دعاء تحصين النفس اليومي
إذا حصن المسلم نفسه، وحصن قلبه، فإنه يحمي نفسه من وساوس الشيطان، ومن جنده، لأن وسواس الهوى إذا تسلطت على القلب يمكن أن تغلبه، وتدفع الإنسان لارتكاب الذنوب والمعاصي، لذلك تحصين النفس منذ البداية من وسواس الشيطان يحمي الإنسان من تلاعب الشيطان ومن الشهوات، ويكون قلبه حصنًا حصينًا بالأدعية والأذكار، ولا يجب على المؤمن أن يستهين بوساوس الشيطان، ويظن نفسه أقوى من هذه الوساوس وقادرًا على مقاومتها، لأن الشيطان إذا تمكن من القلب أهلكه، وهذا أخطر حتى من الأمراض الجسدية، لأنه يؤدي لانغماس الإنسان في لهو الدنيا والغفلة عن الآخرة.
مبدأ أدعية تحصين النفس اليومية هي الالتجاء لله تعالى، والاستجارة بعظمته تعالى، لأن الإنسان مهما بلغت طاقته، لا يستطيع أن يتخلص من وساوس الشيطان بنفسه بدون أن يأتيه العون من الله عز وجل
كما أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تحصن المسلم، وتقي قلبه من وساوس الشيطان، ولا يوجد أيسر من هذه الأدعية البسيطة التي يقولها المؤمن فيلجأ بها إلى عزة الله عز وجل قدرته، فيضعف الله كيد الشيطان الرجيم، ويفتح لك أبواب رحمته الواسعة.
الأدعية الشائعة والبسيطة لتحصين النفس وتحصين الأطفال الصغار في المنزل:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، يقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة
- كان عليه الصلاة والسلام يكثر من هذه الأدعية حين يصبح وحين يمسي: اللهم أني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي
- بِسْمِ الله الّذِي لا يَضُرّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمَاءِ وَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ،ثَلاَثَ مَرّاتٍ إلَّا لم يضُرّهُ شَيْءٌ
- قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
- سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشة ومداد كلماته (ثلاث مرات)
- الإكثار من الصلاة على النبي
- قول أفضل الاستغفار (اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ابوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) [1] [2]
طريقة تحصين النفس الصحيح
طريقة تحصين النفس والأهل والبيت والمال المستوحاة من حديث النبي عليه الصلاة والسلام (احفظ الله يحفظك)، وللقيام بذلك يجب تطبيق المبادئ الأربعة
- حفظ الله بالإخلاص في عبادته
- الإكثار من ذكر الله
- الالتزام بأوامر الله عز وجل والابتعاد عما نهانه عنه
- الاقتداء بسنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
الإخلاص في التوحيد والعبادة: معنى الإخلاص في التوحيد أن يذهب المؤمن بقلبه إلى الله عز وجل، فلا يستعين إلا به ولا يتوكل إلى عليه، ولا يدفع الضر إلا بإذنه، ويرى حياته كلها مرهونة بإرادة الله عز وجل، لأنها كذلك بالفعل، لكن قليل من الناس يعقلون ذلك.
إذا تمكن الإخلاص من قلب المسلم، فإن إيمانه يزيد، ويصبح قلبه يشبه القلاع المصونة والمحفوظة من وسواس الشيطان، لأن الشيطان لا يستطيع الدخول إلى قلب مؤمن، فهو عاجز عن إغواء المؤمن المخلص، فكيف بضره.
الشخص المتوكل والمخلص لله عز وجل يأتيه الشفاء من غواية الشيطان بدون جهد، لكن هذا الأمر هو حال عباد الله الأتقياء المتوكلين على الله، فعسى أن نكون منهم
الإكثار من ذكر الله: يكون ذلك بالإكثار من قراءة القرآن الكريم، وهو من أعظم الأفعال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان
من السور القرآنية التي تحمي الإنسان من كيد الشيطان الرجيم هي سورة الفاتحة، وتلاوة سورة البقرة، لأن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، وقراؤة سورة الكهف لأنها تنزل السكينة على قلب المؤمن، وقراءة سورة الكافرون
قراءة هذه السور القرآنية والآيات لن تنفع صاحبها النفع التام إذا لم تترافق بنعمة الإيمان والإخلاص، وخلو القلب من شوائب الشرك، وإذا أدرك القلب ما يريد الشيطان له كرهه ونبذه، وتوكل على الله، وبقي في حفظ الله، فلا يستطيع عندها أي شيطان غوايته. [1]
آيات التحصين
لا يخفى على أحد فضل قراءة بعض الآيات القرآنية في التحصين من كيد الشيطان، مثل قراءة:
- آخر آيتين من سورة البقرة، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام “مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ “
- قراءة الإخلاص والمعوذات، قال عليه الصلاة والسلام: ” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا، يَكْفِيكَ كُلَّ شَيْءٍ “.
- قراءة سورة الفاتحة
- قراءة سورة الكافرون
- قراءة سورة الكهف
آخر آيتين من سورة البقرة: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
قراءة سورة الفاتحة: تعتبر سورة الفاتحة رقية شرعية كاملة
طريقة تحصين نفسك قبل النوم
يجب قبل النوم أن يكثر المسلم من الاستغفار، والتوبة، كي لا يستطيع الشيطان اللحاق به أو ضره، ولذلك أمرنا به النبي عليه الصلاة والسلام بالاستغفار سبعين مرة في اليوم أو مائة مرة، وبالرغم من ذنوب العبد لا تصل لهذه الدرجة في اليوم الواحد، إلا أن الشخص إذا استحوذ عليه الشيطان وتمكن منه ومن إغرائه ارتكب أكبر من سبعين ذنب في اليوم، ويمكن أن يرتكب كبائر الذنوب أيضًا
يمكن أن يقول المسلم قبل النوم الأذكار التالية:
- أمسينا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين
- رب أسالك خير مافي هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها
- يقرأ سورة الإخلاص والمعوذات، والنفث في اليدين
- تلاوة أية الكرسي
- تلاوة خواتيم البقرة، لأنه تكفي المؤمن
- تلاوة سورة الكافرون
- التكبير أربعًا وثلاثين مرة، والحمد ثلاث وثلاثين، والتسبيح ثلاث وثلاثين
- الحرص على الوضوء قبل النوم، والنوم على الشق الأيمن من الجسم وقول (اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مات الشخص فإنه يموت على الفطرة) [1]