مما تتميز به صلاة الكسوف عن غيرها من الصلوات
ما تتميز به صلاة الكسوف عن غيرها من الصلوات هو أنها تذكير للعباد بيوم القيامة وقدرة الله تعالى.
جاءت صلاة الكسوف إلينا كتذكير من الله لعباده بيوم القيامة وأنه آتٍ لا ريب فيه فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)، وقال الله سبحانه وتعالى أيضًا: (وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا) لذلك يجب أن نتعظ ونخاف لمثل هذه الآية العظيمة ونتضرع إلى الله، ويستحب عند حدوث الكسوف الصلاة والدعاء والتصدق والاستعفار لما رواه البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي ـ صلى الله عليه سلم ـ قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا حياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا). ورويا عن أبي موسى قال: خسفت الشمس فقام النبي ـ صلى الله عليه وسلمـ وقال: (إذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره). [1] [2]
الحكمه من حدوث الكسوف
الحكمه من حدوث الكسوف تخويف الله لعباده.
الكسوف أو الخسوف هو اليوم الذي تذهب فيه الشمس أو القمر من وسط السماء وجعل الله في هذا تذكير وموعظةً للناس بقدرته عز وجل على تغيير الأحوال وتنبيه لما سيحدث يوم القيامة فعن أسماء رضي الله عنها قالت: أطال النبي عليه السلام القيام جدًا (الكسوف) حتى تَجلّاني الغَشْي فأخذت قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي أو وجهي من الماء)، ويقول العلماء: أن الغشى هو مرض يعرض من طول التعب والوقوف وهو ضرب من الإغماء إلا أنه أخف منه إذا كان خفيفًا وإنما صبت أسماء الماء على رأسها مدافعة له من كتاب فتح الباري،
وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الكسوف فزعا خائفا حتى أنه أخذ لباس زوجته بدلا من ردائه خطأً لانشغال ذهنه بقيام الساعة حتى أدركه شخص خلفه بردائه كما في صحيح مسلم من حديث أسماء “كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى أُدرك بردائه“
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ)، ولقد ذهب جمهور العلماء على أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة ليست بواجبة، ونقل بعضهم الإجماع على ذلك، وذهب بعض أهل العلم إلى أنها واجبة وقال بعضهم أنها فرض كفاية.
تشمل كل ركعة من صلاة الكسوف على
- نقرأ قراءة طويلة في أول ركعة.
- في كل ركعة ركوعان.
- ثم يقوم فيقرأ قراءة طويلة دون القراءة الأولى.
ذهب جمهور العلماء إلى صيغة واحدة لصلاة الكسوف والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وهي أنه صلى بهم ركعتين في كل ركعة ركوعان، يقرأ قراءة طويلة، ثم يركع ركوعًا طويلًا، ثم يقوم فيقرأ قراءة طويلة دون القراءة الأولى، ثم يركع ركوعًا دون الركوع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين، وثبت عنه أنه جهر بالقراءة فيها، كما أن قراءة الفاتحة وما يليها بعد الركوع الأول سنة لا تبطل الصلاة بتركه، فلو نسي القراءة بعد الركوع الأول من الركعة فالصلاة صحيحة.)
والدليل على صفة صلاة الكسوف ما ورد عَنْ السيدة عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: (خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَفَّ النَّاسُ وَرَاءَهُ، فَكَبَّرَ، فَاقْتَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، فَقَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ، وَقَرَأَ قِرَاءَةً طَوِيلَةً هِيَ أَدْنَى مِنْ الْقِرَاءَةِ الْأُولَى، ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ أَدْنَى مِنْ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَاسْتَكْمَلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فِي أَرْبَعِ سَجَدَاتٍ، وَانْجَلَتْ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ، ثُمَّ قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ). [1] [3]
هل تعاد صلاة الكسوف والخسوف في حال استمراره
لا تعاد صلاة الكسوف والخسوف في حال استمراره، بل يجب أن يشغل العبد بالاستغفار والدعاء والذكر وأن يظل في المسجد من حين الكسوف حتى وقت التجلي، وينطبق هذا الأمر على صلاة خسوف القمر أيضًا، فلقد قال الحسن البصري: خسف القمر، وابن عباس أمير على البصرة، فخرج فصلىبنا ركعتين في كل ركعة ركعتين (أي ركوعين) ثم ركب وقال: إنما صليت كما رأيت النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ يصلي: رواه الشافعي في المسند. [1]
دعاء الخسوف
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كان يصلي صلاة الخسوف بصفتها التي وردت في الحديث السابق، لكن لم يرد عنه أدعية مخصصة لصلاة الكسوف بل كان يستحب الاستغفار بجميع صفاته من الأدعية فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله، وكبروا، وصلوا، وتصدقوا”،ومن الأدعية التي من الممكن أن تقال: “اللهم ارحمنا إذا برق البصر وخسف القمر وجُمع الشمس والقمر، اللهم اجعل خسوف قمرك هذا رحمة لنا ولا تؤاخذنا بذنوبنا ولا تنزل غضبك علينا واغفر لنا وارحمنا يا أرحمُ الراحمين”. [4]