الذي سمى النبي صلى الله عليه وسلم محمدا هو
الذي سمى النبي صلى الله عليه وسلم محمدا هو جده عبد المطلب لرؤيا رآها .
قد ذكر العديد من الأحاديث حول تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأغلبها ليس بدرجة الصحة المؤكدة، ولكن ماقيل أن اسم الرسول كان مكتوب من وقت خلق آدم عليه السلام، فَـ قيل أن الذي سمى الرسول الكريم باسم محمد قبل بداية الخلق هو الله عز وجل، وأن نبي الله آدم قد وجد أسمه مكتوب على ساق العرش وهو كان ما يزال بين الروح والطين، كما وجد اسمه أيضًا مكتوب على أشياء عديدة في الجنة، وقد قال ابن قتيبة: (من أعلام نبوّته صلى الله عليه وسلم أنّه لم يُسَمّ قبله أحد باسم محمد، صِيانة من الله لهذا الاسم، كما فعل مع يَحيى حيث لم يجعل له من قبل سَمِيًّا، فقال تعالى: (يا زَكريَا إنا نُبشِّرُكَ بغُلامٍ اسمُه يَحْيى لَم نَجْعَل له من قَبْلُ سَمِيًّا) ولما قرب زمنه وبشَّر أهل الكتاب بقربِه سَمَّى قوم أولادَهم بذلك رجاء أن يكون هو)، وقد عدهم العياض فقال أنه لم يجد سوى ستة فقط.
وقد قال ابن حجر وهو الذي قام بجمع أسماء من تسمى باسمه في جزء مفرد فقال: (إنّهم حوالي العشرين مع تكرير في البعض ووهْم في البعض، وانتهى منهم إلى خمسة عشر نفسًا، ذكر أسماء المشهورين منهم فقال، لم يدرِك الإسلام منهم إلا محمد بن عدي التميمي السعدي، ومحمد بن البراء البكري، لأنه صحابيٌّ جزما)، وقد قال ابن خلكان أنه لا يعرف أحد قد سُميه بهذا الاسم في الجاهلية إلا ثلاثة فقط وهم محمد بن سفيان بن مجاشع جد الفرزدق، ومحمد أُحيحة بن الجلاح اخو عبد المطلب لأمه، ومحمد بن حمران بن ربيعة، ولكن المتعارف عليه أن الذي قام بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم هو جده عبد المطلب وذلك لأنه قد رأه رؤية فقال عنها: (هي سلسلة فضِّية ذات أطراف في السماء والأرض والشرق والغرب) وقد قال الكهنة عنها أنها عبارة عن: (عَقِبًا يخرج من ظهره يتبعه أهل المشرق والمغرب)، كما يوجد قول أخر أن الرؤية كانت لأمه آمنة حين كان صلى الله عليه وسلم برحمها، وحينها أُمرت في الرؤية أن تُسمية محمد ولكن ذلك لم يُثبت. [1]
نسب النبي صلى الله عليه وسلم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أشرف ولد آدم حسبًا ونسبًا وقد قال واثلة بن الأسقع، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ) رواه مسلم، ومن المعروف أن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجع إلى نسب سيدنا إبراهيم رضي الله عنه، وهو عدنان، وقد قال الذهبي رحمه الله: (هو مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، واسم عبد المطلب شيبة، ابن هاشم واسمه عمرو، ابن عبد مناف واسمه المغيرة، ابن قصي واسمه زيد، بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غَالِبِ بنِ فِهْرِ بنِ مَالِكِ بن النضر بن كنانة بن خزيمة ابن مدركة، واسمه عامر بنِ إِلْيَاسَ بنِ مُضَرَ بنِ نزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عدنان، وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم -صلى الله عليهما وعلى نبينا وسلم)، وأما سيدنا عروة بن الزبير فقد قال: (ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا قحطان إلا تخرصا)، وقال أبو الأسود أيضًا: (سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وكان من أعلم قريش بأنسابها وأشعارها يقول، ما وجدنا أحدا يعلم ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم)،
كما قال أبو عمر ابن عبد البر: (والذي عليه أئمة هذا الشأن، أنه عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل بن آزر واسمه تارح، بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ بن يرد بن مهليل بن قينن بن يانش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام)، وقد كانت تلك الأقاويل هي ما اعتمدها محمد بن إسحاق في سيرته عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن كان هناك بعض الاختلافات في بعض الأسماء المذكورة، (وقد قال السهيلي رحمه الله عن اسم إلياس المذكور في نسب النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه قد قال فيه ابْنُ الْأَنْبَارِيّ، إلْيَاسُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ” وَجَعَلَهُ مُوَافِقًا لِاسْمِ إلْيَاسَ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَقَالَ فِي اشْتِقَاقِهِ أَقْوَالًا ، مِنْهَا: أَنْ يَكُونَ فِعْيَالًا مِنْ الْأَلْسِ ، وَهِيَ الْخَدِيعَةُ ، وَمِنْهَا أَنّ الْأَلْسَ: اخْتِلَاطُ الْعَقْلِ، وَمِنْهَا: أَنّهُ إفْعَالٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: رَجُلٌ أَلْيَسُ، وَهُوَ الشّجَاعُ الّذِي لَا يَفِرّ). [2]
لون بشرة النبي صلى الله عليه وسلم
لون بشرة النبي صلى الله عليه وسلم هو أزهر اللون صافي.
وقد تم وصف النبي صلى الله عليه وسلم وصف دقيق، وقد كان هذا الوصف عن هند بن أبي هالة ابن السيدة خديجة بنت خويلد من زوجها الأول، رضي الله عنها وأرضاها وهي أولى زوجات الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فقال هند بن أبي هالة التميمي، للحسن بن علي رضي الله عنهما حين سأله عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان وصف من أدق الوصف الذي وُصف به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يتجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه يحسبه من يتأمله أشم، كثّ اللحية.
سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفيا ويمشي هونًا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعًا، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقي بالسلام)، كان هذا هند لن هالة التميمي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الوصف الدقيق من ابن زوجته أن دل على شئ فيدل على عظم خلق النبي صلى الله عليه حتى يصفه ابن زوجته بهذا الوصف الدقيق والصافي صلوات الله وسلامه على رسول الله. [3]