الطهارة الواجبة لرفع الحدث الأكبر هي
الطهارة الواجبة لرفع الحدث الأكبر هي الاغتسال . ومن الجدير بالذكر أن الاغتسال له صفتان، وهما الصفة المجزئة والصفة الكاملة، والكاملة هي المحببة، إذ أنه في الصفة المجزئة يتم الاكتفاء بالاغتسال على تلك الصفة، ويكون الشخص قد صح اغتساله، وأصبح متطهرًا من الحدث الأكبر، أما من يخل بتلك الصفة فلا يصح اغتساله، أما الصفة الكاملة المستحبة فهي الصفة التي يكون من المستحب الإتيان بها أي أنها ليست واجبة، وفي التالي توضيح كلا الطريقتين: [1]
طريقة الطهارة بالصفة الواجبة المجزئة
وتكون الطهارة بها صحيحةً، وفي التالي كيفية القيام بها:
- وجود نية الطهارة من الحدث الأكبر سواء أكان جنابةً، نفاسًا، أو حيضًا.
- ثم غسل الجسد كله مرة، وفيها يتم تفقد جذور الشعر، والأماكن التي يصعب وصول الماء إليها، مثل الإبطين الركبتين من الخلف، إلى جانب المضمضة ثم الاستنشاق، فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع “والدليل على أن هذا الغسل مجزئٌ: قوله تعالى : ( وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ ) [سورة المائدة/ الآية 6]، ولم يذكر الله شيئا سوى ذلك، ومن عَمَّ بدنه بالغسل مرة واحدة صدق عليه أنه قد اطَّهَّرَ” انتهى.
طريقة الطهارة بالصفة الكاملة المستحبة فهي
وهي المستحبة في الطهارة، وفي التالي كيفية القيام بها:
- أن ينوي المسلم طهارته من الحدث الأكبر في قلبه.
- وبعدها يذكر اسم الله عز وجل، ويغسل يديه ثلاث مرات، وكذلك فرجه.
- ثم الوضوء الكامل بنفس طريقة وضوء الصلاة.
- وبعدها يقوم بصب المياه فوق رأسه 3 مرات، وتدليك الشعر إلى أن تصل المياه لجذوره.
- ثم يغسل جسده كله بالماء، ويتم البدء بالجزء الأيمن من الجسم، ثم الجزء الأيسر، ويُدلك باليدين حتى تصل المياه لكافة الجسد.
والدليل على أن تلك الصفة هي المستحبة هو حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اغتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيهِ وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعرَهُ، حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّه قَد أَروَى بَشرَتَهُ، أَفَاضَ عَلَيهِ المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ).
كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها أيضًا: ( كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اغتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، دَعَا بِشَيْءٍ نَحوَ الحِلَابِ، فَأَخَذَ بِكَفّهِ، بَدَأَ بِشقِّ رَأسِهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ الأَيسَرِ، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيهِ، فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ)، والحلاب هو الوعاء الذي يُحلب فيه.
ما هو الحدث الأكبر
إن الإمام النووي رحمة الله عليه قال بروضة الطالبين إن: “الحدث يطلق على ما يوجب الوضوء، وعلى ما يوجب الغسل. فيقال: حدث أكبر، وحدث أصغر، وإذا أطلق كان المراد الأصغر”، انتهى، أي أن الحدث الأكبر هو ما يوجب الاغتسال منه، ويتمثل في ثلاثة أشياء: (الجنابة، النفاس، الحيض)، وهذا يعني أن الجنب والنفساء والحائض ضمن الحدث الأكبر الذي لا يرتفع بدون الغسل. [2]
دعاء الطهارة من الحدث الأكبر
ينقسم دعاء التطهر من الحدث الأكبر إلى قسمين، ففي بداية الغسل يقول المسلم: “بسم الله”، وفي النهاية يقول المسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التّوّابين واجعلني من المتطهّرين)، إذ أن ما يتم قوله وفعله عند الغسل هو ما يتم قوله وفعله عند الوضوء، أي يبدأ بالتسمية، والنية، ثم غسل الكفين، والوضوء مثل وضوء الصلاة، ولا يتم غسل القدمين، فيمكن أن يتم تأخيره لبعد الاغتسال، أي يغتسل المسلم اغتسالًا تامًا، وبعد هذا غسل القدمين، أما خلال الاغتسال، فلا تُقال أي أدعية، فلم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام أي دعاء بهذا، ومن الجدير بالذكر أن هناك عدة أشخاص يقولون بعض الأذكار التي ليس هناك عليها دليل، وبذلك تصبح من البدع. [3]
الطهارة الواجبة لرفع الحدث الأصغر هي :
الطهارة الواجبة لرفع الحدث الأصغر هي الوضوء . ومن الجدير بالذكر أن الحدث الأصغر يتمثل فيما ينقض الوضوء بغير عذر، أي الأشياء التي تحدث ولا يمكن للإنسان بعدها الصلاة بصورة صحيحة، أي أنه بعد الحدث الأصغر يكفي أن يتوضأ المسلم ومن ثم يشرع في الصلاة.
حكم الاغتسال بنية الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر
اختلف العلماء في ذلك الأمر، فإذا قام المسلم بالغسل ونيته التطهر من كلا الحدثين، فيتداخل الحدث الأكبر مع الحدث الأصغر، إلا أنه من الأكمل والأفضل أن يتبع المسلم سنة نبي الله عليه الصلاة والسلام والبدء بالوضوء، يستنجي ويغتسل وبعد هذا يبدأ في الوضوء، وفي تلك الأثناء تفيض المياه على كامل الجسد بحيث تنزل من الرأس إلى الجزء الأيمن من الجسم ثم الجزء الأيسر، وهذا هو الأفضل والأصح، ولكن إذا قام المسلم بالاغتسال بنية التطهر فإن ذلك، ولكن من الكمال اتباع سنة نبينا الكريم.
الفرق بين الحدث الأصغر والأكبر
إن الحدث بصورة عامة يتمثل في أي شيء ناقض للطهارة ويبطل صحة الصلاة بغير عذر، مثل النوم أو غيره، وهناك فرق ما بين الحدث الأكبر والأصغر، وهذا الفرق يجعل التطهر منهما مختلفًا، وفي التالي توضيح الفرق بينهما:
- الحدث الأكبر: يتمثل في الأسباب التي توجب الغسل للطهارة، وهي (النفاس، الجنابة والحيض).
- الحدث الأصغر: وهو ما لا يستوجب الغسل، ولكن يكفي فيه الوضوء، على سبيل المثال: (التبول، التغوط، إطلاق الريح).
الخطوات الصحيحة للطهارة
حتى تصح طهارة المسلم يجب عليه القيام ببعض الخطوات، وفي التالي توضيح الخطوات الصحيحة للطهارة:
- في البداية ينوي المسلم داخل قلبه بدون النطق بالنية في الطهارة والاغتسال.
- ثم غسل الكفين 3 مرات.
- ثم غسل الفرج باليد اليسرى ثم القيام بتنظيفها بعد ذلك.
- وبعد هذا يبدأ المسلم في الوضوء، كوضوء الصلاة ولكن لا يغسل قدميه.
- ثم تخلل الماء في شعر الرأس عن طريق تحريك الأصابع، ثم يغسل 3 مرات بالمياه.
- ثم يتم غسل الجسم كله، بداية من الرأس فالجزء الأيمن من الجسد ثم الجزء الأيسر، ثم غسل القدمين.
- كما أن الماء المستخدم للطهارة له شروط أيضًا، فلا بد أن يكون طاهرًا أي لم يمسسه أي من التلوث أو النجاسة، وأن يكون صافيًا أي غير مختلط بأي إضافات مثل الصابون، الملح أو غيرها من الأشياء.
والدليل على هذا قد ذُكر في الصحيحين في حديث ابن عباس عن ميمونة خالته ـ رضي الله عنهما ـ إذ قالت: (أدْنيتُ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ غُسلَهُ منَ الجَنابةِ ، فغسلَ كفَّيهِ مرَّتينِ ، أو ثلاثًا ثمَّ أدخلَ بيمينِهِ في الإناءِ ، فأفرغَ بِها علَى فَرجِهِ ثمَّ غسلَهُ بشمالِهِ ثمَّ ضربَ بشمالِهِ الأرضَ فدلَكَها دلكًا شديدًا ثمَّ تَوضَّأ وضوءَهُ للصَّلاةِ ، ثمَّ أفرغَ علَى رأسِهِ ثلاثَ حَثياتٍ ملءَ كفِّهِ ، ثمَّ غسلَ سائرَ جسدِهِ ثمَّ تنحَّى عن مَقامِهِ فغسلَ رجلَيهِ. قالَت : ثمَّ أتيتُهُ بالمنديلِ ، فردَّهُ). [4] [5]