من صفات الآلهة الباطلة
- عدم القدرة على النفع والضر من الآلهة .
- لا يملكون شئ فإن الملك لله .
- مخلوقين وليس خالقين .
- عاجزة .
صفات الآلهة الباطلة هي كل ما قد يتوهمه المشركون أو العابدون لهذه الآلهة من دون الله، ومن صفاتهم عدم القدرة على النفع والضر وأنهم لا يملكون شيء فالملك لله وحده، فإن الله هو الواحد الأحد لا إله غيره ولا معبود سواه، وقدرة الله فوق أي قدرة بشرية، وفوق القدرات والصفات التي يدعوها المشركون لآلهتهم فإنهم حتى ليس لهم القدرة على الخلق، و من صفات الآلهة الباطلة أنها عاجزة عن فعل أي نفع أو ضر لمن يعبدوها، وإن الشرك بالله لهو جريمة عظيمة للنفس، وجريمة في حق الله أيضًا المقدم على حق النفس قال الله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } [لقمان: 13] ووصف الشرك بالظلم العظيم لأنه تعدٍ على حق الله سبحانه وتعالى في الاعتقاد بوجود غيره وترك عبادته واحدًا لا شريك له، فالله هو الرازق الوهاب لهذا الانسان الضعيف الذي يصور له الشيطان وجود إله غير الله تعالى الله عما يصفون، فيجب الإيمان بالله وحده لا شريك له. [1]
عدم القدرة على النفع والضر من الآلهة: وإن من صفات الآلهة الباطلة هذه أنهم “لا ينفعون أحدًا ولا يضرونه” كما جاء في القران الكريم قال تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمۡنَـٰهُمۡ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَاۤ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِی یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَیۡء لَّمَّا جَاۤءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَیۡرَ تَتۡبِیب﴾ [هود ١٠١]، فهذه الأصنام أو الأشخاص المتخذون آلهة يعبدوهم من دون الله تعالى لا ينفعون هؤلاء القوم الذين يعبدوهم إذا قدر الله شيئًا عليهم، فهم رغم عبادتهم لها والدعاء وتقديم الذبائح والقرابين لها فهي لا تُغني عنهم عند نزول البلاء وكذلك هو حال كل من التجأ بغير الله في الابتلاءات لا يغني عنه شئ. [2]
في الآية الكريمة قال تعالي: ﴿وَیَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَضُرُّهُمۡ وَلَا یَنفَعُهُمۡ وَیَقُولُونَ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شُفَعَـٰۤؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا یَعۡلَمُ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [يونس ١٨] فإن هذه الآلهة لا تضرهم إن لم يعبدوها ولا تنفعهم إن عبدوها فهي والعدم سواء في النفع والضر ولا نافع ولا ضار إلا الله سبحانه وتعالى.
لا يملكون شئ فالملك لله: فإن من صفاتهم هو عدم ملكهم أو قدرتهم على فعل شئ بل أن الملك بيد الله وحده قال الله تعالى: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍۢ وَٰحِدَةٍۢ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلْأَنْعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍۢ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمْ خَلْقًۭا مِّنۢ بَعْدِ خَلْقٍۢ فِى ظُلُمَٰتٍۢ ثَلَٰثٍۢ ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ﴾ [الزمر ٦]، أن الله هو الذي خلقكم وخلق ءاباكم وأزواجكم وخلق لكم الأنعام وخلقكم من العدم وصوركم في رحم الأم وأنتم في أضعف ما يكون، (ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ) جاء في تفسير ابن كثير: أن الله هو الذي رزقكم بكل هذا وخلقكم فله الملك والتصرف في جميع ذلك، وهو المستحق للعبادة ولا تنبغي العبادة إلا لله وحده فكيف تعبدون من هم من دونه! [3]
مخلوقين وليس خالقين: فهم مخلوقون فإما من الحجارة وإما من العجوة وإما حيوان يُعبد من دون الله أو نار فكل هؤلاء هم خلق الله سبحانه وتعالى ﴿أَیُشۡرِكُونَ مَا لَا یَخۡلُقُ شَیۡـٔا وَهُمۡ یُخۡلَقُونَ﴾ [الأعراف ١٩١] فكيف تُشركون بالله مخلوقات لم تخلق شيئا والله هو الخالق، وكما جاء في القران الكريم: ﴿وَٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا یَخۡلُقُونَ شَیۡـٔا وَهُمۡ یُخۡلَقُونَ﴾ [النحل ٢٠]
عاجزة: وما يدل على عجز هؤلاء الآلهة الباطلة ما جاء في القران الكريم: ﴿إِن تَدۡعُوهُمۡ لَا یَسۡمَعُوا۟ دُعَاۤءَكُمۡ وَلَوۡ سَمِعُوا۟ مَا ٱسۡتَجَابُوا۟ لَكُمۡۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یَكۡفُرُونَ بِشِرۡكِكُمۡۚ وَلَا یُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِیر) [فاطر ١٤]، أي أن هذه الآلهة التي تدعوها لا يسمعون ما تدعون به لها من الأساس لأنهم جمادات لا أرواح فيها ولن يستجيبوا لكم، (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) فإذا ظل هذا المشرك يدعي هذه الآلهة حتى تقوم القيامة فلن يستجيبوا له لأنهم غافلون عنه عاجزين عن تحقيق أي من دعواه لأن المجيب القريب هو الله سبحانه وتعالى الذي يسمع دعائك ونجواك وتضرعك ويستجيب لك ويرحمك ويلطف بك. [4]
الإيمان بالله
لأن الله هو من أجدنا وخلقنا وبث فينا الروح ورحمنا ولطف بنا وسمع دعائنا وفرج همومنا وكروبنا ويسر لنا الارض والسماء والجبال والبحار والانهار والامطار والزرع والأنعام وقال الله تعالي: ﴿ذَ ٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَـٰلِقُ كُلِّ شَیۡء فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡء وَكِیل﴾ [الأنعام ١٠٢] وقد جاء في تفسير هذه الآية في تفسير السعدي: “أي: إذا استقر وثبت، أنه الله الذي لا إله إلا هو، فاصرفوا له جميع أنواع العبادة، وأخلصوها لله، واقصدوا بها وجهه. فإن هذا هو المقصود من الخلق، الذي خلقوا لأجله”، وقال تعالى: ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصا لَّهُ ٱلدِّینَ – أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّینُ ٱلۡخَالِصُۚ وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِیُقَرِّبُونَاۤ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰۤ﴾ [الزمر] وقد جاء في تفسير ابن كثير: أي فاعبد الله وحده لا شريك لك، كما أنه ينبغي عليك أن تدعوا الناس لعبادة الله وحده وأنه ليس هناك شريك ولا ند لله عز وجل، وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: ﴿أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ عُبّاد الْأَصْنَامِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ أَيْ: إِنَّمَا يَحْمِلُهُمْ عَلَى عِبَادَتِهِمْ لَهُمْ أَنَّهُمْ عَمَدُوا إِلَى أَصْنَامٍ اتَّخَذُوهَا عَلَى صُوَرِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ فِي زَعْمِهِمْ، فَعَبَدُوا(٥) تِلْكَ الصُّوَرَ تَنْزِيلًا لِذَلِكَ مَنْزِلَةَ عِبَادَتِهِمُ الْمَلَائِكَةَ؛ لِيَشْفَعُوا لَهُمْ عند الله في نَصْرِهِمْ وَرِزْقِهِمْ، وَمَا يَنُوبُهُمْ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فَأَمَّا الْمَعَادُ فَكَانُوا جَاحِدِينَ لَهُ كَافِرِينَ بِهِ. [5] [6]
حتى أن قريش لم تختلف في الإيمان بربوبية الله تعالي (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) (يونس:31).
وإن الإيمان بالله هو الأصل الذي خلق الله من أجله السموات والأرض والجنة والنار وكل شيء وإن الإيمان الصحيح بالله فجزاءه الجنة في الدار الآخرة فقد قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(النحل:97) [7]
لا وساطة بين العبد وربه
وجاء في تفسير القرطبي: “(وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ) وَهَذِهِ غَايَةُ الْجَهَالَةِ مِنْهُمْ، حَيْثُ يَنْتَظِرُونَ الشَّفَاعَةَ فِي الْمَآلِ مِمَّنْ لَا يُوجَدُ مِنْهُ نَفْعٌ وَلَا ضَرٌّ فِي الْحَالِ” فهؤلاء الآلهة لم تنفعهم بشيء لم تخلقهم ولم ترزقهم ولم تشفهم بل لم تنفعهم بشيء وهم الذين يقدمون لها القرابين والهدايا دون منفعة محصلة منهم، وهم في قرارة أنفسهم يعلمون أن الله هو الخالق الرازق كما جاء في الآيات ﴿قُلۡ مَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن یَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَمَن یُخۡرِجُ ٱلۡحَیَّ مِنَ ٱلۡمَیِّتِ وَیُخۡرِجُ ٱلۡمَیِّتَ مِنَ ٱلۡحَیِّ وَمَن یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَیَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [يونس ٣١] وأيضًا: (قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِیمِ – سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ – قُلۡ مَنۢ بِیَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیۡء وَهُوَ یُجِیرُ وَلَا یُجَارُ عَلَیۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ – سَیَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلۡ فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ) [المؤمنون 86-89]. [8]