مكث الرسول صلى الله عليه وسلم في باديه بني سعد
أربع سنوات .
كانت مرضعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي حليمه السعدية، وكانت تسكن بادية بني سعد، وهي منطقة تبعد عن مكة بحوالي 115 كيلو متر، وأرضعته حليمه السعدية لمدة عامين حتى كبر ورأت حليمة فيه الخير والبركة فطلبت من أمه أن يبقى عندها مدة أكثر من العامين، فمكث النبي صلى الله عليه وسلم عند حليمة في بادية بني سعد لمدة 4 سنوات من سنوات طفولته، ورجع إلى امه بعد 4 سنوات، وعاش في كنف امه حتى عمر السادسة حتى توفيت أمه، وأخذه جده عبد المطلب لمدة عامين حتى توفي جده عبد المطلب وبعدها عاش عند عمه أبو طالب الذي رعاه حق رعاية، وقدّمه على أولاده، حتى توفي قبل الهجرة بثلاث سنوات.
بادية بني سعد
هي المنطقة التي كانت تسكن فيها مرضعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حليمة السعدية، وتبعد عن مكة بحوالي 115 كيلو متر.
مكث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند مرضعته حليمة السعدية في بادية بني سعد لمدة 4 سنوات قضاها -صلى الله عليه وسلم- مع عائلة حليمة السعدية والتي تتكون من “الحارث بن عبد العزى” وزوجته “حليمة بنت عبد الله بن الحارث” وثلاثة أبناء، وهم: “عبد الله بن الحارث”، و”أنيسة بنت الحارث” و”جدامة بنت الحارث” ولقبت الأخيرة بـ”الشيماء”، وهي أشهر أخوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة.[1]
أثر نشأة النبي في بادية بني سعد عليه
أثرت السنوات الأربع التي قضاها -صلى الله عليه وسلم- في بادية بني سعد في بناء شخصيته وجسده، حيث ترسخت به الصفات التالية:
الحادثة التي حدثت للرسول في بادية بني سعد
حادثة شق الصدر .
حادثة شق الصدر هي حادثة معروفة وردت في كتب السيرة الإسلامية، وهي حادثة وقعت للنبي محمد وهو في الخامسة من عمره في بادية بني سعد، كان يلعب مع أطفال في مثل عمره، فجاء إليه جبريل، وأخذه ثم شق صدره وغسله في إناء من ذهب ، ونزع عنه علق سوداء، وقال عن هذه العلقة: “هذا حظ الشيطان منك”، ثم أعاد قلبه إلى مكانه.
جاء الأطفال إلى مرضعته حليمة السعدية، وأخبروها بوفاة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهم يقولون: “إن محمداً قد قُتل”، لكنه عاد إليهم بلون باهت بعد حادثة الشق وهو يرتعد من الخوف، وظل أثر الشق في صدره، فخافت حليمة من أن يكون قد أصابه -صلى الله عليه وسلم- مكروه، فأرجعته إلى أمّه، وقالت لها: “أدّيت أمانتي وذمّتي” وأخبرتها بحادثة شق الصدر ولم تبدي امه أي رد فعل، وقالت لها:”إني رأيت خرج مني نورٌ أضاءت منه قصور الشام”.
ودارت أحاديث عن شق صدره -صلى الله عليه وسلم- مرة أخرى في حادثة الإسراء والمعراج، وجاء الحديث فيحادثة شق صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخامسة من عمره ثابت صحيح أخرجه مسلم وغيره: “عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئيره: أي مرضعته- فقالوا إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: أرى أثر المخيط في صدره”.
وبسبب هذه الحادثة، تشرّف الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتطهير من حظ الشيطان وفتنه، ومن مطبات الشرك وضلال الجهل، بما في ذلك التحضير للنبوة والوحي منذ الصغر.[2][3]
نشأة الرسول صلى الله عليه وسلم
وُلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صبيحة يوم الإثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، والذي يُوافق العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571م في مكة المكرمة فقد اصطفى الله رسولنا من بني هاشم، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفى قريشاً من سائر العرب، فقال –صلى الله عليه وسلم- : “إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً، وخيركم نفساً” رواه أحمد.
ولم يختلط نسب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ من سفاح الجاهليّة؛ فنسبة من أطهر الأنساب والذي يمتد إلى آدم عليه السلام، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- : “خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء” رواه الطبراني.
ونشأ رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يتيماً؛ فتوفى والده في المدينة قبل ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم تولى أمره جدّه عبد المطلب، واختار له أكفأ المرضعات؛ فذهب رسولنا -صلى الله عليه وسلم- إلى المرضعة ثويبة مولاة أبي لهب، ثم إلى حليمة السعدية التي مكث في دارها 4 سنوات في بادية بني سعد، ليلقى من مرضعته حليمة كل العناية وحرصت على بقائه في دارها حتى بعد أن أكمل السنتين لما رأت من البركة التي حلّت عليها بوجوده -صلى الله عليه وسلم- في دارها، وأمضى الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- سنواته الأولى في بادية بني سعد ونشأ نشأة قوية وسليمة فيها.
ثم ذهب الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة إلى امه ليمكث معها حتى توفت وكان عمره -صلى الله عليه وسلم- ست سنوات في قرية “الأبواء” بين مكّة والمدينة؛ وقد قال ابن القيم: “ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء منصرفها من المدينة من زيارة أخواله، ولم يستكمل إذ ذاك سبع سنين”، ثم أخذه جدّه عبدالمطلب ورعاه واعتنى به وقدّمه على سائر أبنائه لمدة سنتين حتى توفّي عبدالمطلب وكان عمر محمد -صلى الله عليه وسلم- ثمانِ سنين فكفله عمّه أبو طالب حتى توفّي قبيل الهجرة بثلاث سنين.[2]
مرضعات الرسول صلى الله عليه وسلم
- أمه، آمنة بنت وهب.
- ثويبة مولاة أبي لهب.
- حليمة السعدية.
- امرأة من بني سعد كانت مرضعة لحمزة.
أمه، آمنة بنت وهب: أرضعته امه 7 أيام بعد ولادته؛ حيث قال ابن جماعة: “لما ولدته ـصلى الله عليه وسلم- أمُّه أرضعته سبعة أيام”، ثم ارسلته إلى البادية مثل ما كانت العادة عند العرب قديمًا، وتوفيت أم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمره سبع سنين.
ثويبة مولاة أبي لهب: وهي أول امرأة أرضعت النبي -صلى الله عليه وسلم- لمدة أيام قليلة، قبل أن تأتي حليمة السعدية وتأخذه معها، وقال الطبري في تاريخه: “أول من أرضع رسول الله -صلى عليه وسلم- ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي”.
حليمة السعدية: وكانت حليمة هي ثالث مرضعات النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أمه آمنة وثويبة، ومكث عندها 4 سنوات.
امرأة من بني سعد كانت مرضعة لحمزة: وقد أرضعته -صلى الله عليه وسلم- وهو عند أمه آمنة بن وهب.[4]