من امثلة الذكر المطلق
الذكر المطلق هو الذكر الذي ليس له حد، وليس له وقت أو سبب، وهذا على عكس الذكر المقيد الذي يكون له عدد معين، أو زمن معين مثل الاذكار بعد الصلاة، أو عند دخول المسجد، أو حتى أذكار الصباح والمساء إذا كانت محددة بعدد، أما إذا كانت غير محددة بعدد تسمى عندها الذكر المطلق، والأمثلة عليها
- اذكار الصباح والمساء، والأذكار بعد الصلاة التي لا تكون محددة بعدد، لأن أصل أذكار الصباح والمساء والأذكار دبر الصلوات هو ذكر مقيد ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام
- الإكثار من ذكر الله
- الإكثار من الاستغفار
- الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بدون تحديد عدد، إنما تكثر في الليل والنهار، والقيام والقعود
- الإكثار من التسبيحات وقول الأدعية المستحبة، مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)
- الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، لأنها كنز من كنوز الجنة
قال رجل: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله»، هذا يعني أن الشخص يجب عليه أن يكثر من ذكر الله دائمًا مهما كانت الظروف، لأن الدعاء والاستغفار سبب من طمأنينة القلوب وتجديد إيمانها، لأن القلوب مثلها مثل أي شيء آخر تصدأ إذا لم يتم تجديدها بذكر الله، والنبي عليه الصلاة والسلام شبه الذاكرون لله عز وجل بالأحياء، بينما الأشخاص الذين يستكبرون عن الذكر، أو يهملون الذكر وينغمسون في الحياة الدنيا بالأموات، والفرق بين الأحياء والأموات كبير للغاية، وعن أبي موسى أنه صلى الله عليه وسلم قال: مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه، مثل الحي، والميت. أخرجه البخاري.
والذكر المطلق ليس له موضع معين، إنما يمكن أن يتم في كل مكان، وكل زمان، في الليل والنهار، وفي العمل، أو المنزل أو الجامعة، وفي كل مجلس، وفي ليلة الجمعة وكل الليالي، أما حصر الذكر في موطن معين، ووقت معين، فإن هذا يجعل الذكر ذكر مقيد وليس مطلق.
الشخص الذي يكثر من الذكر يعلم علم اليقين أن الذكر يورث طمأنينة في القلب، بل وبالتأكيد قد شعر بهذه الطمأنينة، كما تعود آثار الذكر الإيجابية على القلب، وتبعث صلاحًا في القلب وانشراحًا فيه، والدوام على ذكر الله يعني أن الله قد شرح صدر المسلم، وهداه إلى الصراط المستقيم، ووقاه من نزغات الشياطين، وهذا لا يتم إلى بفضل من الله وبهداه. [1] [2]
من امثلة الذكر المطلق التسبيح والتهليل والاستغفار
الذكر المطلق هو الذكر غير المحدود، أي يكون خارج عن حدود الوقت، أو حدود العدد، والذكر المطلق بجميع أمثلته وأنواعه مثل التسبيح والتهليل والاستغفار في كل وقت، والاكثار من ذكر الله يعتبر من أفضل الأعمال، لأن الذكر يعتبر من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المؤمن إلى الله عز وجل
الآيات التي تدعونا للإكثار من ذكر الله في كل زمان ومكان كثيرة للغاية، ومن وفقه الله للإكثار من الذكر، فقد أراد به خيرًا، ويمكن للمسلم أن يختار صيغ الذكر التي يحبها مثل الصلاة على النبي، أو قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أو الإكثار من الحمد والتسبيح والتهليل، وجميع أنواع الذكر صالحة وطيبة، وكلها تعود بالعبد بالخير والصلاح.
وإلى جانب الذكر يجب على المؤمن الإكثار من قراءة القرآن، لأن القرآن الكريم هو نور يهدي به الله القارئ، ويثبته على الطريق المستقيم، وبجانب هذين الاثنين، لا يجب أن يتكاسل المسلم أبدًا عن أداء الفروض كالصلوات الخمسة على وقتها، لأن الله عز وجل قال وقوله الحق في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه.. الحديث رواه البخاري. [3] [4]
من انواع الذكر المطلق الذكر بعد الصلاه
الذكر بعد الصلاة أو أذكار الصباح والمساء إذا كانت محددة كما وردت عن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام فهي من الذكر المقيد، أما إذا كانت حسب ما يريد العبد وبالعدد الذي يحب فهي تكون أذكار مطلقة.
ومن رحمة الله تعالى فينا أنه منحنا الاختيار، فيمكن أن يختار المؤمن الذكر الذي يحبه ويرضى به، وجميع الأذكار التي يختارها المؤمن طيبة، وفي الوقت الذي يختاره، ولا يستحب أن يركز المؤمن على صيغة دعاء واحدة بدون غيرها لأن التنويع يكتب له الخير من جميع هذه الأدعية
لذلك يجب أن يملأ المسلم قلبه بذكر الله، كي يحافظ على قلبه حيًا، ويكثر من قول لا إله إلا الله، والأذكار التي تعلمناها من السلف الصالح والعلماء الصالحين مثل “حصن المسلم”، ومن الأمور المفيدة أيضًا والصالحة التي يمكن أن يقوم بها العبد هي ترديد الآذان، وقراءة سورة الإخلاص كلما تيسر له ذلك، والإكثار من الصلاة على سيدنا وحبيبنا النبي عليه الصلاة والسلام. [5] [4]
الذكر المطلق يكون في كل وقت مثل التسبيح
سميت الأذكار المطلقة بهذا الاسم لأن الشرع لم يحدد عددها، ولا زمنها، فلم يقال عن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أنه على العبد قراءة الذكر المطلق مثلًا مئة مرة، بل الذكر المطلق كما يشير اسمه هو ذكر غير مقيد بعدد معين، ولا ثواب معين عن غيره من الأذكار
الذكر المطلق هو ذكر مرغوب، يقوم به العبد انطلاقًا من أهمية زيادة التسبيحات والتهليلات، والإكثار من الذكر بدون وجود أي تقييد، بل يسبح ما شاء له من التسبيحات، ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ما شاء، ثم يردد الاستغفار والذكر بحسب رغبته، في أي مكان، في عمله، وقبل نومه، وفي طريق الذهاب إلى العمل، وفي أي وقت شاء.
ومن فوائد الذكر العظيمة نذكر قول الله عز وجل في كتابه العزيز: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الأحزاب: 35)
وقوله تعالى أيضًا: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ (آل عمران: 190-191)
ومن أهم فوائد الذكر هي الشعور بالطمأنينة في القلب التي نجدها غائبة اليوم في قلوب أغلب الناس لانشغالهم عن ذكر الله بتفاهات الأمور وسخافات الحياة اليومية، قال عز وجل: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد: 28) وهذه الطمأنينة تكون بذكر اللسان مع حضور القلب والشعور بكل كلمة وكل تسبيحة والشعور بأن الله عز وجل قريبٌ منا، يسمعنا ويسمع دعائنا ويشعر بما قلبنا، ويعلم سرنا وجهرنا، ويعلم حالنا حتى لو كان هذا الحال مخفي عن قلوب الناس الآخرين. [7] [6]