صور ان الله وملائكته يصلون على النبي
معنى إن الله وملائكته يصلون على النبي اختلف فيه العلماء فالبعض أرجح أن المقصود بصلاة الله الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم عند الملائكة وصلاة الملائكة المقصود بها الدعاء وهذا المعنى رجحه ابن حجر والسخاوي وابن القيم، حيث قال أبو الْعَالِيَةِ: ( صلاَةُ اللَّهِ: ثَنَاؤُهُ عليه عِنْدَ الْمَلاَئِكَةِ، وَصَلاَةُ الْمَلاَئِكَةِ: الدُّعَاءُ )، ومن الأقوال الأخرى في معنى إن الله وملائكته يصلون على النبي أن المقصود بالصلاة هنا البركة حيث قال ابن عباس ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ ﴾ يقول: يباركون على النبي )، وقال ابن حجر رحمه الله ( أي يدعون له بالبركة. فيوافق قولَ أبي العالية، لكنه أخصُّ منه).[1]
متى نزلت آية إن الله وملائكته يصلون على النبي
عن ابن أبي عمرو النيسابوري قال : حدثنا الحسن بن أحمد المخلدي قال : أخبرنا المؤمل بن الحسن بن عيسى قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا سفيان ، عن الزبير بن عدي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : قد عرفنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فنزلت : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )، أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا الرياشي ، عن الأصمعي قال : سمعت المهدي على منبر البصرة يقول : إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه ، وثنى بملائكته ، فقال : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) آثره الرسول صلى الله عليه وسلم بها من بين سائر الرسل ، واختصكم بها من بين الأنام ؛ فقابلوا نعمة الله بالشكر، ولقد قال الامام سهل بن محمد بن سليمان أن هذا التشريف الذي شرف الله تعالى به نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) أبلغ وأتم من تشريف آدم عليه السلام حين أمر الملائكة بالسجود له.[2]
فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
- الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى حيث أنه أمرنا بالصلاة على النبي في قوله ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) سورة الأحزاب آية 65.
- رفع درجات المؤمن في الجنة والتكفير عن ذنوبه وسيئاته فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ ) وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
- سبب من أسباب كفاية هموم المؤمن وإن عظمت فعن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال : إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ ) رواه الترمذي.
- أداء لبعض حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثيرة على أمته فمن أبسط حقوقه صلى الله عليه وسلم كثرة الصلاة والثناء عليه.
- سبب لنيل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ( صلى عليه عشراً إذا أصبح ، وعشراً إذا أمسى فاز بشفاعته ) رواه الطبراني.
- المؤمن إذا صلى عليه، صلى وأثنى عليه ربه في الملأ اأعلى وكلما زاد المؤمن صلاةً زاد الله عليه ثناءً.
- أولى الناس به وأقربهم منه منزلة يوم القيامة هم أكثرهم صلاةً عليه فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( أَوْلى النَّاسِ بِي يوْمَ الْقِيامةِ أَكْثَرُهُم عَليَّ صَلاَةً ) رواه الترمذي.
- صلاة المؤمن وسلامه تعرض على النبي صلى الله عليه وسلم في قبره عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: ( ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ)( وإذا صلى عليه أحدٌ من أمته قال الملَكُ:يا محمّد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة ) وحسنه الألباني.
- سبب لاستجابة الدعاء فلا بد لمن يدعو ربه أن يصلي عليه في أوله ونهايته فعن فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه قال: سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ.[3]