ختام الشرعية، وتمام تعاليم الإسلام، ورد في صحيح مسلم عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه قال : (لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا)، وقال النووي في ذلك : (فيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته)، وجاء في مسند أحمد عن معاذ قال : (أن النبي صلَّ الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج راكبًا والنبي صلَّ الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فقال : يا معاذ إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا فتمر بقبري ومسجدي فبكى معاذ لفراقه صلَّ الله عليه وسلم فقال : لا تبكِ يا معاذ، فإن البكاء من الشيطان).
استمر مرض النبي ثلاثة عشر يومًا ولما اشتد الألم على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم طلب أن يُراق عليه الماء، ورد في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : (.. ولما دخل بيتي واشتد وجعه قال: أهريقوا عليّ من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس)، وعن ألم النبي، وشدة وجعه في مرض موته ذُكر في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( ما رأيت رجلاً أشد عليه الوجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكًا شديدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم).
تُوفي الرسول صلَّ الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة في يوم الاثنين من ربيع الأول، قال ابن حجر : (وكانت وفاته يوم الاثنين بلا خلاف من ربيع الأول، وكان يكون إجماعًا)، وأكثر العلماء على أنه تُوفي في يوم الثاني عشر من ربيع الأول، وعن أنس رضي الله عنه قال : (قُبض النبي صلَّ الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وقُبض أبي بكر وهو ابن ثلاث وستين، وقبض عمر وهو ابن ثلاث وستين).
غُسِّل النبي يوم الثلاثاء بعد وفاته بيوم على يد علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وقُثَم بن العباس، وأسامة بن زيد، ولم يُجرِّدوه، فقد ورد في سنن أبو داوود عن عائشة رضي الله عنها قالت : (لما أرادوا غسل النبي صلَّ الله عليه وسلم قالوا : أنجرده من ثيابه كما نجرد موتانا، أو نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما فيهم رجل إلا وذقنه في صدره، فكلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا رسول الله وعليه ثيابه وغسلوه وعليه قميصه)، وقد كُفِّن جسده الشريف في ثلاثة أثواب بيض سحولية (نسبةً إلى سحول، وهي قرية باليمن)، ورد في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية).
صلَّى الناس عليه أفواجًا بلا إمام يأمهم، قال ابن كثير: (وهذا الصنيع، وهو صلاتهم عليه فرادى لم يؤمهم أحد عليه أمر مجمع عليه لا خلاف فيه)، اختلف المسلمون على موضع دفنه حتى حسم الجدل أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال : (ما قبض الله نبيًا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه)، فدفنوه في موضع فراشه.
وصايا النبي صلَّ الله عليه وسلم قبل وفاته
- (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم).
- (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله).
- (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب).
- (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا).
- (اللهم بلغت ثلاث مرات، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها المؤمن الصالح أو ترى له، ألا وإني نهيت عن القراءة في الركوع والسجود، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).[3]