من أمثلة الحلف بغير الله
- الحلف بالنبي محمد –صلى الله عليه وسلم-.
- الحلف بالكعبة.
- الحلف بحق الله.
- الحلف بالذمة.
- قول: بذمتك أو محرَّج إن فعلت كذا.
- الحلف بالصلاة ولا بالذمة.
- الحلف بالأنبياء والآباء والشرف والقرآن.
- الحلف بالأمانة ونحوها.
- الحلف بالذمة وغيرها.
- كتابة أسماء الله على حبات السبحة.
الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام: الحلف بالنبي أو غيره من الناس أثم عظيم وهو من الشرك الأصغر، ولا يجوز لأحد أن يحلف إلا بالله وحده، وقد ذكر الإمام ابن عبدالبر-رحمه الله- إجماع العلماء على تحريم الحلف بغير الله؛ وقد صحت الأحاديث عن رسولنا الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم- بالنهي عن ذلك وأنه من المشركات، كما ورد في الصحيحين عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت”، وفي لفظ آخر: “فمن كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله أو ليسكت”، وفي حديث آخر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك “.[1]
الحلف بالكعبة: لا يجوز الحلف بالكعبة أو بأي مكان مقدس؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: “من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت” متفق عليه، وقوله –صلى الله عليه وسلم-: “من حلف بشيء دون الله فقد أشرك” رواه الإمام أحمد من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ويوجد أحاديث عديدة في تحريق الحلفان بالكعبة وغيرها من الأشياء، حيث أن الحلفان الشرعي هو الحلف بالله وحده، أن يقول: والله أو بالله أو تالله لأفعلن كذا أو لا أفعل كذا، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- عندما يحلف يقول: “والذي نفسي بيده”.
الحلف بحق الله: لا يجوز أن نحلف بحق الله، فيُحلف بالله، والله، بعزة الله، والرحمن الرحيم، والقادر على كل شيء، ورب العالمين، والذي نفسي بيده فقط، وذلك لأن الله حقه علينا تعظيمه وتجليله وطاعته بأفعالنا وتوحيده، فلا يصح الحلف بغير الله –سبحانه وتعالى- بأسمه أو بأحد صفاته.
الحلف بالذمة: قول: وبذمتي، وذمتي، لا يجوز شرعًا وحكمه كحكم الحلف بغير الله –سبحانه وتعالى-؛ قد قال رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم-: “من حلف بغير الله فقد أشرك، ومن كان حالفًا فليحلف بالله، أو ليصمت وقال: لا تحلفوا إلا بالله”، وجاء في الحلف بالأمانة والذمة حديث رسولنا –صلى الله عليه وسلم-: “من حلف بالأمانة فليس منا”.
قول: بذمتك أو محرَّج إن فعلت كذا: لا يجوز الحلف بغير الله فلا يقال: بذمتي ما فعلت كذا ولا بذمة فلان ولا بحياة فلان ولا بصلاتي، كل هذا من الحلف بغير الله لا أصل له في الشرع؛ حيث يجب الحلف بالله وصفاته فقط، فيجب علينا كمسلم ومسلم أن نحفظ أيماننا وألا نحلف إلا لحاجة؛ لقول الله تعالى: “وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ” [المائدة: 89].
الحلف بالأنبياء والآباء والشرف والقرآن: لا يجوز الحلف بغير الله ولا بأي مخلوق لا الأنبياء ولا الصحابة ولا الآباء، بل يجب أن يكون الحلف بالله وحده -سبحانه وتعالى-؛ لما جاء عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب, وهو يحلف بأبيه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت”. متفق عليه.
كتابة أسماء الله على حبات السبحة: تعتبر كتابة أسماء الله على حبات السبحة نوع من أنواع الأمتهان لأسماء الله، فلا يجوز وضعها في حجرات السبحة ولا شيئًا من الآيات القرآنية، ولا ذكر الله –سبحانه وتعالى-، والأفضل التسبيح والتهليل بالأصابع وهو سنة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم-.[2]
حكم الحلف بغير الله
أثم عظيم، ويعتبر من الشرك الأصغر، ولا يجوز حتى ولو كان الإنسان مازحًا، فيجب التوبة منه .
يعتبر الحلف بغير الله من الشرك الأصغر لحديث النبي-صلى الله عليه وسلم-: “من حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك”. رواه أحمد وأبو داود والترمذي و صححه الألباني، وقد يصبح الحلف بغير الله شركًا أكبر بإقرار الحالف أن هذا المحلوف به يستحق التعظيم كما يستحقه الله، أو أنه يستحق عبادته مع الله –سبحانه وتعالى-.
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدرك عمر بن الخطاب وهو يسير في ركب, وهو يحلف بأبيه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت”. متفق عليه.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى؛ فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك؛ فليتصدق”. رواه أحمد والبخاري وأبو داود.
قال ابن العربي: “من حلف بها جاداً فهو كافر، ومن قالها جاهلاً أو ذاهلاً يقول: لا إله إلا الله، يكفر الله عنه، ويرد قلبه عن السهو إلى الذكر، ولسانه إلى الحق، وينفي عنه ما جرى به في اللغو”. نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
ونجد عددًا كبيرًا من الأحاديث في هذا الحكم مذكورة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة -رضوان الله عليهم-، ويجب علينا كمسلمين وموحدين بالله –سبحانه وتعالى- ألا نحلف بغير الله وحده كائنًا من كان، وإذا وجدنا أحدًا يقوم بذلك علينا أن نحذره وأن ننهيه عن ذلك؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” خرجه مسلم في صحيحه.
ولكن من حلف بغير الله تعالى بدون قصد منه، فلا شيء عليه؛ لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.[3]
التوبة من الحلف بغير الله
كفارة التوبة من الحلف بغير الله –تعالى- قول: “لا إله إلا الله”.
ينبغي على الحالف بغير الله التوبة، والندم على ما قال والعزم على ألا يعود، وقول لا إله إلا الله؛ حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق”. رواه أحمد، والبخاري، وأبو داود، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
قال المهلب في تفسير الحديث الشريف: “كان أهل الجاهلية قد جرى على ألسنتهم الحلف باللات والعزى، فلما أسلموا ربما جروا على عادتهم من ذلك من غير قصد منهم، فكان من حلف بذلك، فكأنه قد راجع حاله إلى حالة الشرك، وتشبه بهم في تعظيمهم غير الله، فأمر النبي -عليه السلام- من عرض له ذلك بتجديد ما أنساهم الشيطان أن يقولوا: لا إله إلا الله، فهو كفارة وفي ذلك براءة من اللات والعزى، ومن كل ما يعبد من دون الله”.[4]