إن للقصص القصيرة الكثير والكثير من الفوائد الجمة، فبقراءة مثل هذه النوعية من القصص فإنها تتيح لنا عرض مشهدا من مشاهد الحياة اليومية، وتفتح أمام أعيننا صحائف حياة من سبقونا لنمد أيدينا ونأخذ ما يفيدنا ونتقي بذلك أخطاءهم ونسير على نهجهم القويم دون أن نقع فيما وقعوا به، الخلاصة نأخذ خلاصة تجاربهم.
بيوم من الأيام تشاجرا اثنان من الإخوة الأشقاء، تعالت أصواتهما على بعضهما البعض وازدادت المشاجرة حدة لدرجة أوصلتهما أن رفع كل منهما يده على الآخر، وكان والدهما يستمع إلى شجارهما بصمت وحزن ولم يحرك ساكنا.
وعندما انفض الاشتباك بينهما ذهب كل منهما إلى غرفة نومه، ومنع كل منهما زوجته وأبنائه من الاختلاط مع أخيه وزوجته وأبنائه، وحدثت بينهما مقاطعة في كل شيء، فبات كل منهما لا يجتمع مع الآخر ولا أسرته، لا تجمعهما طاولة طعام واحد ولا مجلس حديث مع أبويه حتى.
كان والدهما ينفطر قلبه وهو يشاهد ابنيه الوحيدين يسكنان بمنزل واحد ولا يريد أي منهما النظر في وجه أخيه، أما عن أمهما المسكينة فكانت تتألم بشدة ومهما حاولت جاهدة الحديث مع كل منهما على حدا وإقناعه بالتجاوز عن أخيه وجدت لامبالاة واستغناء تام، وفي يوم من الأيام قررت أن تقنع زوجها بوضع حد لما يحدث بين ابنيها، فلم يعد قلبها قادرا على تحمل ما يحدث بينهما أكثر من ذلك.
وبالفعل قرر الأب بذكاء أن ينهي الخلاف بينهما ويذيب الحاجز الذي بناه كل منهما ليمنع الآخر عنه، ذهب لابنه الأكبر وكان يعمل مزارعا فأخبره بخوف شديد أن أخاه قد سقط بالبئر الذي يقع بنهاية القرية، لم يكمل الابن حديث والده وهرع مسرعا لإنقاذ أخاه، وما كان من الأب إلا أن ترك المكان خلفه مسرعا وذهب للابن الثاني والذي كان يعمل حدادا بالقرية وأخبره بنفس الهلع أن أخاه الأكبر قد سقط بالبئر بنهاية القرية.
فصرخ الابن بأعلى صوته وتساقطت الدموع من عينيه لوهلة، وسرعان ما تمالك نفسه وأسرع لإنقاذ شقيقه، كان كل منهما قلقا فزعا على أخيه يكاد قلبه يقتلع من مكانه وكبده يتمزق من شدة خوفه من فقد شقيقه.
وصل الاثنان للبئر ووجد كل منهما الآخر بخير، لم يتفوه أي منهما بكلمة ولكنهما بلهفة اقتربا من بعضهما البعض واعتنقا وفاضت الدموع من عينيهما بعدما أيقن كل منهما أنه لا قوى له بأن يفقد أخاه وأنهما لا يقويان على الاستغناء عن بعضهما البعض مثلما كانا يعتقدان.
كان الأب يشاهد ما يحدث بينهما في صمت، ولكنه هذه المرة كان قلبه يرقص فرحا، وبالفعل عادا للمنزل وكل منهما قريب من الآخر يتحادثان مما أدخل السرور على قلب العائلة بأكملها ولاسيما قلب الأم.
فتاة لاتزال بالثانوية العامة، خرجت في رحلة مدرسية للترفيه والتشجيع على أداء أفضل من قبل معلميها، ولكن من سوء حظ الفتاة أن أصدقائها فعلوا بها مقلبا بدافع التسلية، وكانت نتيجة المقلب الذي وقعت فيه الفتاة أن وجدت نفسها في مكان مهجور بالكاد استطاعت الوصول لأحد المنازل به والذي كان المنزل الوحيد الذي يخرج منه شعاع ضوء!
طرقت الباب ليجيبها شاب في مقتبل عمره فسألها في دهشة: “من أنت؟!، وماذا تريدين؟!”
فقصت عليه الفتاة كل ما حدث معها وفرائصها جميعها ترتعد من شدة الخوف، فكان رد الشاب عليها: “لسوء حظكِ أنكِ بالمنطقة المهجورة، فالمكان الذي تريدين قصده بالناحية الجنوبية المعمورة، أما أنتِ الآن بالناحية الشمالية، وللأسف الشديد لا تأتينا وسائل النقل إلا باكرا”.
طلب الشاب منها أن تدخل غرفته، فقد كان مهندسا بموقع عمله الذي كلف بالإشراف عليه، ولم يكن يملك إلا غرفة واحدة، جعلها تنام على سريره وقام بوضع حبل طويل جعل عليه ساترا بينهما، جلس الشاب في طرف الغرفة البعيد ممسكا كتابا في يده يقرأه.
كانت الفتاة خائفة للغاية، ففي النهاية هي فتاة وباتت وحيدة وآلت بها الظروف لأن تبيت بغرفة غريب، فلم تدري ما تفعله إلا إنها تأهبت للرد على أي فعل من الممكن أن يصدر منه، غطت نفسها بالكامل لكيلا يرى من جسدها شيئا، لم تترك إلا عينيها ترقب بهما الشاب من بعيد.
ترك الشاب القراءة واقترب من شمعة بالغرفة، كان يضع يده عليها بين الحين والآخر، ارتعبت الفتاة من أفعاله الغريبة لدرجة أنه شكت أنه نفر من الجن، وأن ما يفعله طقوسا خاصة بهم!
انقضت الليلة ولم ينم أي منهما، وعندما حل الصباح أوصلها الشاب بنفسه للحافلة، وعادت الفتاة لأهلها بسلام وقصت لوالديها ما حدث معها جميعه ولم تخفي شيئا، مرضت الفتاة في الحال من شدة أهوال ما قضته.
شك والدها في الأمر ولاسيما بعد مرضها، فقرر أن يتأكد بنفسه من كل شيء، عاد للمكان الذي ذكرته ابنته وادعى بأنه عابر سبيل ضال للطريق، ومكث عن الشاب فوجد منه حسن الخلق، كان الشاب جميلا للغاية حسن الهيئة، سأله عن الضمادة التي بيده، فقال له الشاب: “لقد وضعت في ابتلاء، ليلة أمس حلت علي فتاة لم أرى في جمالها ضيفة، وقد كانت في ضائقة، أجبرتني الظروف لضيافتها ليلة كاملة، وحل علي الشيطان بوساوسه ضيفا ثقيلا يريد أن يوقع بي، وكلما وسوس لي وضعت يدي على النار لأتذكر نار الآخرة وأطرده وأفكاره الشيطانية”.
أعجب الوالد كثيرا بصدق الشاب ومدى صلاحه وقرر أن يأخذه لمنزله بأي حجة، وما إن وصل منزله جعل ابنته تخرج للشاب وقرر أن يزوجهما لبعضهما البعض في الحال.
(لقد ترك الشاب الحرام خشية ومخافة الله سبحانه وتعالى، فأعطاه الله الفتاة الجميلة في الحلال طيلة عمره).
القصـــــــــــة الأولى:
من قصص قصيرة مليئة بالعبر والقيم السمية عن أهمية الإخوة والتسامح والتغاضي عن الأخطاء الصغيرة الغير مقصودة…بيوم من الأيام تشاجرا اثنان من الإخوة الأشقاء، تعالت أصواتهما على بعضهما البعض وازدادت المشاجرة حدة لدرجة أوصلتهما أن رفع كل منهما يده على الآخر، وكان والدهما يستمع إلى شجارهما بصمت وحزن ولم يحرك ساكنا.
وعندما انفض الاشتباك بينهما ذهب كل منهما إلى غرفة نومه، ومنع كل منهما زوجته وأبنائه من الاختلاط مع أخيه وزوجته وأبنائه، وحدثت بينهما مقاطعة في كل شيء، فبات كل منهما لا يجتمع مع الآخر ولا أسرته، لا تجمعهما طاولة طعام واحد ولا مجلس حديث مع أبويه حتى.
كان والدهما ينفطر قلبه وهو يشاهد ابنيه الوحيدين يسكنان بمنزل واحد ولا يريد أي منهما النظر في وجه أخيه، أما عن أمهما المسكينة فكانت تتألم بشدة ومهما حاولت جاهدة الحديث مع كل منهما على حدا وإقناعه بالتجاوز عن أخيه وجدت لامبالاة واستغناء تام، وفي يوم من الأيام قررت أن تقنع زوجها بوضع حد لما يحدث بين ابنيها، فلم يعد قلبها قادرا على تحمل ما يحدث بينهما أكثر من ذلك.
وبالفعل قرر الأب بذكاء أن ينهي الخلاف بينهما ويذيب الحاجز الذي بناه كل منهما ليمنع الآخر عنه، ذهب لابنه الأكبر وكان يعمل مزارعا فأخبره بخوف شديد أن أخاه قد سقط بالبئر الذي يقع بنهاية القرية، لم يكمل الابن حديث والده وهرع مسرعا لإنقاذ أخاه، وما كان من الأب إلا أن ترك المكان خلفه مسرعا وذهب للابن الثاني والذي كان يعمل حدادا بالقرية وأخبره بنفس الهلع أن أخاه الأكبر قد سقط بالبئر بنهاية القرية.
فصرخ الابن بأعلى صوته وتساقطت الدموع من عينيه لوهلة، وسرعان ما تمالك نفسه وأسرع لإنقاذ شقيقه، كان كل منهما قلقا فزعا على أخيه يكاد قلبه يقتلع من مكانه وكبده يتمزق من شدة خوفه من فقد شقيقه.
وصل الاثنان للبئر ووجد كل منهما الآخر بخير، لم يتفوه أي منهما بكلمة ولكنهما بلهفة اقتربا من بعضهما البعض واعتنقا وفاضت الدموع من عينيهما بعدما أيقن كل منهما أنه لا قوى له بأن يفقد أخاه وأنهما لا يقويان على الاستغناء عن بعضهما البعض مثلما كانا يعتقدان.
كان الأب يشاهد ما يحدث بينهما في صمت، ولكنه هذه المرة كان قلبه يرقص فرحا، وبالفعل عادا للمنزل وكل منهما قريب من الآخر يتحادثان مما أدخل السرور على قلب العائلة بأكملها ولاسيما قلب الأم.
القصــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
من قصص قصيرة تحمل المعنى الحقيقي لمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، استمتع بما جاء بها واسرد لنا شيئا تركته لله في انتظار عوضه الجميل…فتاة لاتزال بالثانوية العامة، خرجت في رحلة مدرسية للترفيه والتشجيع على أداء أفضل من قبل معلميها، ولكن من سوء حظ الفتاة أن أصدقائها فعلوا بها مقلبا بدافع التسلية، وكانت نتيجة المقلب الذي وقعت فيه الفتاة أن وجدت نفسها في مكان مهجور بالكاد استطاعت الوصول لأحد المنازل به والذي كان المنزل الوحيد الذي يخرج منه شعاع ضوء!
طرقت الباب ليجيبها شاب في مقتبل عمره فسألها في دهشة: “من أنت؟!، وماذا تريدين؟!”
فقصت عليه الفتاة كل ما حدث معها وفرائصها جميعها ترتعد من شدة الخوف، فكان رد الشاب عليها: “لسوء حظكِ أنكِ بالمنطقة المهجورة، فالمكان الذي تريدين قصده بالناحية الجنوبية المعمورة، أما أنتِ الآن بالناحية الشمالية، وللأسف الشديد لا تأتينا وسائل النقل إلا باكرا”.
طلب الشاب منها أن تدخل غرفته، فقد كان مهندسا بموقع عمله الذي كلف بالإشراف عليه، ولم يكن يملك إلا غرفة واحدة، جعلها تنام على سريره وقام بوضع حبل طويل جعل عليه ساترا بينهما، جلس الشاب في طرف الغرفة البعيد ممسكا كتابا في يده يقرأه.
كانت الفتاة خائفة للغاية، ففي النهاية هي فتاة وباتت وحيدة وآلت بها الظروف لأن تبيت بغرفة غريب، فلم تدري ما تفعله إلا إنها تأهبت للرد على أي فعل من الممكن أن يصدر منه، غطت نفسها بالكامل لكيلا يرى من جسدها شيئا، لم تترك إلا عينيها ترقب بهما الشاب من بعيد.
ترك الشاب القراءة واقترب من شمعة بالغرفة، كان يضع يده عليها بين الحين والآخر، ارتعبت الفتاة من أفعاله الغريبة لدرجة أنه شكت أنه نفر من الجن، وأن ما يفعله طقوسا خاصة بهم!
انقضت الليلة ولم ينم أي منهما، وعندما حل الصباح أوصلها الشاب بنفسه للحافلة، وعادت الفتاة لأهلها بسلام وقصت لوالديها ما حدث معها جميعه ولم تخفي شيئا، مرضت الفتاة في الحال من شدة أهوال ما قضته.
شك والدها في الأمر ولاسيما بعد مرضها، فقرر أن يتأكد بنفسه من كل شيء، عاد للمكان الذي ذكرته ابنته وادعى بأنه عابر سبيل ضال للطريق، ومكث عن الشاب فوجد منه حسن الخلق، كان الشاب جميلا للغاية حسن الهيئة، سأله عن الضمادة التي بيده، فقال له الشاب: “لقد وضعت في ابتلاء، ليلة أمس حلت علي فتاة لم أرى في جمالها ضيفة، وقد كانت في ضائقة، أجبرتني الظروف لضيافتها ليلة كاملة، وحل علي الشيطان بوساوسه ضيفا ثقيلا يريد أن يوقع بي، وكلما وسوس لي وضعت يدي على النار لأتذكر نار الآخرة وأطرده وأفكاره الشيطانية”.
أعجب الوالد كثيرا بصدق الشاب ومدى صلاحه وقرر أن يأخذه لمنزله بأي حجة، وما إن وصل منزله جعل ابنته تخرج للشاب وقرر أن يزوجهما لبعضهما البعض في الحال.
(لقد ترك الشاب الحرام خشية ومخافة الله سبحانه وتعالى، فأعطاه الله الفتاة الجميلة في الحلال طيلة عمره).