من أمثلة صلاة التطوع المطلق :
صلاة النافلة في أي وقت من اليوم ما عدا الأوقات المنهي عن الصلاة فيها .
جاء تعريف صلاة التطوع على أنها كل ما زاد على الصلوات الخمس المفروضة: الفجرِ والظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، ولقد روى الشيخانِ عن طلحة بن عبيدالله: “أن أعرابيًّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلوات؟ فقال: (خمس صلواتٍ في اليوم والليلة)، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: (لا، إلا أن تطَّوَّعَ).” [1]
يفضل أن تكون صلاة التطوع المطلق في جوف الليل فهو أفضل وقت يمكن أن يصلي فيه العبد ويكون قريبًا من ربه، فهي سبب من أسباب دخول الجنة فقد روى الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه من حديث عبد الله بن سلام قال صلى الله عليه وسلم: “أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” الله أكبر! “تدخلوا الجنة بسلام”، لذلك إن كنت تريد أن تصلي صلاة تطوع مطلق فإن أحسن وقت لها هو جوف الليل لما فيه من أجر عظيم وثواب كبير. [2]
معنى التطوع المطلق
إن صلاة التطوع المطلق هي كل صلاة لا يمكن تقييدها بسبب معين أو بوقتٍ محدد، وصلاة التطوع المطلق هي على عكس صلاة التطوع المقيد والتي تكون مرتبطة بحدثٍ ما أو وقتٍ ما يجب أداؤها فيه، كما أنه لا يوجد حصر لعدد ركعات صلاة التطوع المطلق، ويمكن للشخص أن يبدأ صلاته بدون أن ينوي عدد معين من الركعات ولقد قال الإمام النووي في هذا: (إذا شرَع المصلي في تطوع ولم ينوِ عددًا، فله أن يسلم من ركعة، وله أن يَزيد فيجعلها ركعتين أو ثلاثًا أو عشرًا أو مائة أو ألفًا أو غير ذلك، ولو صلى عددًا لا يعلمه ثم سلم، صحَّ بلا خلاف؛ اتفق عليه أصحابنا، ونص عليه الشافعي؛). [1ٍ]
الفرق بين التطوع المطلق والمقيد
أن التطوع المطلق غير مقيضة بوقت ولا سبب والتطوع المقيد لها أوقات معينة وتصلى لعلل مختلفة .
قمنا بتوضيح أن صلوات التطوع المطلق هي التي تكون غير مرتبطة بسبب أو بوقت زمني محدد، ويمكن صلاتها في أي وقت من اليوم، وذلك على عكس صلاة التطوع المقيد، ولقد جاء تعريف صلاة التطوع المقيد على أنها الصلوات التي جاءت النصوص بمشروعيتها وأوقات قيام النبي بها، ووردت عنها الأدلة من القرآن والسنة، وتشمل السنن الراتبة من سنن مؤكدة وغير مؤكدة، مثل صلوات الضحى والتراويح والاستسقاء، والكسوف والخسوف، وسنن الصلوات المفروضة وغيرها. [1]
حكم التطوع المطلق
سنة .
إن صلاة التطوع المطلق سنة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد كان يصليها في أي وقت من اليوم، ويجوز أن تصلى بأي عدد من الركعات دون أن ينوي المصلي قبل البدء، لكن كما وضحنا سابقًا فإن أفضل وقت لصلاة بشكلٍ عام هو جوف الليل، وذلك لقوله جل وعلا في كتابه الكريم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) من سورة السجدة آية 16، كما جاء عن أبي هريرة أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «أفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وَأفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ»، وَجاء عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «أفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ».
فضل التطوع المطلق
- رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
- أحب الأعمال إلى الله والتي تُدخل العبد الجنة.
إن الصلوات المفروضة خمسة، لكن لم يقيدنا الإسلام بهم فقط بل ترك الأمر للعبد إن شاء أن يصلي فليصلي، ليس هذا فحسب فقد حثنا الإسلام على كثرة الصلاة لما فيها من فضل عظيم، وهذا الفضل ينطبق على صلوات التطوع المطلق التي يصليها العبد ابتغاء مرضاة الله، وليس لأنها مفروضةٌ عليه، ومن فضل التطوع المطلق ما جاء في الأحاديث الآتية:
رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة: وذلك لما جاء في السنة النبوية عَنْ رَبِيعَة بن كَعْبٍ الأسْلَمِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَأتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي: «سَلْ». فَقُلْتُ: أسْألُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الجَنَّةِ. قال: «أوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟». قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قال: «فَأعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
أحب الأعمال إلى الله والتي تُدخل العبد الجنة: وذلك لما ورد في السنة النبوية عَنْ مَعْدَان بن أبِي طَلْحَةَ اليَعْمَرِيّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
فَقُلْتُ: أخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الجَنَّةَ، أوْ قال قُلْتُ: بِأحَبِّ الأعْمَالِ إِلَى الله فَسَكَتَ، ثُمَّ سَألْتُهُ فَسَكَتَ، ثُمَّ سَألْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: سَألْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ للهِ، فَإِنَّكَ لا تَسْجُدُ للهِ سَجْدَةً إِلا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً». [3]