من تحقيق التوحيد الواجب
- ترك كل أنواع الشرك الأكبر والأصغر والخفي.
- ترك كل أنواع البدع.
- ترك كل أنواع المعاصي.
تحقيق التوحيد هو بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدًا رسول الله. وتحقيق التوحيد على درجتين درجة واجبة ودرجة مستحبة. تحقيق التوحيد الواجب بترك كل أنواع الشرك الأكبر والأصغر والخفي وكل أنواع البدع وكل أنواع المعاصي. أما تحقيق التوحيد المستحب فهو ترك التوجه لغير الله أو التعلق بغير الله حتى يكون القلب متوجه لله تعالى وحده. [1] [2]
الفرق بين تحقيق التوحيد الواجب وتحقيق التوحيد المستحب
من المعروف الفرق بين الواجب والمستحب. الواجب هو أمر فعله يستحق الثواب وتركه يستحق العقاب أما المستحب هو أمر فعله يستحق الثواب وتركه لا يستحق العقاب. والأمر نفسه منطبق على التوحيد أي أن تحقيق التوحيد الواجب هو أمر فعله يستحق الثواب وتركه يستحق العقاب من مثل الحذر من الوقوع في المعاصي والبدع والشرك أما تحقيق التوحيد المستحب هو أمر فعله يستحق الثواب وتركه لا يستحق العقاب وهو أساس التفاضل والتفاوت بين الناس مثل صلاة النوافل وصلاة الليل. [1] [3]
من أقسام تحقيق التوحيد
- توحيد الربوبية.
- توحيد الألوهية
- توحيد الأسماء والصفات
توحيد الربوبية: المقصود بتوحيد الربوبية هو إفراد الله تعالى بأفعاله من الخلق والملك والتدبير. كما قال الله تعالى في سورة الزمر (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) وفي سورة الملك (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وفي سورة السجدة (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّون).
توحيد الألوهية: المقصود بتوحيد الألوهية هو إفراد الله تعالى بالعبادة وذلك بأن يعبد الله تعالى وحده لا شريك له مثل الدعاء والخوف والتوكل والاستعانة والاستعاذة ونحو ذلك. كما قال الله تعالى في سورة غافر (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وفي سورة آل عمران (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وفي سورة المائدة (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وفي سورة الفاتحة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وفي سورة الناس (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ).
توحيد الأسماء والصفات: المقصود بتوحيد الأسماء والصفات الإيمان بكل ما ورد في القرآن والسنة النبوية من أسماء وصفات الله تعالى التي وصف الله تعالى بها نفسه أو وصفه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما قال الله تعالى في سورة الحشر (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ). [4] [5]
من شروط تحقيق التوحيد
- العلم
- الاعتقاد
- الانقياد
العلم: من غير الممكن تحقيق التوحيد وتحقيق العمل بالتوحيد من قبل من لا يعرفه ويعلمه ويفهمه. لذلك من الواجب على كل شخص مكلف أن يعرف ويتعلم ويتفهم في توحيد الله تعالى من أجل تصحيح المعتقدات والأقوال والأعمال.
الاعتقاد: على الرغم من أن العلم شرط من شروط تحقيق التوحيد إلا إنه شرط غير كاف وحده. فإذا تحقق شرط العلم ولم يتحقق شرط الاعتقاد لم يتحقق التوحيد. لذلك من الواجب تحقيق الاعتقاد الجازم من خلال التصديق واليقين بما ورد عن الله تعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الانقياد: إذ تحقق شرط العلم والاعتقاد ولم يتحقق شرط الانقياد لم يتحقق التوحيد. والواجب هو تحقيق كل شروط التوحيد وهي العلم والاعتقاد والانقياد. والانقياد هو الامتثال للأوامر التي وردت عن الله تعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأوامر والنواهي. [6]
أهمية تحقيق التوحيد
تحقيق التوحيد هو الغاية والغرض التي خلق الله تعالى الخلق لأجلها كما قال الله تعالى في سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ). من هذه الآية الكريمة نعرف أهمية تحقيق التوحيد. فالتوحيد هو الغاية والغرض التي خلق الله تعالى الخلق لأجلها وهو حق الله تعالى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ألَّا يعذبَ مَن لا يشرك به شيئًا). ومن هذا الحديث الشريف نعرف أن تحقيق التوحيد هو حق الله سبحانه وتعالى على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا.
علاوًة على ذلك، تحقيق التوحيد هو شرط من شروط قبول العمل الصالح للانتفاع من العمل الصالح في الدنيا والآخرة. والدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة الإسراء (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا). في هذه الآية الكريمة نرى أن الشخص لا بد أن يكون مؤمن وموحد لله تعالى حتى يكون سعيه مشكورًا ومقبولًا. أي أن التوحيد هو شرط من شروط قبول العمل بدليل قول الله تعالى في سورة الإسراء (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا). والشرك هو محبط لقبول العمل بدليل قول الله تعالى في سورة الزمر (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
فضل تحقيق التوحيد
فضل تحقيق التوحيد عظيم في الدنيا والآخرة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأهل مكة (يا قوم قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا). توحيد الله سبحانه وتعالى فضائله عظيمة ومنافعه كثيرة. والتوحيد هو سبب من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار وذلك في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على عباده أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ألَّا يعذبَ مَن لا يشرك به شيئًا).
وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار) والتوحيد يغفر الذنوب ويكفر الخطايا وهناك أحاديث كثيرة عن فضل التوحيد فهو أعظم سبب من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار من مثل حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة) وأسأل الله تعالى أن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه، ويجعل آخر كلامنا من الدنيا: لا إله إلا الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. [7] [8]